الحاجة دار السلام عبد الله أبوزيد والدة الشاعر التجاني حاج موسى وصاحبة أغنية (أمي الله يسلمك) والتي جعلت منها أم لكل سوداني.. مثال للأم الحنونة..
كتبت: رنا عوض عبد الرحمن
آثرت تربية ابنها الوحيد (التجاني) بعد وفاة والده وعمره لم يتعدَ حينها عامان ونصف.. وعملت على غرس كريم الخصال في ابنها الذي نذرت له شبابها.. ودائمة الوصية له لتحقيق ذلك.. وعبر التجاني عن وصاياها تلك شعراً.. و منها:
ابدأ يومـك بالتحيـة
هـش وابسـم..
واطرد الهـم والأسية
واحـضـن الـنـاس
بي عيون ضاحكة وندية
ياما بالكلمـة الحنينـة
ينفتح ليك ألف بـاب
باب محنة وباب سعادة
باب أحبة وباب صحاب
تقضي يوم كلو فرحـة
لا ملامـة لا اكتئـاب
جرب اغفر للبخونـك
تلقـى أعدائك قـلال
لقمة العيـش النضيفـة
تحلى بي كسب الحلال
تقول الحاجة دار السلام إنها وُلدت بقرية الترعة الخضراء بريفي مدينة الدويم بولاية النيل الأبيض.. وعاشت فترة صباها مع خالتها بحي البوستة بأم درمان.. ولم تكمل تعليمها حيث رفض والدها ذلك كعادة الكثير من الآباء في ذلك الزمان.. لكنها تعلمت إجادة بعض المهن اليدوية مثل صناعة السعف وأعمال الكروشي..
وتضيف أنها سبق لها الزواج قبل والد التجاني كان ثمرة هذا الزواج الأخ الوحيد غير الشقيق للتجاني، ويدعى سليمان..
وتبين الحاجة دار السلام أنها عندما توفي والد التجاني كانت في (عز شبابها).. الأمر الذي دعا رجل من مدينة الدويم للتقدم لخطبتها وكان وقتها التجاني طالباً بالمرحلة الثانوية.. فردت عليه (أنا راجلي التجاني)..
وتقول الحاجة دار السلام أنها عندما تغنى الفنان كمال ترباس بـ (أمي الله يسلمك) تضايقت في بداية الأمر لأن الناس كانوا يلتفون حولي ويتهامسون بأنها دار السلام التي كتب فيها ابنها أغنية، ولكن بمرور الأيام اعتادت على الأمر وهي سعيدة بالأغنية..
يقول الشاعر التجاني حاج موسى إنه كتب قصيدة (جواب للبلد) في السبعينيات، وكان وقتها طالبا بالجامعة.. و(أُمي الله يسلمك) هو جزء من نصها الطويل.. كما غنى الفنان محمود عبد العزيز جزء آخر منها.. ويضيف (أنا سعيد غاية السعادة إذ وفقني الله أن أهدي والدتي الحاجة دار السلام عبد الله هذه الأغنية.. وإن لم أكتب غيرها لقنعت بذلك.. وأنا نفسي شاهدت الأمهات وهن سعيدات بالأغنية..).
واهدي القارئ النص الكامل لهذه القصيدة..