جعلت تسريبات وثائق ومراسلات الدبلوماسيين الأمريكان حول العام ، الرئيس التونسي السابق أول ضحية لها في العالم العربي ، بعد أن لم يتواى السفير الأمريكي روبرت غوديك، في تونس بوصف نظام بن علي وأقاربه ، بالعصابة المافيوية التي تحكم في الاقتصاد التونسي.
مضيفا أن الرشوة والمحسوبية والسطو كانت سمات أصهار بن علي، وهم عائلات الماطري والطرابلسي، حيث استولوا على شرايين الاقتصاد التونسي بشكل سافر وبتحدي صارخ لملايين الفقراء والبطالين من أبناء الشعب التونسي، الذي سحقه نظام بن علي، على مدار23 سنة الماضية.
وقال وكيل وزارة الخارجية الأمريكية، وليام بيرنز، "تسريبات موقع "ويكيليكس" لأكثر من 250 ألف برقية لوزارة الخارجية الأمريكية، ألحق ضررا كبير بالجهود الدبلوماسية الأمريكية". مشيرا إلى "أن الحقيقة هي أن خيانة الثقة التي شهدناها من خلال تسريبات "ويكيليكس" ألحقت ضررا كبيرا بقدرتنا على القيام بجهودنا الدبلوماسية".
وشدد الدبلوماسي الأمريكي على أمهات قضايا الفساد التي يقف ورائها نظام بن علي وأصهاره من زوجات بناته وإخوة زوجته ليلى الطرابلسي، مشيرا إلى أن عائلة بن على هي ملتقى طرق الرشوة والفساد في تونس، حيث لا يوجد رجل أعمال تونسي إلا وكانت له علاقة مصاهرة مع بن علي أو عائلة زوجته، عائلة الطرابلسي، وخاصة بلحسن الذي يسيطر على جميع عمليات البنك المركزي التونسي الخاصة بالتجارة الخارجية، حيث يحصل على رشاوى كبيرة، سمحت له بالسيطرة على قطاع العقار التونسي وخاصة الفنادق بمدينة الحمامات التي تحولت إلى جنة جنسية للأوروبيين.
ولم تكتف ليلى بأخيها بلحسن، بل حولت إخوتها العشرة وأبنائهم إلى أمراء مسيطرين على الاقتصاد التونسي، ومنهم أخوها منصف وأبوه عماد اللذين يسيطران على عدة شركات في منطقة العاصمة تونس، فيما تسيطر عائلة بن علي، على جميع القطاع السياحي في سواحل الحمامات وسوسة، حسب السفير الأمريكي بتونس، خاصة أن لابن علي7 إخوة انغمسوا كلهم في الأعمال التجارية، والأخطر أن أخاه منصف كان تاجر مخدرات كبيرا جدا معروفا من الشرطة الدولية وتم الحكم عليه بالسجن10سنوات من طرف القضاء الفرنسي، قبل مقتله سنة1996 في ظروف غامضة.
وكشف السفير الأمريكي أن يد ليلى بن علي امتدت إلى الاستحواذ على الأراضي الشاسعة في العاصمة تونس، لاستعمالها في المضاربة وتجارة العقارات. وقامت ببناء هيئة خيرية تحت اسم مدرسة قرطاج الدولية على مساحة واسعة، وحصلت على مساعدة مالية بقيمة 1.5 مليون دولار، من الحكومة لبنائها، قبل بيعها لمستثمرين بلجيكيين، مقابل مبلغ ضخم جدا لم يكشف عنه، كما شرع صخر الماطري، صهر الرئيس، في بناء إقامة فاخرة جدا قرب سفارة غربية مهمة جدا، وهو نفس الصهر الذي قام بإطلاق بنك الزيتونة الإسلامي وراديو الزيتونة الخاص، ومعلوم أن القطاع المالي التونسي تسيطر عليه العائلتان منذ سنوات طويلة بشكل مباشر أو عن طريق الرشوة التي يدفعها أي رجل أعمال تونسي أو أجنبي يريد إقامة مشروع بتونس، أو للحصول على تمويل، ومعروف أن جميع البنوك التونسية وضعت تحت خدمة عائلتي الرئيس وزوجته، حيث يحصلون على قروض ولا يعيدونها إطلاقا، وهذا عن طريق مجلس إدارة البنك المركزي التونسي الذي يسيطر عليه بلحسن الطرابلسي، أو من خلال شراء العائلتين لحصص كبيرة في البنوك التونسية ومنها البنك التجاري الذي سيطر عليه صهر الرئيس مروان مبروك.
المصدر
http://74.200.236.115/~echorouk/ara/international/tunisie/66221.html?print