محمد عثمان الميرغني لايُخفي علي أحد مدي قربه من دوائر صنع القرار في مصر إبان عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك ، وأبرز مظاهر هذا القرب هو بقاءه الدائم في العاصمة المصرية حيث تتمتع أسرته بكم من الأملاك هناك ، قُرب وبُعد الميرغني من نظام البشير يتأثر بشكل مباشر بالعلاقة الرسمية بين نظامي البشير وحسني مبارك ، تحول خطاب الميرغني في الفترة الأخيرة (ما قبل الثورة المصرية ) وفترة الأنتخابات والأستفتاء إلي خطاب مماثل 100% للخطاب الرسمي المصري من حيث الحديث عن المهددات والأنفصال والوحدة الوطنية بدون وضع أطار سياسي وتنظيمي للحزب الأتحادي الديمقراطي ودوره في هذه المرحلة التي يُكثر الميرغني من إسباغ صفة (الحرجة ) عليها بدون أن يُحول هذا الوصف إلي صيغة عمل سياسي واضح ، مما أدي لضبابية موقف الميرغني من حيث هو حكومة أم معارضة ؟ ، مع إسقاط النظام أم مع الحكومة (ذات القاعدة العريضة )؟
الملاحظ الأن أنه لم يبدر عن الميرغني ما يفيد بتأييده لثورة شباب 25 يناير المصرية ، وهنا يمكن القول بأن الميرغني يعيش في حالة توهان سياسي في ظل إنشغال الحكم الجديد في مصر بمشاكله الداخلية والمساءلات لرموز النظام السابق والأعداد للتحول الديمقراطي .
فهل يمتد تأثير ثورة 25 يناير المصرية علي خيارات الميرغني السياسية ؟ أم هل ينقل الميرغني مركز (البيتان) السياسي من القاهرة الي السعودية ؟ أم هل يكون للميرغني نفس الدور الذي كان يقوم به من واقع العلاقة التأريخية بين المراغنة والأنظمة المصرية من حيث هو حليف تأريخي ومهم في مفهوم الأمن القومي المصري للنظام الجديد ؟
الأسئلة ليست لأجابتي وإنما لمُقبل الأيام .