«أخبار اليوم» تستطلع قياديا رفيعا بالحركة الشعبية والناطق باسم حكومة الجنوب ود. لوكا ود. برنابا لم يستبعدا الفبركة ويتعهدان بالتحقيق
زار (أخبار اليوم) و(الدار) في وقت متأخر من ليلة امس الاول مواطن سوداني كريم وحادب وهو يحمل داخل هاتفه الجوال مشاهد مروعة تم تصويرها عن طريق كاميرا الفيديو بهاتف جوال.. واشار المواطن الكريم ان احد السائقين الذين يعملون معهم قد عاد صباح امس الاول من الجنوب وقد التقي بأحد المواطنين الجنوبيين الذي زعم انه ضابط بالجيش الشعبي ، وامده بهذه المشاهد المروعة وقال له : ( هذا مصير اي جنوبي يريد ان يعود للشمال).. وتصوّر المشاهد المروعة والمحزنة مجموعة من ابناء الولايات الجنوبية الذين كانوا يريدون العودة للشمال بعد مشاركتهم في استفتاء الجنوب ، وقد تم انزالهم بالقرب من ميوم من العربات وضربهم بصورة وحشية ثم حرقهم وهم احياء وفقاً للصور المحزنة المرفقة مع هذا التقرير، والتي استخرجناها بواسطة الحاسوب من داخل الهاتف الجوال.
ومن ضمن العبارات التي يمكن ان يستمع اليها كل من يشاهد هذه المشاهد المروعة.. عبارة (ماشين الشمال) بلغة عربية مكسرة.
اضافة الي انات وصرخات الضحايا وخاصة النساء الذين يبلغ عددهم ستة ومن بينهم نساء وشيخ مسن ظل جالساً وصابراً الي ان التهمته النيران بالكامل كما يظهر في المشهد المروع.
هذا وكانت هذه المعلومات قد وصلت إلينا مساء امس الاول وقررنا عدم نشرها بالصحيفة الا بعد الرجوع لقيادات حكومة الجنوب والحركة الشعبية والجيش الشعبي ، وظللنا تحاول الاتصال بهم عبر الهاتف بالخرطوم وجوبا حتي الساعات الاولي من صباح أمس ولم نعثر علي احدهم.
وواصلنا المحاولات حيث اتصلنا صباح امس بالدكتور لوكا بيونق القيادي البارز بالحركة الشعبية ووزير رئاسة مجلس الوزراء الاتحادي وقد وعد سيادته بدراسة الامر والاتصال بالصحيفة.
وقد عاودنا الاتصال به مساء امس حيث اوضح السيد د.لوكا بيونق انه شاهد هذه المشاهد ببعض المواقع بالنت امس وقال د.لوكا بيونق (للدار) انه يستبعد ان تكون هذه المشاهد حقيقية وانها مفبركة..
وقالت له إدارة صحيفة (الدار) إن الشخص الذي احضر هذه المشاهد المروعة اكد انه استلم هذه المشاهد من احد ضباط الجيش الشعبي.
وقال د.لوكا بيونق اذا صحت هذه المشاهدة فأننا كحركة شعبية وحكومة جنوب وجيش شعبي لا علاقة لنا بها وتكون تصرفات فردية مرفوضة ونشجبها وندينها بقوة وسنقوم بالتحقيق حول هذه المشاهد فاذا كانت صحيحة فإننا سنتخذ الاجراءات اللازمة ضد المذنبين.
واضاف قائلاً: واذا صحت هذه المشاهد فإننا نؤكد ان الفاعلين ليسوا بجنوبيين او سودانيين وانما هدفهم هو زرع الشقاق والفتن بين ابناء الجنوب والشمال والآثار الايجابية التي خلفتها زيارة الرئيس البشير لجوبا واحاديثه الوطنية والهامة والتي ساهمت في اجراء عملية الاستفتاء بصورة حضارية اشادت بها كل دول العالم.
وقال السيد د. لوكا بيونق : لا يمكن ابداً ان تكون هذه المشاهد لسودانيين جنوبيين فلقد حاربنا وقاتلنا ولم تكن ابداً من بين ثقافاتنا القتالية الاغتيالات وليس من الشهامة او الرجولة ان يتم قتل الناس بهذه الصورة فهذه ليست ثقافتنا ابدا فمن الشهامة ان تواجه الشخص لا ان تقتله بهذه الصورة الجبانة واللا انسانية واعتقد ان هذه المشاهد كما قلت لك مفبركة من اصحاب غرض وهوى.
?{? واضاف قائلا : لا يمكن ان تتصوروا الآثار الايجابية التي احدثتها زيارة الرئيس البشير الاخيرة لجوبا والتي ازالت المخاوف وساهمت في تهدئة الاوضاع وتنظيم استفتاء بصورة حضارية اشادت بها ولاول مرة جميع دول العالم.. ونحن حتى اذا جاءت نتيجة الاستفتاء لصالح الانفصال وكما قال الرئيس البشير والرئيس سلفا بجوبا فان العلاقات بين الجنوب والشمال ستكون متميزة في كافة المجالات ولعل من ينشرون مثل هذه الاشياء يهدفون لزعزعة العلاقات بين الجنوب والشمال.
?{? واضاف قائلا : ونحن لا نريد ان تشوه الصورة الجميلة التي تركتها زيارة الرئيس البشير لجوبا والتي ارست لعلاقات تعاون وطيدة بين الدولتين في حالة الانفصال، وكل العالم شاهد شعب جنوب السودان وهو يمارس بصورة متحضرة حقه في تقرير مصير بلده حيث شاهدهم العالم يصطفون منذ ساعات الصباح الباكر وحتى نهاية موعد التصويت بهدوء وسلام.
?{? وعاد د. لوكا للحديث عن آثار زيارة الرئيس البشير لجوبا وقال لـ(أخبار اليوم) اصدقكم ان خطاب البشير يومها احدث نفس الاثر الذي احدثه اعلان 9 يونيو 1969 الذي اعلنه الرئيس السابق الراحل نميري بعد ايام من توليه السلطة حيث ان اعتراف الرئيس الراحل نميري بوجود مشكلة بالجنوب وتأكيده على حرص النظام الجديد على حلها كان بمثابة الزلزال الذي وجد صدى وتجاوبا كبيرا من الجنوبيين وهو شبيه بالزلزال الذي احدثه خطاب البشير بجوبا.
?{? وعاد د. لوكا مرة اخرى حول المشاهد المنشورة مع هذا التقرير وقال : لا يمكن ان يكون هناك جنوبي وطني ولا يعرف اهمية الشمال بالنسبة للجنوب واهمية الجنوب للشمال ولا يعقل ان يقوم جنوبي بقتل جنوبي بسبب رجوعه للشمال ومعلوم ان الجنوبيين الذين عادوا للجنوب قد عادوا بسبب التصريحات غير الموفقة من قيادات شمالية حول وجودهم بالشمال في حالة الانفصال ولقد غادر البعض الشمال مذعورا وترك بعض افراد اسرته خلفه اضافة لمنازلهم وممتلكاتهم بعد ان دخل الخوف قلوبهم.
?{? واضاف د. لوكا بيونق : وحتى اذا حدث ما ورد في هذه المشاهد وقد شاهدت بعضها امس عقب اتصالكم بي ببعض المواقع بالنت فان ذلك يكون بمثابة التصرف الفردي الموتور والمرفوض والذي لا يعبر عن سياسات الجنوبيين عامة وحكومة الجنوب والحركة الشعبية والجيش الشعبي بصورة خاصة من اجل خلق صورة بشعة ولا يمكن الذي يرتكب مثل هذه المجازر ان يكون سودانيا او جنوبيا.
كما اجرت الصحيفة مساء امس اتصالاً هاتفياً بالسيد برنابا وزير الاعلام والناطق الرسمي باسم حكومة الجنوب والذي امّن علي حديث د.لوكا بيونق (للدار) وقال إنه يستبعد هذا الامر تماماً ونبّه الي ان هناك مخططات لزرع الفتنة بين الشمال والجنوب وقال انه لا يستبعد ان تكون هذه المشاهد هي مشاهد قديمة من مذابح رواندا او غيرها واضاف قائلاً: ولكن وبالرغم من ذلك فأننا سنتحري ونحقق حول هذا الامر.
?{? وقال د. برنابا : الجيش الشعبي لا يمكن ان يقوم بمثل هذه الاعمال المرفوضة وهو بدأ يتحول لجيش نظامي وطني والغرض من بث مثل هذه المشاهد والتي لا استبعد ابدا ان تكون مأخوذة من مجازر سابقة بافريقيا مثل مذابح رواندا وغيرها هو التشويش على استفتاء الجنوب الناجح والحضاري والعلاقات المرجوة بين الجنوب والشمال.
ومثل هذه المشاهد لا علاقة لها بالجنوب والجنوبيين ونحن لا يمكن ان نقبل بمثل هذه الاشياء سواء انفصل الجنوب او استمرينا في دولة واحدة بل نتطلع لعلاقات تعاون بين الجنوب والشمال في كافة المجالات.
?{? واختتم د. برنابا تصريحه لـ(أخبار اليوم) قائلا : وانا انتهز هذه الفرصة لمخاطبة الاعلام والصحافة بالجنوب والشمال للتنبه لمثل هذه الاشياء التي تستهدف العلاقة المستقرة بين الجنوب والشمال.
من (أخبار اليوم)
?{? كما قلنا في متن التقرير اعلاه ان هذه المشاهد وصلتنا مساء امس وحاولنا جاهدين ان نتحصل على الرأى الاخر حولها والمتمثل في حكومة الجنوب والحركة الشعبية والجيش الشعبي وباءت كل محاولاتنا بالفشل من اجل التحدث لقيادي بالحكومة بالجنوب او الحركة او الجيش الشعبي.
?{? وقمنا ايضا بارسال المشاهد المشار اليها عبر البريد الالكتروني لموفدنا بجوبا والذي تحرك بالرغم من مرضه ومعاناته مع مرض الملاريا اللعين وحاول جاهدا الحصول على تعليق الا انه لم يتمكن حتى الساعات الاولى من صباح اليوم... كما اجرينا محاولات عديدة للاتصال هاتفيا بالسيد تعبان دينق والي ولاية الوحدة ولكن باءت محاولاتنا بالفشل لان رقم هاتفه (سوداني) الذي بحوزتنا كان مغلقا طوال اليومين الماضيين.
?{? وتمكنا من الاتصال والتحدث للدكتور لوكا بيونق القيادي الرفيع بالحركة الشعبية وليس بصفته وزيرا لرئاسة مجلس الوزراء الاتحادي.. كما اتصلنا بهاتف السيد د. برنابا وزير الاعلام والناطق الرسمي باسم حكومة الجنوب ويجد القارئ الكريم افاديتهما ضمن التقرير اعلاه.
?{? ونحن نأمل صادقين ان تصدق توقعاتهم بان هذه المشاهد مفبركة او قديمة.. فما شاهدناه امر بشع ومؤلم على اية نفس بشرية... ولكن المطلوب من حكومة الجنوب والحركة الشعبية والجيش الشعبي ان يأخذوا هذه المشاهد مأخذ الجد لانها لو صدقت فانها تمثل مؤشرا سالبا للعلاقات المستقبلية بين دولتي الشمال والجنوب بعد ان اصبح الانفصال هو الخيار الراجح والغالب لاهل الجنوب كما توقعنا قبل اكثر من عامين.
?{? ونؤكد مجددا ان انفصال الجنوب لا يعني نهاية العلاقات الازلية بين دولتي الشمال والجنوب.. وان ما يحدث في الجنوب خيرا او شرا ينعكس على الشمال والعكس ايضا هو الصحيح وعلينا ان نعمل جميعا من اجل تحقيق الاستقرار بالجنوب وبالشمال
موضوع: حرق الجنوبيين 
الخميس 27 يناير 2011 - 17:04
