الصحفية المجتهدة ابتهاج احمد علي من وحدة الحصاحيصا الادارية (( العمارة طه)) شعلة من النشاط والبحث عن المعرفة تجتهد دوما في تسليط الضوء علي قضايا الحصاحيصا وتنشر اعمالها في صحيفة الرائد. نشرت علي ملحق وطن النجوم استطلاع في وداع بنطون رفاعة:
بنطون رفاعة إمبراطورية سادت لنصف قرن من الزمان توارثها جيل بعد جيل حتى أطل زمان الإمبراطور الأخير فيصل الطيب محمد علي المالك الفعلي لبنطونات رفاعة والذي في عهده فتح الله على أهالي المنطقة بكوبري رفاعة الحصاحيصا الحلم الذي تحقق وأصبح واقعاً يعايشه إنسان المنطقة
الحصاحيصا: ابتهاج أحمد علي
هذا البنطون ظل جسراً للتواصل بين محليتين من أكبر المحليات في الجزيرة ومدينتين من أعرق المدن رفاعة الحصاحيصا
هذه المملكة هل سيكون شأنها الاندثار كحال المالك التي فرضت سلطانها حيناً من الزمان ثم بادت أم أين سيكون مرساه. (الرائد) استطلعت مواطني المنطقة عن بنطون رفاعة بعضهم من أثنى عليه والبعض الآخر تنكر له فرحاً بالكوبري وعزوا ذلك إلى أنهم تعبوا كثيراً من العبور عن طريق البنطون وأنهم احتملوا فوق طاقتهم وصبروا على ذلك.
مشهد أول:
سيدة تحمل صبارة شاي وعمود ذاهبة لمستشفى الحصاحيصا سألتها عن المجيء والذهاب بالبنطون قالت نحن انتظرنا بفارغ الصبر افتتاح الكوبري والحركة عبر الكوبري سريعة وسهلة فسألتها ماذا لو بقي البنطون إلى جانب الكوبري فأكدت أنها لن تعدي به حتى لو ذهبت على أقدامها سيراً على الكوبري.
مشهد ثاني
شيخ العرب صاحب قطيع من الخراف قال إن ترحيل القطعان عبر البنطون مضيعة للزمن بالنسبة للركاب والزمن الذي تستغرقه القطعان في الصعود على ظهر البنطون لكن عبر الكوبري القطعان تعدي في زمن وجيز (فرطقة سوط واحد تقطع جري).
أحمد الطيب
لا ننكر أبداً أن هذا البنطون أسهم إسهاماً كبيراً في نقلنا وفي الوقت المحدد لأعمالنا ونقر بأنه كان جسراً متحركاً للتواصل بيننا والآخرين تقدم وما فتر عزمه يوماً ولكن آن لهذا الفارس أن يترجل
إلى أين يمضي هذا الفارس هل سيظل يمخر جيئة وذهاباً يحمل في دواخل وداً وإخاء تجارة وبضاعة آمال وطموحات لمنطقة أخرى بعد أن انتهى دوره في نيل الحصاحيصا هذا السؤال حملناه للسيد الجيلي الطيب محمد علي والذي حدثنا عن رحلتهم مع النيل والبنطون
الجيلي قال: كانت وسيلة النقل بين رفاعة والحصاحيصا مراكب صغيرة يمتلكها أجدادنا توارثوها عن آبائهم وفي بداية الخمسينات من القرن الماضي دخلت خدمة البنطون المنطقة وهي مملوكة للنقل النهري وإيراداتها تعود على المحليتين ويتم ذلك عبر العطاءات المطروحة ومن يرسو عليه العطاء يقوم بذلك إلا أننا تفوقنا في إنجاز الربط الذي يحدد وقدمنا عطاءات ناجحة لذلك سيطرنا على هذه الخدمة بتعاملنا والتزامنا. في عام 1990 أعيدت مهمة تشغيل البنطون للمحليات لكنها لم تنجح ولم تحقق الربط المطلوب بعد ذلك طرح في شركة مساهمة عامة بين بعض المواطنين والمعتمدين كذلك لم يحقق الربط المطلوب وعادوا مرة أخرى لنظام العطاءات وأخيراً أصبح في ملكيتنا وهي الآن بنطونات مملوكة لنا نقوم بصيانتها وتشغيلها ونعاني قليلاً في فصل الخريف نسبة لوجود الطمي ولكن لدينا فنيين ومهندسين صيانة مسيطرين على الأوضاع عامة.
سؤالنا للأخ الجيلي هل سيتوقف البنطون أم ما هو مصيره؟
الجيلي: لن يتوقف بل سيزداد نشاطاً وحيوية بانتقاله لمنطقة أخرى أكثر معاناة من رفاعة ربما يكون مرساه ود راوة أو أي منطقة أخرى يحتضنها النيل الأزرق هذا يحدده العطاء ومن يرسو عليه, أما عن نظرتهم لكوبري رفاعة الحصاحيصا قال الجيلي الطيب إن الكوبري نقلة حضارية للمنطقة وإنه سيسهم إسهاماً كبيراً في المنطقة وسيفتح الطريق أمام التجارة والصناعة ويدعم الاستثمار في المنطقتين وعن مدى الاستفادة من البنطون كمشروع سياحي أو مشروع ترفيهي يقول الجيلي أنه لا يظن أن مثل هذه المشاريع ستنجح ولا بد من أخذ آراء خبراء السياحة والاقتصاد في مثل هذه المشاريع.
خبير اقتصاد ومتخصص في التنمية قال إذا كانت قوانين النقل النهري تسمح بذلك فيرى أنه يمكنا استغلال البنطون لكافتريا سياحي ومن وجهة نظر اقتصادية فهي فكرة ناجحة ويمكن أن تقدم المنطقة وتنهض بها تنموياً.
بنطون رفاعة الحصاحيصا قدم خدمة كبيرة لإنسان المنطقة إذ إنه كان جسراً للتواصل بين المنطقتين ومعبراً تآلفت به قبائل وشعوب المنطقة نأمل أن يجد مرسى آخر حتى يظل عطاؤه ممتداً