الاخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد وعدت الاخ / محمد على جبريل ان اكتب له بحث كامل عن الغربة واحوال السودانيين بالخارج ولكن نفس المشكلة التى قلت له عنها تواجهنى الان وهى كيفية بداية البحث او من اى الجوانب نبتدى .......واخيرا فكرت ان اكتبها كمحطات او وقفات نتطرق كل مرة لموضوع ما . ايه رائكم
والان نبتدى
فى عام 1991م دخلت الجماهيرية الليبية وكانت لى لحية كبيرة وكنت قادم من وطنى السودان فنزلت طرابلس ومنها الى مدينة مصراتة وكنا قاصدين احد الاخوان المقيمين فى مصراتة ودلونا الى ساحة النصر فوجدنا اعداد كبيرة جدا جدا من السودانيين حتى تخيلت وكاننى فى مدينة سودانية وعلى قدر ما فرحت بهذا الجمع من ابناء وطنى احزننى منظر السودانيين وهم يجلسون على حافة الارصفة وهم يبيعون فى الصعوط (التمباك ) كان منظر مؤلم حقا المهم واخيرا التقيت بالاخ الذى قصدناه وبعد السلام والترحاب حسيت كأنه يريد ان يقول لى شئ وحسيت وكأنه خائف يترقب قلت له ( مالك ياخى ؟ فى اية ؟ وبعد صعوبة قال لى ياخى الصادق لو عائز تعيش بسلام فى هذة البلد احلق لحيتك هذة والله انت الان فى خطر وكلنا معاك فى هذا الخطر )المهم ذهبنا معه الى المنزل وهوعبار عن حوش كبير جدا جدا وفيه غرف وكأنها مجموعة سجون ووجدنا اعداد كبيرة من العاطلين ولهم شهور بهذة الحالة منهم من يبحث عن العمل ومنهم من ارتضى ان يكون عالة على الاخرين ياكل ويشرب ويشاهد فى الدكتل وينام ويلعب الكتشينة وهكذا من غير شعور او همة وكأن ليس هنالك اهل فى انتظاره . يومه يصبح ويمسى بنفس الحال ونفس الصورة واذا سألته اصبح يكلمك بالساعات ليس له قيمة لزمن او ساعات تمر . والاغرب من ذلك تجد اكثرهم يكتبون الشعر والمقالات والمزكرات فهم الادباء والشعراء والفقهاء والنقاد .
واخيرا وبعد صراع شديد حلقت اللحية غير راضى ولكن لم اجد سبيل غير ذلك بعد ان سمعت عشرات من قصص الاعتقالات والتحريات والتهم والسجن والتعزيب وانا لله وانا اليه راجعون
وفاصل ونواصل
اخوكم المغربى