بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله نبينا وحبيبنا وشفيعنا محمد ابن عبد الله وعلي اله الطيبين الطاهرين وصحابته الميامين ومن اهتدي بهداه واقتفي أثره إلي يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
وبعد:-
أيام قليلة ويظلنا شهر الخير والبركات شهر كما قال عنه الحبيب المصطفي صلوات الله وسلامه عليه
أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار , شهر فيه ليلة من وافاها بعبادة مخلصة لله كانت عند الله توازي عبادة ألف شهر من كافة أنواع الطاعات (ليلة القدر خير من ألف شهر ).
شهر أنعم علينا فيه الخالق سبحانه بتصفيده لمردة الشياطين مساعدة لنا في الطاعة لعلمه سبحانه بضعفنا البشري (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير). شهر من فطر فيه صائما فله مثل أجره دون أن ينقص ذلك من أجره شيء.
شهر فيه عمرة من أعانه الله علي أداءها كانت له بأجر حجة تامة مع النبي الأمي بأبي هو وأمي صلي الله عليه وسلم بعدد ما تعاقب الليل والنهار وما هطل من السماء من أمطار وما حوته من الماء البحار والأنهار وما حملت الأشجار من ورق وثمار.
شهر كان فيه الصحابة ومن بعدهم السلف الصالح يكرسون جل وقتهم فيه لتلاوة القران ويتبارون في ختمه العديد من المرات خلال الشهر الفضيل وكانوا يقيمون فيه الليالي الطوال في صلاة وتلاوة دائمين إقتداء بحبيبهم ونبيهم الصادق الأمين محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه كيف لا وهو شهر القران وكانوا يكثفون من عبادتهم في العشر الأواخر بعد اجتهادهم في العشرين الأول .
كان السلف الصالح يدعون الله ستة أشهر ليتقبل منهم صيام رمضان والستة الأشهر الأخرى من العام يدعونه أن يبلغهم رمضان مما يعني عام كامل في حب رمضان وبالتالي عمرا كاملا في حب رمضان ولكي يكونوا في صلة دائمة به بعد مروره كانوا يكثرون من الصوم في الأشهر الأخرى اقتداء بنبيهم وحبا في الاستزادة من الأجر لذلك اليوم الذي لا ينفع فيه لا مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم.
والصدقة وصلة الأرحام وضبط النفس والكثير مما لا يحصي ولا يعد من بركات ونفحات هذا الشهر الكريم . حسنا هذا رمضان عندهم وتلك مكانته وتلك عبادتهم التي ورثوها عن نبيهم وصحابته وتابعيهم وهو ما يجب أن يكون مسارنا في الاقتداء بهم. ولكن واه من لكن إليكم واقع حالنا:-
للكثيرين منا (ولا أعمم)رمضان شهر أثقل علي قلوبهم من جبل احد ينتظرونه في تسخط ويتمنون تأخره وكل ما اقتربت أيامه زاد ضيقهم كالضيف الثقيل الذي تتوقع وصوله في غير رغبة وتتمني رحيله في سرعة بعد الوصول فتكون قد خسرت اجر استضافته وكذا أجر الوداع لأن مدار أجر الأعمال علي النية .
ومن المضحك المبكي وكلنا شاهد علي الكثير من مثل هذه المواقف المحزنة انه يوم تحري الرؤية تري الكثيرين يدعون الله أن لا تثبت الرؤية غدا وان يكون اليوم الأول بعد غد. سبحان الله وكأن هذا اليوم سيفرق في شئ هذا فيما يتعلق بدواخل الكثيرين منا في استقبال الشهر الكريم.
الآن نذهب إلي التحضيرات للشهر الكريم من يذهب إلي الأسواق قبل دخول الشهر الكريم بأيام يظن لوهلة أن هنالك مجاعة ساحقة ماحقة في طريقها للبلاد من شدة هلع الناس في شراء الأنواع المختلفة من المشارب والمآكل وما لذ وطاب وما تشتهيه الأنفس من الطعام وكل يطالب بالمزيد لان هذا أو ذاك لا يكفي ناسين أو متناسين أو غير مدركين للحكمة الإلهية من الصيام والذي هو شهر واحد فقط في السنة .
والآن وقد أصبح الأمر واقعا فما هي الخطط البديلة لمواجهة هذه الثلاثين الطويلة .وبما أننا شعب غير خلاق
ومحدودي الأفق فيما يتعلق بأمور الترفيه , فالأمر قابل للتنبؤ فالرجال وخاصة الشباب منهم الذين يؤمنون بفرضية الصوم
منقول من الايميل