اللقاء الذي بثته قناة (زول )الفضائية ليلة امس الاول مع الرفيق ياسر عرمان احزنني كثيرا وذلك لعدة اسباب تتمحور فى معرفتي الجيدة للرجل وقدرتة فى ادراة الحوار السياسي بموضوعية ومنهجية تكسبة القبول والاحترام من خصومة قبل مناصرية , ولكن ماحصل فى هذا اللقاء ( الكارثة) شعرت فية كأن الرجل ينعي فية نفسه سياسيا او كأن حالة من الاحباط ( تعتوره) تماما بحيث لا تفسح المجال للمشاهد بان يحس ان هناك حوارا سياسيا يدار, كان ياسر عرمان غير ياسر عرمان الذي نعرف فقد كان بعيدا جدا عن المنطق والمعقولية .
نفترض ان هناك شخصان اتفقا علي انشاء شراكة ما ومضيا فيها شوطا مقدر فلنقل انه يمثل 60% من برنامج شراكتهم , ثم اختلفاء ثم ارادا ان يصلحا حالهما , هل يتم ذلك بالغاء ال60% التي تشاركا في وضعها ام باجراء بعض التعديل والتغيير فيها ليصلا الي صيغة مشتركة ثم يمضيا قدما فى اكمال ال40% من مشروعهما ؟
اذا فكيف يمكننا قبول فكرة ان الانفصال اذا تم سوف نعمل مجددا لاقامة الوحدة علي اسس جديدة لاتشبه تلك الاسس القديمة ( لانتحدث منذ وجودها) ولكن علي الاقل منذ تلك الفترة التي كان فيها عرمان شريكا فى الحكم بعد التوقيع علي اتفاقية السلام , كان علية ان يكون قد بذل جهدا مقدرا لارساء دعائم الوحدة التي يحلم بها ثم يدفع بالجنوبيين الموالين له للتصويت لمصلحة الوحدة دفاعا عن تلك الدعائم التي تم ارساؤها بعد توقيع الاتفاقية لقيام الوحدة ومن ثم اكمال باقى الدعائم فى ظل الوحدة حتي يكون الرجل منسجما مع نفسة وبالتالي تختفي عبارة اذا تم الانفصال هذه .
ثم باقى الحوار التي اجرتة تلك المذيعة مع السيد عرمان , كان اشبة بلعبة ( الرقبي ) كرة يقذفها شخص من مجموعة اشخاص ملثمون بخوذات حديدية ثم يهرولون جمعيا هرجا ومرجا خلفها ويتصادمون باجسادهم حتي الموت ولايعرف المشاهد كيف جاء الهدف او من الذي احرزه ؟ وانا شخصيا لا اعرف ماهو الغرض من هذه اللعبة .
لم يكن السيد عرمان منطقيا فى هذا اللقاء فيما ذهب اليه ولم يكن مقنعا وكانت حالة الاحباط مستبدة به تماما فظهر غير ياسر عرمان الذي نعرف ,
فى تقديري ان حالة الاحباط التي ظهرت عليه مفادها ( وهو العالم ببواطن الامور) ان الانفصال ات لا محال ومابقية حديثه عن نيته للاتجاه للوحده اذا حصل الانفصال الا (للتجمل) لانه يعرف ان وجه الانفصال القبيح قد اطل ويعلم ان التاريخ لايرحم.
عموما كان الحوار مسخا ليس له طعم او لون اونكهة وزاد الطين بلة تلك المذيعة التي دفعت بها قناة (زول) لاجراء الحوار ( وهو حوار مفترض انه سياسي ) فقد كانت تلك المذيعة لاتعرف شيئا عن السياسة فهي ومن خلال اسئلتها اتضح انها لاتفرق بين السياسة والنخاسة ولا تميز بين الحقوق والواجبات ولا تعرف ما هو الدستور وماهي الاتفاقيات .. يقيني انها تصلح لاجراء نوع اخرمن الحوارات غير الحوار الذي اجرته , فهلا انتبهت لذلك حتي لا تدفن موهبتها