هنالك العديد من الشخصيات التي لعبت دورا بارزا في نهضة الحصاحيصا في زمان بعيد لم نكن شهودا علي مجاهداتهم ونضالاتهم اسهموا ببناء مداميك في نهضة الحصاحيصا المدينة التي نتفيأ بظلال مؤسسات بناها جيل رائد وافكار خرجت من عباقرة واعمال ضخمة تقف الان شاهدا في الحصاحيصا تشير الي شخصيات لعبت دورا في نشأتها وتواروا خلف استار الزمان ورسالتنا في الحصاحيصا دوت كوم ازالة هذه الستر لنعرف الاجيال الحالية والقادمة باعمال وشخصيات كانت اعلاما يستحقون ان نكتب اسماءهم باحرف من نور .
اليوم نستضيف شخصيتين قدمتا للحصاحيصا عملا كبيرا يستحقون عليه الثناء باقامة نصب تذكارية لهم وهما الحاجة آمنة عبدالسلام والتي تعرف ب (( آمنة سنجر )) وابنتها سميرة صاحبة اول روضة اطفال في الحصاحيصا .
في طريقي من والي مقر عملي كانت لافتة سنجر ماكينات الخياطة تقع في ناظري وسرعان ما تنتقل ذاكرتي الي شركة سنجر بالحصاحيصا عندما كنا صبيان واطفال صغار بالحصاحيصا وكلما ذكر اسم سنجر ذكر اسم آمنة سنجر , بحثت عن هذا الاسم في ذاكرتي الا ان الاستاذ حسن كيشو ( احد المعمرين في الحصاحيصا دوت كوم ) اكد لي ان الحاجة آمنة الي عهد قريب كانت تعمل في شركة سنجر في شارع الجمهورية بالخرطوم . ذهبت الي هنالك وسألت عنها ووجدت من اكد لي انها موجودة وبصحة جيدة بالثورة الحرة السادسة واوضح لي خارطة المنزل . بالنسبة لي العثور علي حاجة آمنة كان بمثابة رحلة البحث عن الكنز وقد استغرقت وقتا طويلا في البحث لان كعادة السودانين يتعاملون مع تحديد المواقع بطريقة وراء وقدام وسافل وصعيد فبدأ بحثي منذ الرابعة عصرا ولم اعثر علي المنزل الا بعد صلاة المغرب وكأنني وجدت الكنز وفي بحثي عن حاجة امنة وجدت (3 حاجات آمنة ) يشتركن في الاسم ولكن خرجت من لساني وانا اسأل اسم آمنة سنجر فكان لي ما اردته واذا به انا امام ذات الانسانة التي لم تغب ملامحها عن ذاكرتي عندما كان عمري لم يتعد الخامسة وانا طفل صغير كنت اتسكع ببرندة سنجر وموقعها كان في الناصية الشرقية لمكتبة الشعلة التي كنا نرسل اليها لجلب الجرائد وسنجر كانت ملاصقة لصيدلية ابونورة اول الصيدليات بالحصاحيصا و الآن تحت مكتب الاستاذ عباس بخيت العجب المحامي شمال غرب البوستة وغرب شجرة ابوعشر ,
الحاجة آمنة تتوسط بنتها سميرة والمحرر
الحديث مع الحاجة آمنه ذو شجون يلامس تاريخ بعيد اختفي من الذاكرة نحاول في هذه العجالة ثقب ذاكرة الحاجة آمنة والتي لم يعتورها الخرف والنسيان واحسبها امضي من ذاكرة وحيدتها الست سميرة الحديث كان عذبا الا ان ذاكرة الكاميرا قد خذلتني وانا اقوم بنسيانها في ( دكان ودالبصير ) ولذا لم اتمكن من التقاط صور متفرقة واعتمدت علي ذاكرة الكاميرة التي لم تسع الا ل 4 لقطات فقط ؟
() الحاجة آمنة عبدالسلام محمد.
() جعلية من قرية كلي
() نزحت الي منطقة ود رملي في الخرطوم نظارة الشيخ سرور رملي .
() من مواليد مطلع العشرينات وتقريبا 1921 وتورخ لميلادها بحركة 24 التي استشهد فيها شقيقها .
() لم تدخل مدرسة في حياتها الا انها تقرأ وتكتب ووجدت بجانبها بعض الصحف وقالت انها تعلمت بمفردها مع بنتها .
() في اواخر الثلاثينات 1938 التحقت بشركة سنجر لتعليم فنون التطريز والتفصيل والخياطة لتصبح معلمة تفصيل وتطريز متجولة في الارياف والاقاليم علي ايام الانجليز وكانت ثاني معلمة في السودان حيث كانت الاولي احدي بنات امبابي .
() محطتها الاولي كانت مدينة وادمدني والتي مكثت فيها حوالي 4 سنوات وتنقلت بعد ذلك في عدد من مناطق وقري ومدن الجزيرة الي وصلت الي تندلتي معلمة لاسرة وعائلة رجل الاعمال ابراهيم مالك والذي اقامت معهم .
() جاءت الي الحصاحيصا في مطلع الخمسينات تقريبا في 1952 واقامت اول مرة بالحلة الجديدة الا ان التومات الحاجة حسنة والدة ( حسن كيشو ) والحاجة حسينة ( والدة اولاد رملي ) ويعتبرن بلديات من منطقة ودرملي قاموا بتجهيز منزل العمدة بالحي الاوسط جوار منزل ابراهيم حاج التوم ومواجه لمنزل الدرديري سكنا لهم ومن هنا كانت علاقاتهم بالحي الاوسط والتي مازالت حتي الان .
() من ذكريات تلك المرحلة بان وشائج العلاقة القوية كانت مع اسرة الاستاذ بشير أدم حيث قامت اسرتهم بوهب ابنتهم نعمات آدم زوجة السيد الطيب الحاج ووالدة عضو البورد العقيد امير الطيب الحاج ( بلة ) لتصبح ابنة تعينهم في وحدتهم .
() دخلت حاجة آمنة كل البيوت الكبيرة في الحصاحيصا انذاك معلمة للبنات فنون التفصيل والتطريز والحياكة وكانت تعلم البنات داخل منازلهم قبل قيام ما يعرف ب (( بيت الخياطة )) وكانت تتقاضي 25 قرش عن ساعة التعليم وتذكر من ضمن البنات اللائ علمتهن التفصيل بنات حمدنالله وبنات الوداعة ويوسف حسن ، وراق حسن ومحمود سيداحمد بجانب الكثير من بيوت الحي الاوسط وكانت لا تتقاضي عن ذلك اي مبالغ مالية وكانت الحصاحيصا المدينة الوحيدة التي يقمن نساءها بحياكة ملابسهن .
الحاجة آمنة مع احفادها واحفاد احفادها من ابنتها الوحيدة سميرة
() تذكر ان مدير سنجر اسمه علي سنجر واحد العمال واسمه محمد بينين من رفاعة .
() نساء في ذاكرة الحاجة آمنة .. وجميعهم من الحي الاوسط وبردب بردب حيث ذكرت علاقتها المميزة بالحاجة حميدة والدة الاستاذة نعمات ادم زوجة الطيب الحاج والتي كانت لا تفارقهم وكذلك الحاجة مرضية عبد الحفيظ زوجة مولانا الدرديري وشقيقة عزالدين الوكيل وشقيقتها مريم وكذلك وفطن واختها ام سلمة والمرحومة سعاد بشير ( ابو ) وبتول الحاج وعزيزة الطيب وكل بنات حاج الصديق . ولاتزال علاقاتهم متواصلة مع اسرة ابوقران وخاصة مع نجلاء وام تكورة . تضيف الحاجة آمنة انها لم تحس بغربة عندما كانت في الحصاحيصا والتي ما تجيئ ذكرتها حتي احن لتلك الايام.
() قامت السلطات بمساعدة امنة سنجر في مشوارها التعليمي ودورها التوعوي واختيارها الحصاحيصا وطنا وتم منحها قطعة ارض مجانا في حي العمدة قامت لاحقا ببيعها للمرحوم محمد الحسن سنهوري والتي بني عليه بيته الان في حي العمدة.
() قامت الست آمنة سنجر بتعليم عدد كبير من نساء الحصاحيصا فنون التطريز والتفصيل والخياطة الا ان ابرز ما قامت به هو تأهيل معلمة للتطريز والتفصيل والخياطة لتقوم مقامها وفعلا تم تاهيل الاخت حياة عبدالفراج خالة البوردابي احمد ترب وعرفت في ما بعد بحياة سنجر وتقيم الآن بالحي الاوسط تقاطع شارع 21 اكتوبر مع مزلقان السكة حديد ناصية عبدالقادر تاج الدين وناس وزيري . .
() الحاجة آمنة لها بنت واحدة وهي سميرة صاحبة اول روضة بالحصاحيصا وعدد من الاحفاد وتعيش وسطهم نتمني لها عمرا مديدا مع دوام الصحة والعافية .