((من آداب اهلنا وأجدادنا في زمان الخير وحيث كان جوز الطماطم ثلاث صفائح ..وحينما ينقطع النصيب مع أم العيال كان الرجل يأخذها الي بيت أهلها معززة مكرمة ويقابل ولي أمرها أو من يقوم مقامه ..ويقول له في حياء جم فلانة هذه أنا ( ريحتها ) تأدبا من قسوة عبارة الطلاق أولا ..وثانيا كأنه يربأ بنفسه عن رمي طليقته بما يذمها فيتحمل هو وزر عدم راحتها معه ..لا العكس .. كما أن الهدف الأسمي هو انه بعد ان استحال الامساك بالاحسان فالفراق بالمعروف انما يبقي علي شعرة معاوية سليمة بين الأسرتين وغالبا ما يكون بينهما صلة رحم أو نسب من اطراف اخري..
الان وبعد مرور اقل من شهرين من ابغض الحلال نظريا وقبل انقضاء فترة العدة ليصبح بعدها الطلاق واقعا علي ارض البيت المقسم ..طفت الي السطح ذات المخاوف التي حذر منها عقلاء الأسرة والحكماء من الأقارب ..حيث تتجه الفأس بقوة نحو الرأسين الذين لم يتوافقا علي الحلال.. ولن يرتاحا مع ابغضه..بل والأدهي وأكثر مرارة انهما سيزعجان الشعب كله في الشمال والجنوب بصداع لن تفيد معه المسكنات ..ولن يستحمل شعبنا جراحات جديدة في أي جزء من جسده المجروح بعد سنوات التجريب مع فشل الانقاذ التي توجته بهذا الفصل الذي لن يكون خاتمة مطاف أحزان الجنوب بالمقابل.
الشريكان لم يحسما البنود الهامة في اتفاقية ( دفن الليل ) وهاهي الكراع تخرج في بداية منتصف المرحلة الانتقالية..و الأخري لابد من انها ستخرج قريبا..ونخشي ان تزكم الرائحة القاصي والداني..
الاتهامات تتري من حكومة الحركة بأن المؤتمر الوطني يسعي الي شنقلة ريكة حكمها التي لم تنعدل بعد علي وقاية الاستقرار فوق رأس الجنوب..ويتبع تلك الاتهامات تهديدات بقطع الزيت..حيث لن تستطيع الانقاذ تحمير بصلتها علي حلة تخدير الشعب بقرب موعد اكتشافات النفط في الحقول المزعومة في الشمال...
من الواضح ان الشريكين كلاهما متورط بجنازة بحر لن يلوي اعناق الناس عن منظرها المنتفخ ورائحتها الفائحة ..الا بافتعال المشكلات البينية .. لكسب الوقت.. فبدلا من ان يخرج الناس في الشمال لينادوا( باسقاط النظام ).. تقوم الانقاذ وحزبها بتجييش المظاهرات للتنديد با ستهداف البلد من العملاء و( يعوعي ) اعلامها بهذه النغمة لشهر أوشهرين حتي تنزاح عدوي انفلونزا ( الجرذان ) عن الهواء العربي اللافح من كل جهة..
فيما يتحاشي حكام الحركة من ناحية أخري وصول ذات الصرعة اليهم خشية من ان يخرج شارع الجنوب غير المسفلت ويرفع شعار ( الشعب يريد اسقاط الانفصال )
فعلا انه طلاق البشتنة.. في عهد لو استيقظ فيه اجدادنا لبرهة قليلة و الذين ماتوا في زمن الطلاق بالسترة .. لعادوا الي نومتهم مرة اخري طاعين.. طلبا للراحة الأبدية...عليهم جميعا رحمة الله ..المستعان.. وهو من وراء القصد.. \\\\\ محمد عبد الله برقاوي.. الراكوبة