بين الريد والهوى .. الفيفا ولاهاي ما سوى سوى كل واحد براو

إنشغل الناس في الأيام الماضية بإنتخابات الإتحاد العام السوداني لكرة القدم ، والتي تم إعلان نتائجـها بالأمس القريب ، وقد جاءت إنتخابات الإتحاد في أعقاب إنتخابات رئاسية وتشريعية أجريت في أبريل الماضي ، والمتابع لسير العمليتين الإنتخابيتين يمكن أن يخرج "ربما " بالآتي:

إنتخابات الرئاسة جرت تحت مظلة الدستور الانتقالي 2005 والقوانين التي أصدرتـها الهيئات التشريعية حينـها ، في حين جرت إنتخابات الإتحاد تحت مظلة قانون هيئات الشباب والرياضة 2003 ، يعني القوانين كلـها مسنونة بحدة في عهد إستبداد وظلم.

أشرفت على إنتخابات الرئاسة مفوضية من صنع السلطة ، في حين أشرفت على إنتخابات الإتحاد المفوضية الاتحادية للهيئات والاتحادات الشبابية ودي تابعة لوزارات السلطة أيضاً.

كان من أبرز المتنافسين لرئاسة الجمهورية قائد إنقلاب 89 نفسه والذي أصبح رئيساً للجمهورية ، وقد تم سحب وإنسحاب أهم المتنافسين على السباق الرئاسي ، بينما كان من أبرز المتنافسين على رئاسة الاتحاد أحد رجالات الحزب الحاكم وهو عضو في المجلس التشريعي القومي.

كان من دواعي إستبعاد أحد المتنافسين على رئاسة الاتحاد ، شغله لمنصب رئيس الاتحاد لدورتين سابقتين ، في حين ان الفائز برئاسة الجمهورية ظل في المنصب منذ عام 89.

كان أول تصريح لمرشح رئاسة الجمهورية بعد فوزه رفع المعاناة عن كاهل المواطنين ، وكأنه جاء لموقع المسئولية من مقاعد الدراسة ، بينما كان أول تباشير رئيس الاتحاد النهوض بمنشط كرة القدم والعمل على احتلال السودان لموقع ريادي ، في حين انه كان نائباً للرئيس في الدورة السابقة للسباق.

فوز رئيس الجمهورية جعل كثير من القانطين من رحمة الله يتوجهون بقلوبـهم لمحكمة الجنايات الدولية ــ في لاهاي ــ التي تلاحق الرئيس على جرائم الحرب "وحديثاً الابادة الجماعية" ، بينما توجه المرشح المستبعد صوب الاتحاد الدولي " الفيفا".

جاء الفائز لرئاسة الجمهورية في وقت اقتطعت فيه كثير من الأراضي السودانية بواسطة دول الجوار ، بل أن السودان حاضر بالوكالة في موضوع مياه النيل ، في حين ان الفائز في انتخابات الاتحاد جاء في وقت إنـهزمنا فيه من فريق الغزالة جاوزت التشادي وفريق نيجري مش نجيري والفريق التونسي بستة أهداف في عقر دارنا بأمدرمان.

الفائز في رئاسة الجمهورية سيستقر في لاهاي فيما لو تم القبض عليه وتمت محاكمته وإدانته ، بينما الفائز في الاتحاد لا يواجهه سوى إعادة السباق إذا إستجابت الدولة الحكومة الحزب ورفعت يدها عن التدخل في القرارات الفنية ، وبطلت المسخرة ما هو رئيسا يشيل ويترشح السألوا منو

(( ...لا أعتقد أن هنالك أي علاقة ما بين الجهتين وبالتالي القرارين .

معروف أن الفيفا مؤسسة تعني بإدارة شئون كرة القدم في العالم وتتمتع بإعتراف كل دول العالم ولا علاقة لها بالسياسة بأي حال من الأحوال علي الأفل في ظاهر الأمر ووفقاً لنظمها ، لوائحها وقوانينها، بل يجد رئيس الفيفا من الإحترام ما يفوق كثير من رؤساء دول العالم الثالث .

إلا أن السيد وزير الشباب والرياضة بقراراته ومواقفه المتتالية أوجد هذه العلاقة ووضع الحكومة السودانية في موقف حرج لا تحسد عليه .

في المرة الأولي رفض إستثناء شداد وهو أمر كان في متناول يده ويتفادي بذلك كل التداعيات اللاحقة .

ومرة ثانية برفضه قرار الفيفا القاضي بإعادة انتاخابات الاتحاد العام .

مما يجعل الحكومة في مواجهة مع الفيفا كهيئة دولية في يدها وبمقدورها أن تفعل الكثير حتي ترضخ الحكومة لقوانينها وهو أمر يقارب في أذهان الكثيرين قرار المحكمة الجنائية وإمكانية ممارسة ضغوط علي الحكومة السودانية بواسطة هيئات دولية عديدة حتي ترضخ لقرارات المحكمة الجنائيةالدولية وهو أمر تري الحكومة بأنه لن يتم مهما كانت الضغوط .

أثبتت الأزمة أن السيد وزير الشباب والرياضة أدخل نفسه وحكومته في موقف لا تحسد عليه كما أسلفت القول عاليه .....)).

زهير الزناتي /سودانيزاونلاين

الحل بسيط وساهل جداً ، إلا إذا تعنترت الوزارة ، وبعدين الوزارة لازم تفهم بأن الفيفا ما عندها علاقة بقوى البغي والعدوان ، دي هيئة رياضة أهلية مكونة بموجب نظام أقرته دول العالم أجمع ، والسودان عضو زيو وزي بقية الأعضاء ، وكان ما عاجبو الوضع يطلع طوالي ، لا منافسات ولا يحزنون ، ودا إختبار حقيقي لنوايا ناس المؤتمر ، وعندهم واحد من إتنين :

إلغاء كل النتائج الاترتبت على إجتماع الجمعية العمومية الأخير ، والدعوة لإنعقاد جمعية عمومية تعقد في أو قبل الزمن الأشارت ليهو الفيفا ، لإنتخاب مكتب جديد ، ويكون حق الترشيح مكفول لكل الأشخاص الذين سبق وأن حرمهم القانون من الترشيح ، مش كدا وبس كمان تخفيض قيمة الرسوم المقررة على المرشحين. ولو الدولة عندها رأي في أي مرشح تقوم تقنع مندوبي الإتحادات المحلية والحكام والمدربين بعدم التصويت للشخص غير المرغوب فيه ، ودا ملعبهم المجرب.

إما إذا إختارت الدولة إتجاه التصعيد اسوة بما تم بشان محكمة الجنايات ، فالموضوع بختلف عن موضوع محكمة الجنايات إختلاف تام ، فإذا عجزت المحكمة الجنائية في إلقاء القبض على الرئيس المتهم ، فدا ما معانتو بأن الفيفا عاجزة عن تعليق مشاركات الأندية والمنتخبات القومية بل بالعكس فانها ـ الفيفا ـ تستطيع اكثر من ذلك وياعالم