الكاتبة والاديبة إستيلا قايتانو ، في مقال منشور لـها في الراكوبة بعنوان
واجعني في البحر السكات (( في الحقيقة ما واجعني وبس
فارسني عديل وفاقع مرارتي
حكاية سكوت الشعب السوداني
على المظالم التي تمر به وهو ماشاء الله في الصبر
ويقول بكل خشوع غايتو الحمد لله صابرين..!!
الصبر دا دايرين تعملوا بيه شنو؟ تخشو بيه موسوعة قنس للأرقام القياسية!؟
الموسوعة ذاتها ما أظن تفتح صفحاتها لأرقام قياسية فلكية غير معقولة.
يكثر هذه الأيام الحديث عن الغلاء
والشعب المسكين
والحكومة الفاسدة الجشعة جوعت الناس... و.... و..
لكن في الحقيقة المواطن يمثل شريكاً أصيلاً في ظلم نفسه
يعني نفهم انو الحكومة تعمل أي حاجة ما مشكلة
لكن لدرجة خطف اللقمة من أفواه الناس وأبنائهم
ويكون أيضاً ما في مشكلة
دي في حد ذاتها مشكلة.
مالكم "أيها الشعب السوداني الفضل"
ناس المؤتمر الوطني ديل عملوا ليكم عمل؟.
غايتو لو راجين يحنو عليكم يوم،
علي بالحرام شنبات فايز السليك ديل يقومن في الظلط.
فالحكومة أسست لنفسها
وشرعنت نفسها وما في طريقة تاني الا بعد أربع سنين ويمكن يجو تاني
طبعاً عشان كدا فكرة الحكومة تنقلب أو يجي زول تاني في الايام دي حنين شيلوها برة
وفكروا في آليات تلقوا بيها حقكم.
فالحكومة مسؤولة عنكم ومن واجباتها انها تبذل الغالي والرخيص عشان تعيشو حياة كريمة
مش انتو مسؤولين عنها وتصرفوا عليها كمان.
اذا كنتم راجين حقكم بجيكم بالصمت والصبر جرجيركم صفر.
فأنتم من تمنحون الحكومة السلطة
فكيف تجبركم أن تتنازلوا عن السلطة.
يكفي أن ينظر المواطن الى صينية غداه ليعرف مدى تدهور حالته المادية والغذائية
وذلك بغياب اغذية مهمة من صينية الغداء
مثلاً السلطة الخضراء دي كانت فيها طماطم وجزر وفلفلية وبصل أبيض وليمون وجرجير وعجور
وأحيانا خيار وخس، ولكن حسي صفا على العجور والليمون فقط
كل الاعضاء الكرام انسحبوا عن صحن السلطة بدون اعتذار.
الخوف بعد شوية حتى دي ذاتها ما تلموا فيها!.
ولسع صابرين.
هسي في مصر القريبة دي
لمن يزيدوا العيش ولاّ أي سلعة رئيسية
الناس بتطلع بالصحون والحلل احتجاجاً
حتى ولو ما حدث تغيير ولكن يكفي أن يقول الناس احم احم نحن هنا ولنا صوت
ماذا دهى السودانيين ولاّ أصواتهم دي صوتو بيها كلها في الانتخابات المزعومة وما فضلت بحة؟!
قولوا حاجة!
لأن هناك خيط رفيع بين صبر كدا مفتوح ساكت غير مشروط
وبين أن تكون شيطان أخرص يبالغ في الصمت على حقه هو.
انتو لو ما قلتو للحكومة دي نحن هنا وخلاص تعبنا ودي ما حالة دي ماحتجيب خبركم
لأنها ما فاضية ليكم عندها حاجات أهم من صحن سلطتكم ورطل سكركم.
لو منتظرين الحكومة تخجل على نفسها من عمايلها فيكم تكونوا دقستوا.
فهي تستمد قوتها من ضعفكم
اذا كان الشعب قوي فذلك خير لهم وخير لحكوماتهم
لأن قوة الشعب تمنع الحكومات من ارتكاب الاخطاء والمظالم والحماقات.
ما تتّكلوا على انتقادات الصحفيين لسياسات الدولة تجاه المواطن
فهي قد تشجعكم الى حين اصطدامكم بالواقع المذري لمطبخكم
الذي يوقظ رقرقة عصافير امعائكم الخاوية
فمقاومة ظلم الحكام يحتاج الى حداث وسواي
لأن الكلام الساي بدون فعل تخدر ولكنها لا تسكن الألم الى الأبد.
والله ما عجبنا هذا التغيير المذرى في حياة الناس.
الناس كان تأكل اللحم والآن يتزاحمون بالصفوف للحصول على الكمونية.
كانوا يأكلون الدجاج والآن يكتفون بالقوانص.
والجايات كان بقيتوا على صبركم دا أكثر خموا وصروا ساي.
لن يحصل على المساعدة من لا يساعد نفسه
فأنتم بحق يوجعنا صمتكم ولكن قد نتعب يوماً فيسكتنا الوجع من صمتكم. بتبالغوا والله.
في عصور المجاعات المفتعلة لايهم الشعب قلب الحكومات
بل قلب الموائد والرهيفة تنقد.
فنحن ضد الوضع عير المتزن
ناس اتعودوا يأكلوا وناس اتعودوا يجوعوا
ناس اتعودوا يقلعوا وناس اتعودوا يقلعوا منهم
لو ما كدا
عليك الله في واحد من الصباح يمشي يقطع ايصال لمخالفة لم يرتكبها؟ ))
نشر في الراكوبة بتاريخ 16-10-2010