مسرحية : الفرفور والطرطور
تأليف : رضا الهجرسي
المشهد الأول
أمامك يا صديقى القارئ أختيارين ...
1- قراءة المسرحية وتخيلها والحكم عليها
2- أو مشاهدتها فيديو على اليو تيوب وهى معروضة
على مسرح فيصل ندى ..وحصولها على المركز
الأول فى مهرجان أبداع ..وكانت لجنة التحكيم
مكونة من : المخرج هانى لاشين ..المخرج المسرحى
فهمى الخولى ..الكاتب..د. نبيل فاروق ..الكاتب..لينين
الرملى ..الكاتب .أيمن سلامة ..وقد حصلت على المركز
الأول بأجماع اللجنة ..
وقد أردت مشاركة جميع أصدقائى فى المنتدى ..وتشجيعهم على الكتابة للمسرح ..فقد كانت هذة المسرحية
أول محاولة لى فى كتابة مسرحية الفصل الواحد..فتشجع وأكتب للمسرح ..وأعرض مسرحيتك فى مسرح
المنتدى ..قد تكون كاتب مسرح ولم تكتشف موهبتك بعد ..
الفرفور والطرطور
المشهد الاول
فى مواجهة المسرح كرسى يشبه كراسى الحكم موضوع عليه طرطور احمر . مرسوم على ظهر الكرسى مثلث مقسم الى اقسام (مرفق رسم كروكى للكرسى و الرسم و الطرطور) … تظهر راس رجل ينظر يمينا و يسارا ثم يدخل وكانه يتسلل و ينظر يمينا و يسارا.. الرجل نحيف الجسد و اسمر البشرة يلبس قطعة قماش قديمة مفتوحة من الجوانب و يربط حبل على وسطه و قطعة القماش تصل الى قبل ركبتيه و يديه عاريتين .. قطعة القماش تشبه الشوال المفتوح من الاعلى لدخول الراس و مفتوح من الجانبين للذراعين .. يذهب الرجل الى الى الجانب الاخر من المسرح و ينظر يمينا و يسارا ثم يعود الى منتصف المسرح و ينظر باتجاه الكرسى و يقف امامه ثم يقترب منه بحذر و يتحسسه و هو يبتسم و علامات السعادة تكسو وجهه.. ينظر الى الطرطور و يمسكه فى يده و يرفعه فى احترام و هيبة .
الفرفور : بقه انت بقه اللى بتحكم و تؤمر.. روح يا شيخ ربنا يورينى فيك يوم زى قرن الخروب ده انا شفت الويل على ما قدرت اوصل لك (يفكر باستغراب و هو يكلم الطرطور) بس انت بتعمل ايه لوحدك و فين لابس الطرطور.. كل الفرافير اتربت و اتعلمت ان لابس الطرطور و الطرطور حاجة واحدة و ان لابس الطرطور و الطرطور عمرهم ما يفترقوا.. ياكل لابسك .. يشرب لابسك.. ينام لابسك.. ي.. بلاش دى علشان الرقابة برضه لابسك.. طب هو فين و سايبك لوحدك ليه و مش لابسك ليه.. (يتلفت بنظرات خبث ضاحكة) طب ايه رايك لو لبسك الواد الفرفور حتى و لو يوم واحد.. لا.. لا يوم. كتير.. نص يوم برضه كتير.. ااقولك.. انا حالبسك ارجع بيك المعزة اللى بتوكلنى و بتوكل العيال و بعدين اقلعك (و هو يوجه كلامه للطرطور) هااه موافق الله يسترك من ساعة المعزة ما دخلت وسط معيز لابس الطرطور العظيم و انا عيالى جاعت و ماشربوش اللبن من ساعتها.. هيه موافق.
يرفع الطرطور ليضعه على راسه و يسمع اصوات آتية من الخارج فينزل الطرطور و يرجعه مكانه على الكرسى بسرعة و فى حركات سريعة يجرى يمينا و يسارا كمن يبحث عن مكان يختبىء وراءه ثم ينظر ناحية الكرسى
الفرفور : آه استخبى ورا الكرسى ده
يجلس خلف الكرسى و لكنه ظاهر لجمهور المسرح.. يدخل شاب فى العشرين من عمره واضعا يده الشمال خلف ظهره و يده اليمنى الى اعلى يحركها يمينا و يسارا كانه يرفض شىء و يهز راسه ايضا كانه يرفض شىء و يلبس ملابس ملك و يدخل خلفه رجل طاعن فى السن يتحرك فى وقار و يلبس ملابس فاخرة و بعده يدخل رجل فى الخمسين من عمره قوى البنية و ملابسه تدل على انه رجل عسكرى يحمل سيف و خنجر على وسطه . يقف الشاب فى منتصف المسرح و العجوز على يمينه و الاخر على شماله و هم الشاب لابس الطرطور و العجوز وزير الحكمة و الرجل العسكرى وزير القوة.
وزير الحكمة : يا مولاى اسمع الكلام و البس الطرطور
الملك : (بطريقة صبيانية يهز كتفيه) لا.. هه مش لابس الطرطور.
وزير القوة : (فى صوت قوى) لازم تلبس الطرطور عشرتيام فاتوا على موت ابوكم لابس الطرطور العظيم و المملكة بدون حاكم يحكمها و طلبك العجيب مستحيل يتحقق .. مستحيل.. اتكلم انت يا وزير الحكمة.. فهمه.
الملك : (فى نفس الحركات الصبيانية) برضه مش لابس الا لما اقابله.
الفرفور من خلف الكرسى و هو جالس القرفصاء خلف الكرسى يهز راسه فى استهزاء و يضرب كفا بكف ووزير الحكمة يشير الى وزير القوة ان يهدا.
وزير الحكمة : اهدا يا وزير القوة .. اهدا (يوجه كلامه للملك) طب انت عاوز تقابله ليه
الملك : عايز اساله سؤال
وزير الحكمة : اسالنى انا يمكن اجابة سؤالك عندى
الملك : (فى غضب صبيانى يضرب رجله بالارض) لا.. هه انا عايزه هو مش انت.. هه
وزير القوة : (فى قوة و عزم صارخا) محصلش و مش حيحصل ان لابس الطرطور العظيم يقابل فرفور و يتكلم معاه. مستحيل.. كل اجدادك العظام لابسى الطراطير ميعرفوش حتى شكل فرفور من الفرافير او اتكلم معاه.
الملك : (فى بعض الجدية) ازاى كانوا بيحكموهم من غير ما يعرفوهم
وزير الحكمة : ايوة.. هو ده السؤال اجاوبك انا بقى عليه(يشير وزير الحكمة ناحية الكرسى بيده فيتحرك الملك و يقف وجهه للكرسى و بجانبه وزير الحكمة و وزير القوة من الجهة الاخرى و يشير وزير الحكمة ناحية المثلث) جدك لابس الطرطور الاعظم بحكمته و بعد بصيرته رسم لكم انتم احفاده لابسى الطراطير العظام الطريق و حفر على ظهر الكرسى زى ما انت شايف كده خلاصة حكمته.
وزير الحكمة : (يشير باصبعه ناحية اعلى المثلث) هنا قاعد لابس الطرطور العظيم (ينزل باصبعه) و على يمينك وزير الحكمة و على شمالك وزير القوة
الملك : و مين دول
وزير القوة : دول الامراء و عائلة مولانا لابس الطرطور
الملك : و اللى تحتهم
وزير الحكمة : دول بقه الاغنياء و التجار و النصابين و الحرامية و دول احنا بنختارهم ع الفرازة لان دول اللى بيلموا الغلة من الفرافير و تحطها ف خزاين مولانا
الملك : ومين اللى تحتهم دول
وزير الحكمة : دول بقه ميزان المملكة كان جدك الكبير مسميهم الطبقة المتوسطة و شوية يسموهم الكادحة او الكالحة مش فاكر.
الملك : (يشير بذراعيه الاثنين) و مين دول كلهم.. ياااااه دول كتير قوى
وزير القوة : (باستهزاء) ما همة دول الفرافير اللى عايز تقابل و تكلم واحد منهم
الملك : كل دول فرافير… و دول شغلتهم ايه فى المملكة
وزير القوة : (و هو يشير ناحية الكرسى) دود الارض .. اتخلقوا علشان خدمة كل اللى فوقهم… جهلة اغبيا كل همهم ياكلوا و يشربوا و يخلفوا و ينامو . زى البهايم
وزير الحكمة : علشان كده خطر عليك تقابل واحد منهم حتشوف حيوان اعجم جاهل ما يعرفش يجاوبك على اى سؤال حتساله مقابلته مش حتغيرك
الفرفور : (مازال يهز راسه و هو يضحك و يضرب كفيه فى بعضهما) المعزة طارت ده عبيط و اهبل يابا
الملك : (يعود الى حركاته الصبيانية) برضه لازم اقابله و اتاكد من كلامكم هه.. و مش لابس الطرطور الا لما اقابله و اساله هه
الفرفور : (يهز راسه ضاحكا) بقه العيل ده انا جايله من آخر الدنيا علشان يرجع لى المعزة (يلطم خديه) يبقة المعزة طارت … طارت يابا طارت
وزير القوة : (فى صوت غاضب) تساله عن ايه بس
الملك : اساله ليه الفرافير بيكرهوا لابس الطرطور(وفى رقة تميل الى الانوثة) انا يا جماعة ما احبش حد يكرهنى خالص خالص
يضحك الجميع
وزير القوة : (يقلده فى استهزاء) بس عايز تقابله علشان كده علشان ما تحبش حد يكرهك خالص خالص
وزير الحكمة : (فى هدوء) يابنى فى اى مكان و اى زمان الفرافير دايما و لازم يكرهوا لابس الطرطور مش باقولك جهلة و بهايم
الملك : (يصرخ فى صبيانية) ماليش دعوة انا عايز فرفور هاتولى فرفور حالا (فى توعد) و الا مش لابس الطرطور و حاخليكوا كده لا تحكموا و لا تؤمروا
الفرفور : (يقف خلف الكرسى و هو يضع يده على جانب راسه فى تفكير) هيه دى
فجاة يقفز وسطهم و يفزع الجميع و يحدث هرج و مرج و يخرج وزير القوة سيفه فى خوف و فزع يقف الفرفور بينهم و هو ينظر حوله فى تعجب
الفرفور : انا فين وايه اللى جابنى هنا
وزير القوة : (يمسكه من قفاه رافعا سيفه) انت مين .. و دخلت هنا ازاى انطق والا حاطير رقبتك فى الحال
الفرفور : (يشير ناحية الملك) استنى يابا تطير رقبة مين ده مولاى اللى بعتلى
الملك : (يرجع الى الوراء متاففا فى ذعر) بعتلك انا بعتلك انت مين.. و لابس كده ليه و شكلك عامل كده ليه
الفرفور : سيبك دلوقتى من شكلى و لبسى دى فيها قطع رقبة يابا الملك قولهم ان انت اللى بعتلى
الملك : بعتلك انا بعتلك انت مين و بعتلك ليه
يرفع الفرفور يد وزير القوة من على قفاه و يتحرك ناحية الملك فيتحرك الملك مبتعدا عنه فى تافف و يضع يده على انفه
الملك : خليك عندك اتكلم من بعيد
الفرفور : انا الفرفور يا مولاى . افتكر بس .. افتكرت
الملك : الفرفور .. انت بقه الفرفور..
وزير القوة : ارجوك يا مولاى خليك بعيد عنه.. ده خطر..
الملك : (يوافق بهزة من راسه) جيت هنا ازاى يا فرفور..
الفرفور : احكيلك يا مولاى (يقترب ناحية الملك فيمسكه وزير القوة من قفاه) سيب يابا انا حاحكيله بس..
وزير القوة : من بعيد..
الملك : (يشير الى الفرفور ان يبتعد) احكى .. بس من بعيد .. و انت عندك .
الفرفور : (يتحرك و هو يحكى) بقه انا كنت قاعد قاعدة انس مع مدامتى.. كلنا و شربنا.. الفرفورة مدامتى قالتلى تعالى. عايزة ايه يا فرفورة.. قالتلى بعد ما ناكل و نشرب بنعمل ايه.. قلتلها بنعمل ايه.. قالتلى يا حمار حسب الجدول بنخلف. قلتلها معلش يا مدامتى انا بهيم. المهم لسه حنبتدى الخلفة .. الا و سمعت هاتف بيناديلى و يقولى يا واد يا فرفور مولاك لابس الطرطور . عايزك تحضر حالا فى التو و اللحظة.. وقفت الخلفة فى نصها الهاتف قاللى ارفع ايدك لفوق و غمض عينك (ينحنى امام الملك) و هوب.. لقيتنى قدام مولاى .. و على الله اعرف اخلف تانى .
الملك : (يتحرك حول الفرفور يتفحصه فى دائرة كبيرة بحذر شديد و يقترب منه) افتح بقك و خرج لسانك (يفتح الفرفور فمه و يخرج لسانه) قول ورايا .. انا فرفور ابن فرفور
الفرفور : انت فرفور... ابن فرفور.
وزير القوة : (يصرخ فى غضب و يحاول ضرب الفرفور) اتادب يا ابن الكلب و انت بتتكلم مع مولاك .
وزير الحكمة : صدقتنى يا مولاى .. بهايم و جهلة ..
تدخل امراة شابة من جانب المسرح ينحنى لها الجميع ما عدا الملك و الفرفور
وزير القوة : مولاتى الملكة
وزير الحكمة : مولاتى الملكة
تقف الملكة بجانب الملك ثم ترى الفرفور فتفزع و تحتمى بالملك
الملكة : ايه الشىء الغريب ده
الملك : ده الفرفور
الملكة : ياى كان نفسى موت اشوفه. هو ليه وسخ قوى كده (توجه كلامها للفرفور) انت ما بتعملش ساونا .
الفرفور : هه.. (ينظر الى وزير القوة فى ذهول) ايه يابا الحج اللى بتقول عليه الولية دى.. اكل.
وزير القوة : طشت و كوز وليفة
الفرفور : (يكلم الملكة) ما احنا كنا ناويين نستحمى لكن سيدنا الولى دعانى فبل ما نكمل يااه ده كل حاجة كانت جاهزة الطشت و الكوز والليفة لكن نعمل ايه مولانا دعانا و لبينا بركاتك........ يا مولانا ..
الملكة : (توجه كلامها للملك وللفرفور) جسمه سمباتيك خالص .. انت بتعمل الجيمنازيوم . بتاعك فين و ايه نظام الريجيم اللى انت ماشى عليه ..
الفرفور : (ينظر الفرفور الى وزير القوة) هه ايه ده راخر يابا الحج جرجرنزم و البتاع التانى ده
الملكة : (موجهة كلامها للملك)و لا النيو لوك اللى لابسه يااى.. (توجه كلامها للفرفور) دى موضة جديدة يااى ترى ترى شيك. اعرف بيفصل الموضة الشيك دى فين واعمل واحد زيه. انت بتفصل فين
الفرفور : هه
الملكة : يااى.. ولا ريحته (تمسك انفها بابهامها و سبابتها) فظيعة فظيعة.. انت نوع البرفان اللى بتحطه ايه
الفرفور : هه
الملكة : لازم تغيره
الفرفور : اغيره
الملكة : بص انا حاعملك لستة بنوع البرفانات اللى بيحطها مولاك الملك و هو مشوار صغنن لغاية بارى (باريس)
الفرفور : نروح
الملكة : حتلاقيهم غاليين شوية .. بس مش مهم
الفرفور : لالالا.. مش مهم خالص
الملك : (يشير للملكة ان تصمت) استنى شوية انا عايز اساله سؤال صعب و اتاكد من كلامهم انه جاهل و بهيم
الملكة : (فى رجاء) لالا انا حاساله.. حاساله سؤال صعب خالص انت فرفور انت.. واحد وواحد يبقوا كام . جاوب
وزير القوة : (يقترب وزير القوة من الفرفور من ناحية جنبه و يخرج الخنجر و يضعه فى جنبه و يهمس له فى وعيد) لو جاوبت يا كلب يا ابن الكلب حاغرز الخنجر ده فى جنبك
يهز الفرفور وسطه فى حركات راقصة كمن يدغدغه احد و يهز كتفيه ولا يجيب بكلمة و الملك يشجعه
الملك : جاوب . حاول تفكر. شغل مخك. واحد وواحد يبقوا كام
وهو مازال يحرك وسطه و الخنجر فى جنبه و يهز كتفيه ولا يجيب
الملك : واحد وواحد يبقوا كام
يزغده وزير القوة بالخنجر
الفرفور : آى حاسب يا عم بالراحة.. حجاوب حاضر.. واحد وواحد يبقوا كام .. يبقوا كام يا واد يا فرفور (يصرخ) اه يبقوا عشر غرز. فى جنبى. (ينظر لوزير القوة) صح كده.. صح يابا الحاج .. عشر غرز صح
يرفع وزير القوة خنجره و يعيده فى مكانه و يتجه وزير الحكمة للملك
وزير الحكمة : صدقنى يا مولاى.. بهايم جهلة ياكلو و يشربوا و يخلفوا و ينامو
الفرفور : (فى سخرية) ما خلاص بقه حناكل ونشرب وننام بس. انسى حكاية الخلفة دى
ينظر الملك بياس للفرفور و يبدا يتحرك ببطء باديا على وجهه الياس و الحزن ناحية الكرسى و يقف امامه صامتا و الجميع ينظر اليه بتركيز و يمد يده و يرفع الطرطور و يلبسه و يجلس على الكرسى فى عظمة يتحرك وزير الحكمة و يقف على يمينه ثم يتحرك وزير القوة و يقف على يساره و يقف امامهم الفرفور و ينحنى لهم ثم يلتفت ناحية الجمهور و يوجه كلامه اليهم
الفرفور : انتوا طبعا شايفين و فاهمين و حتعذرونى فى اللى حاعمله (يلتفت اليهم ناظرا فى عزم و اصرار و يشير) كده بقه المعزة طارت وبدال المعزة طارت ( يلتفت ناحية حامل الطرطور و يصرخ) واحد وواحد يبقوا اتنين
ويظل يردد واحد وواحد يبقوا اتنين وبدلا من ان يغادر الفرفور المسرح يذهب جيئة و ذهابا و هو يردد واحد وواحد يبقوا اتنين.. واحد وواحد يبقوا اتنين (فيقف الملك وهو يشير ناحية الفرفور)
الملك : هوه جاوب.. جاوب ايوة جاوب
يحاول وزير الحكمة و وزير القوة ان يلهوا الملك و يعترضوا باجسامهم حتى لا يرى الفرفور
وزير الحكمة : لا يا مولاى. ده بيهتف لمولانا لابس الطرطور العظيم
وزير القوة : ايوة يا مولاى ده بيهتف بحياة مولانا
مازال الفرفور يهتف و هو يتحرك الى يمين المسرح و يعود الى يساره يلتفت اليه وزير القوة و يضع يده على خنجره فيقف الفرفور و يهتف فى صمت و هو مازال رافعا يديه لاعلى و هو يتحرك الى اليمين و اليسار و هو شفتيه بالهتاف الصامت دون ان ينطق و يعود كلا من وزير الحكمة و وزير القوة يتكلمون الى الملك و يتحركوا يمينا و يسارا حتى لا يرى الملك الفرفور و يتحرك الملك يمينا و يسارا محاولا ان يرى الفرفور . يتجه الفرفور ناحيتهم و مازال يهتف هتافا صامتا و يقف خلف وزير الحكمة و وزير القوة و يشير للملك بحركات كوميدية باصبعه فيما معناه واحد وواحد ثم يضع قرنين باصابعه لوزير الحكمة بيده اليمين و قرنين لوزير القوة بيده اليسرى بمعنى اثنين . يشير الملك ضاحكا اليهم وهو يرى القرنين فوق رؤوسهم و ينطلق فى ضحك عالى هستيرى و هو يشير الى رؤوسهم فيلتفتوا خلفهم فينزل الفرفور يديه و يرقص و يلف حول نفسه فى حركات كوميدية و عندما يلتفتوا ناحية الملك يعود و يضع القرنين فوق رؤوسهم و يزداد ضحك الملك و هو يردد فى ميوعة
الملك : الفرفور ده دمه خفيف خالص خالص.. انا حبيته خالص خالص
يعود الملك و يجلس على الكرسى
الملك : (فى جدية) مرسوم طرطورى رقم 1 . قررنا نحن لابس الطرطور العظيم تعيين الفرفور ده (يشير ناحية الفرفور) مهرج الملك الخاص
يتحرك وزير الحكمة الى يمين المسرح ووزير القوة الى يسار المسرح و قد بدا عليهم الامتعاض و عدم الموافقة
الفرفور : (ينظر الفرفور ناحية وزير القوة ) ايه يابا ده كمان .. مهرج الملك الخاص
وزير القوة : (فى غضب) اراجوز. حتكون ايه يعنى اراجوز..
الفرفور : (فى خبث) و دى وظيفة محترمة يعنى. على درجة يعنى ولا زهورات . يعنى شغلتى ايه ..
وزير الحكمة : (فى خبث يضع يديه على كتف الفرفور) كل شغلتك انك تضحك الملك و بس .. متتدخلش فى اى حاجة. متسمعش اى حاجة . يعنى مبتسمعش .. مبتشفش .. مبتتكلمش . هى دى وظيفتك. زى ما فهمك وزير القوة . اراجوز..
الفرفور : (فى عصبية و بصوت عالى) لا . لا والف لا. انا مش ممكن اقبل. اقتلونى اسجنونى ادبحونى انا مش ممكن اقبل ابدا
تظهر علامات الارتياح على وزير الحكمة و وزير القوة
الفرفور : (فى خبث) انا مش ممكن اقبل . الا بشرط
وزير القوة : (فى غضب) شرط . انت بتتشرط على مولاك يا صعلوك . انت عارف عقاب اللى يرفض ينفذ مرسوم طرطورى .. ايه
الفرفور : (فى استهزاء) حيكون ايه يعنى .
وزير القوة : (يشير باصبعه الى رقبته) رقبته ..
يمسك الفرفور رقبته
الفرفور : (فى استكانة) هوة يعنى مش شرط قوى كده ..
يضحك الملك
الملك : قول يا فرفور .. انا سامعك .. ايه شرطك ..
الفرفور : البس طرطور زى طرطورك .. و نبقى احنا الاتنين طراطير ..
ينطلق الملك فى ضحك عالى و يظهر الغضب و الاستياء على وزير الحكمة و القوة
وزير القوة : مستحيل … ده لازم يموت فورا … انت عايز يا صعلوك تشبه نفسك بالملوك .. مولاى ده لازم تطير رقبته فورا ..
الفرفور : يابا الحج اهدى . هية رقبتى عجباك قوى كده . (فى استاذية يشير على الملك) ده طرطور ملوكى (ثم يشير على نفسه) و ده طرطور صعلوكى . (فى مرارة) و تعمل ايه يا صعلوك بين الملوك ..
الملك : (فى ضحك متواصل) لا .. لا .. ده دمه خفيف خا لص.. خا لص...
يعتدل الملك فى جدية على الكرسى
الملك : مرسوم طرطورى رقم 2 . يسمح للفرفور بلبس الطرطور
ينظر الفرفور ناحية الجمهور
الفرفور : (فى لهجة تهكمية) و بكدة بقينا طرطورين فى المملكة......
( تسدل الستار )