هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مَنْ يسامح مَنْ يا سلفا كير؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو نورا

ابو نورا



مَنْ يسامح مَنْ يا سلفا كير؟  Empty
مُساهمةموضوع: مَنْ يسامح مَنْ يا سلفا كير؟    مَنْ يسامح مَنْ يا سلفا كير؟  Icon_minitime1الخميس 20 يناير 2011 - 13:52

مَنْ يسامح مَنْ يا سلفا كير؟
راشد عبد الرحيم

في الثامن عشر من أغسطس العام 1955م، نزع الجندي الجنوبي من السيدة أم الحسن عبد السلام القراي ابنها الذي لم يبلغ شهره العاشر ورفعه إلى أعلى وخَبط به الأرض، ثم عاد ورفعه إلى أعلى وضربه بالأرض حتى فارق الحياة

في ذاك اليوم فتح الجنود الجنوبيون النيران من أسلحتهم النارية على سجن النساء بتوريت وقتلوا خالتي أم الحسين محمدين أحمد سليمان وقتلوا معها حماتها نفيسة سرور وقتلوا من أهل الفتاة ذات السبعة عشر عاماً فائزة محجوب وتوجهوا من ثم إلى سجن الرجال وقتلوا فيمن قتلوا خطيب فائزة عز الدين.

لم أشعر يوماً أنني في حاجة لأطلب من أهل الجنوب إعتذاراً على الذي وقع لأهلي ولم أجد في نفسي كرهاً لأبناء الجنوب وَظلوا إلى اليوم إخوة لي وسيظلون. بيد أن السيد سلفا كير ميارديت لا يريد للجنوب أن ينفصل بسلام وأن ينسى اهل السودان مرارات الحرب بعد أن تحقق لهم المراد و((الإستقلال)) ببلادهم فقد طفق يدعو دعوات مريبة لاهل الجنوب ليسامحوا أهل الشمال.

الشاعر السوداني الكبير الهادي آدم الذي وثق لنا في رائعته توريت أحداث ما يسمى بتمرد توريت الذي كان الشرارة الأولى لتمرد الجنوب. والحقيقة أن تمرد تويت هذا لم يكن تمرداً ، فلقد كان أول عملية تطهير عرقي في تاريخ السودان .. راح ضحيته المئات من الأطفال والنساء والشيوخ من الشماليين الذين لم يكن لهم أي ذنب سوى أنهم شماليون.

توريــت
الهادي آدم 1955
توريت يا وكر الدسائس والخديعة والـدم
قد طال صمتك في الدجى هل آن أن تتكلمي
الغاب مطرقة الغصون على دجاك المـعتم
والصمت والليل الرهيب وخادعات الأنجم
لا شئ غير الريح تنفخ في رماد المأتم
ومغارة فيها المنايا السود فاغـرة الفم
ونعيق ضفدعة تنوح بـليلك المتجهم
يا قطة أكلت بنيها وهي ظمـأى للدم
أمعنت قتلا في النسـاء وغيلة للمحرم
لم ترحمي حتى صغارهم ،،، ولم تترحمي
والشيخ والحبلى،،، فأي جريمة لم تجرمي
حتى غدوت مع الدجى وكر الطيور الحوم
ومناظر الأشلاء تنهضها الغيوم فـــترتمي
*******
من سد أبواب الجنـوب بكل قفل محكم؟
من قسم السـودان بين بنيه شر مقسم؟
أهم الشماليون؟،،، هل كانوا هناك ؟،،،، تكلمي
ردي فإن العار كل العار أن تتجهمي
توريت ذاك هو العدو فهمت أم لم تفهمي
توريت إن غدا لناظره قريـب المقدم
فستـعرفين وتــندمين ولات ساعة مندم.



توريت .. القطة التي أكلت بنيها

وقبل أكثر من خمسين عاماً .. انهمرت الدماء مهراقة في توريت .. في يوم عبوس .. قمطريراً .. دماء شماليون تجار .. معلمون .. أطفال .. نساء .. زهقت أرواحهم .. دون.. جريرة .. ارتكبوها .. مذبحة توريت 1955م جريمة إنسانية .. راح ضحيتها .. مواطنون شماليون عزل .. ومع بعض من جنود الجيش السوداني .. المجزرة وقعت في أغسطس 1955م قبل إعلان الاستقلال .. وقعت والاستعمار الانجليزي البغيض .. في سدة الحكم .. لم تصوب وقتها بندقية .. على جندي أو مسؤول بريطاني .. لم تحصد أرواح البريطانيين الغزاة .. بل حصدت الشماليين.. المستعمرين الغزاة كما أسماهم المتمردون .. ولم يسموا البريطانيين .. استعماريين غزاة .. ولم يسألوا البريطانيين .. لماذا الجنوب متخلف .. وانتم الحاكمون؟!
بمكيالين .. وسيف وحراب .. على ظل الفيل .. لا على الفيل البريطاني الظالم .. فكانت مجزرة توريت .. دماً شمالياً .. تدفق ستون عاماً مؤامرة .. على الشمال وجرم حل بغير جارمة العذاب .. ومؤامرة القطة التي أكلت بنيها .. مؤامرة حاك خيوطها الانجليز فكانت توريت وكل الدسائس والخديعة والدم .. وقوف جراحاتها .. وذكرياتها الأليمة .. تجاوز الشماليون .. تلك الجراحات .. وتناسوا ذكراها .. فمن عفا وأصلح .. أجره عند الله .. تناسوا الماضي .. بكل جراحاته وآلامه وتناسوا .. ان البادي أظلم .. لكن وللأسف أن جنوبيين .. توريت مازالت في دواخلهم .. معركة تحرير .. حسب تفكيرهم وظنهم الخاطئ تحرير من استعمار شمالي فتوريت في أعماقهم .. معركة انتصار .. لا مجزرة .. لضحايا شماليين .. عزل ساقهم قدرهم إلى هذه المحرقة وبعد أن وضعت الحرب أوزارها وتناسي الشماليون جراحات توريت المذبحة .. جدد من في قلوبهم حقد دفين .. ذكري المذبحة .. فاحتفلوا بيوم المذبحة .. في ذات تاريخ ذلك اليوم الخامس .. من أغسطس .. احتفال المنتصر يا للتعاسة احتفلوا .. بيوم الدم البريء دم الأبرياء من الشماليين .. الذين راحوا برصاص الغدر والحقد والتحريش .. وراح دمهم مهدوراً من غير جريرة!!
احتفلوا في اغسطس الماضي بيوم مذبحة توريت وتناسوا اتفاقية السلام التي طوت مرارات الحرب اللعينة .. احتفلوا وللأسف احتفل معهم الرجل الثاني في الدولة الفريق سلفاكير والرجل الأول في الجنوب .. احتفاء الرجل المسؤول عن السلام في أرض المليون ميل مربع من حلفا الى نمولي .. ومن كسلا حتي الجنينة بيوم مذبحة توريت .. المذبحة السوداء التي أريقت فيها دماء مواطنين سودانين ذويهم وأسرهم .. مسؤول عنها اليوم سلفاكير .. الذي رشحته حركته رئيساً لكل السودان .. ولا أدري كيف يطلب سلفا .. صوتاً انتخابياً من ذوي وأهل من راحوا ضحايا في توريت التي يحتفل بذكراها؟

وكيف به وهو المسؤول عن تحقيق السلام.. ودفن مرارات الماضي البغيض؟!

أنها متاهة يصعب الخروج منها!!.. وكيف بحركته .. التي وقعت على سلام يطوي كل صفحات الماضي .. من مذبحة توريت الى آخر محطة من محطات الحرب التي قضت على الأخضر واليابس أن تجدد ذكرى .. يوم أسود لعين الخاسر فيه أبرياء .. حصدتهم بنادق منفلتة .. وكيف تجدد ذكري مذبحة لأطفال ونساء .. ماتوا غدراً .. وأمين الحركة باقان أموم .. اعتذر للشماليين عن هذه المذبحة .. وأخواتها .. وتعود الحركة الشعبية لتحتفي بهذه المذبحة!!
لا شيء نقول .. غير أنهم في الحركة الشعبية .. يقولون ما لا يفعلون .. وينقضون العهد والميثاق .. وأنهم ما يخادعون ألا أنفسهم ..
وليحتفلوا كما يشاءون .. فان شهداء مذبحة توريت .. ذكراهم باقية أبد الدهر .. ودعهم في طغيانهم يعمهون .. ويبقي .. برغم السقطات والانتهاكات الصريحة الحلم والصفح والعافين عن الناس ولا تستوي الحسنة بالسيئة ادفع بالتي هي أحسن..


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو نورا

ابو نورا



مَنْ يسامح مَنْ يا سلفا كير؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مَنْ يسامح مَنْ يا سلفا كير؟    مَنْ يسامح مَنْ يا سلفا كير؟  Icon_minitime1الخميس 20 يناير 2011 - 13:55

بقلم: أحمد الشريف
لقد أغفل التاريخ البحث عن أسباب التمرد، وانشغلوا جميعا بمحاولات لإيقاف الإقتتال وتحقيق السلام وحفظ الأمن. تولدت وتمخضت عن المحاولات العسكرية لإيقاف التمرد حركات مناوئة للحكومة أخذت تقاتل الحكومة قتالا أخذ يزداد ويستعر، وتدخل العالم مؤيدا المتمردين وكان أن عدلت حكومة الفريق عبود عن سياسة مقاومة التمرد بالقوة والذي لم يكن يقابلها إلا بالقوة. وطلبت من الجميع سياسيين ومثقفين وعلماء العمل معها على حل هذه المعضلة.. سمحت حكومة عبود بإقامة الندوات السياسية لإيجاد حل لقضية الجنوب، السياسيون بدلا عن أن يعينوا حكومة عبود على إيجاد حل سلمي لقضية الجنوب المشتعلة، قالوا أننا نعرف حل المشكلة إن مشكلة الجنوب حلها يكمن في ذهاب حكومة عبود !! نسوا جميعا أن التمرد إندلع قبل مجئ عبود إلى السلطة في 17 نوفمبر 1958، القتل في توريت وفي كبويتا وفي يامبيو وأنزارا وكتري وتركاكا ونالي وركون ولانيا كان قبل الإستقلال وقبل ذهاب المستعمر، لقد بدأ القتل في الجنوب في يوم 18 أغسطس 1955 ولم ينل السودان إستقلاله بعد، هذا التاريخ لا يعرفه العديد من أهل السودان، حتى جون قرنق نفسه لا يعلمه جيدا فقد ذكر في أحد أحاديثه أن التمرد بدأ في 1958، قلنا أن السياسيين إنتهزوها فرصة ورموا بوزر التمرد على حكومة عبود وتنازل عبود عن الحكم لكن مشكلة الجنوب لم يجد لها السياسيون حلا إلا بعد أربعين عاما!!

على كُلٍ
سلفاكير.. والله ياهو الفضل
جدتي لوالدي (خديجة بنت عبد اللّه) غادرت الدنيا مفجوعةً، و(عيونها مجروحة الأحداق، ذابلة البريق)، بعد أن رزئت بفقد ابنها العريس عمنا الشهيد عثمان محمد بابكر (بت عبد اللّه)، بكت عثمان بـ (دموع الدم) لأنّه ابنها البكر (ركّازة البيت)، والشاب الريحانة صاحب الحضور التقي في مفاصل الأسرة ومجالس الحي، ثم لأنّ إحساسها بالفقد كان مضاعفاً بعد أن اضطرتها الأقدار لتوجيه إستعدادات زواجه - الذي عَاشت تحسب له الدقائق والثواني - إلى ليالي المأتم، وأكثر الأسباب التي أوقدت نار الفقد في صدر الأم المغلوبة أن (عثماناً) مات مطعوناً ومحروقاً وهو يؤدي واجبه مُعلِّمَاً في مدرسة توريت الأولية على يد إخوانه الجنوبيين..!

نَعم في صبيحة يوم السبت الموافق 18 أغسطس 1955م وفي تمام الساعة الثامنة وعشر دقائق صباحاً، ركب شيطان التمرد إخوتنا الجنوبيين ودخلوا إلى فناء مدرسة توريت الأولية وداهموا عثمان الذي كان حينها يُعَلِّم أبناءهم داخل الفصل وطعنوه بحربة أثناء أدائه للحصة، ولم يكتفوا بذلك، بل أضرموا فيه النار وهو يفارق الحياة..!

عثمان (تَقَبّله اللّه)، كان واحداً من شماليين كُثر لقوا ربهم بطرائق بشعة لم يُدوِّنها تاريخ الظلم والتنكيل في العالم، فقد ذهب مرضياً عنه هو وزميله المعلم محمد عثمان سوركتي إلى عليين أثناء تأديتهما واجب المهنة والدين والمواطنَة تجاه الجنوب وإنسانه، لم يصلاه ضمن كتائب مسلحة، ولم يدخلاه محاربين أو محدثيْن أنفسهما بالغزو..!

والنماذج كثيرة لمآسي تمرد 1955م.. والشواهد ماثلة.. والدماء مازالت (حارة) في ذاكرة الشماليين.. وجرح عثمان وأمثاله مازال (نياً) يلفنا بالحسرة ويُحدِّثنا عن وقاحة ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، ليس هو وحده، بل زوجات التجار الشماليين، فلقد علمنا أن الحبلى منهن كانوا يُبقرون بطنها ويَحملون الجنين ويَقذفونه إلى أعلى قبل أن يقابلوه بالحربة..!

بعد كل هذا وعلى وقع حوادث أخرى لاحقة لهذا التاريخ إقترفها تمرد الجنوبيين بحق الشماليين، يَتَوَسّل السيد سلفا كير ميارديت رئيس حكومة الجنوب، النائب الأول لرئيس الجمهورية حتى يوليو المقبل، الى الجنوبيين في الكنيسة أمس كي يُسامحوا الشماليين..!
بربكم كيف يتأتى لأمثالنا (محروقي الحشا) صبراً نقرأ به التصريحات المستفزة لسلفا كير، وقد عجز هذا الرجل طيلة وجوده نائباً لرئيس كل السودان عن تقديم إعتذار لأية أسرة شمالية ظلمها الجنوبيون أثناء فترة الحرب.. مَنْ سيعتذر لنا نحن عن عثمان والملايين من أمثاله الذين قتلهم الحقد والغبن وأوهام العنصرية وأجندة الوكالة.. ؟؟
كيف يقدم هذا الرجل على اللعب بأحزان الشماليين الذين تجرّعوا سم التمرد ولم يكونوا جزءاً من الأحزاب السياسية ولا دُعاةً إلى السودان الجديد أو القديم، وكيف يتسنى له أن يتعامل بـ (دم بارد) - مثل الذي قتل به عثمان وإخوانه وأخواته - مع حقبة تاريخية قتلتنا بالحسرة وأدمت قلوبنا بذكريات الطعن والحريق..!

الحرب يا سيد سلفا كير فيها القتل والأسر والتنكيل، وإن كان الشماليون قد (داسوكم) فيها ونالك منهم ما ترى أنه يستوجب الإعتذار فلقد فعلتم أنتم ما هو أسوأ وأنكأ باستهدافكم للمدنيين والنساء والأطفال، حتى من هو داخل رحم أمه أخرجتموه وقتلتموه..!؟

لقد كان الشمال متسامحاً معكم سيد سلفا كير للحد الذي وضعكم فيه على أعتاب دولة جديدة، واقتسم معكم الملح والملاح وصنع لكم التشريفات وصولجان الرؤساء وأبهة الحاكمين، ولكنه للأسف لم يجد منك إلاّ الجحود ونكران الجميل، وما حديثكم هذا إلاّ دليلاً إضافياً على أنكم تضمرون أمراً وتتوعدونا شراً بإثارة ذكريات الحرب والنبش في أشلاء ماضٍ يوثق لكم مليون حكاية وحكاية

تشابه مأساة عثمان وزوجات التجار الشماليين، اذهب أنت وجنوبك نحن لا ننتظر إعتذاراً، ولكن نطمع في أن تبعدوا عن مثل هذه التصريحات المستفزة للشمال الذي وقعتم على بوابة كل من فيه بحروف من دم ومداد من دموع.. وعلى الرغم من ذلك فإننا لم نحمل لكم غلاً ولم نمشي بينكم بكراهية أو حقد، ولكن مثل هذه التصريحات هي التي ستخرج من صدور الكثيرين مُرَّ الذكريات المشحونة بالدماء والدموع..!

قال يسامحونا قال..!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مَنْ يسامح مَنْ يا سلفا كير؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ !

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الحصاحيصا العام-
انتقل الى: