قالت أم لابنتها ليلة زفافها وهي تودعها ..
أي بنيّــة ..
إنك قد فارقت بيتك ..
الذي منه خرجت ..
ووكرك الذي فيه نشأت ..
إلى وكر لم تألفيه ..
وقرين لم تعرفيه ..
فكوني له أمة ..
يكن لك عبدا ..
واحفظي له عشر خصال ..
يكن لك ذخرا ..
أما الأولى والثانية ..
فالصحبة بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع والطاعة ..
أما الثالثة و الرابعة..
فالتعهد لموقع عينيه ..
و التفقد لموضع أنفه ..
فلا تقع عيناه منك على قبيح
و لا يشمن منك إلا أطيب ريح
و الكحل أحسن الحسن الموصوف
و الماء والصابون أطيب الطيب المعروف
و أما الخامسة والسادسة..
فالتفقد لوقت طعامه ..
و الهدوء عند منامه ..
فإن حرارة الجوع ملهبة ..
وتنغيص النوم مكربة ..
و أما السابعة و الثامنة..
فالعناية ببيته وماله ..
و الرعاية لنفسه وعياله ..
أما التاسعة والعاشرة ..
فلا تعصين له أمرا
و لا تفشين له سرا ..
فإنك أن عصيت أمره أو غرت صدره
و إن أفشيت سره لم تأمني غدره ..
ثم بعد ذلك .. إياك والفرح حين اكتئابه
و الاكتئاب حين فرحه ..
فإن الأولى من التقصير
و الثانية من التكدير ..
و أشد ما تكونين له إعظاما ..
أشد ما يكون لك إكراما ..
و لن تصلي إلى ذلك
حتى تؤثري رضاه على رضاكي ..
و هواه على هواكي ..
فيما أحببت أو كرهت ..
و الله يصنع لك الخير
واستودعتك الله
للأمانه منقول