لا يخلو بيت من المشاحنات والمشاجرات الزوجية، وبينما قد يبدو طبيعيا أن تندلع هذه الخلافات بين الأزواج لأسباب جادة كالمال أو العلاقة الجنسية واختلاف المستوى التعليمي والثقافي،
أكثر من %70 من الأزواج يتشاجرون مرة واحدة أسبوعيا على الأقل بسبب الجدل حول المال، هذا ما تؤكده دراسة نشرتها مجلة «المال الذكي». وتتفق العديد من الدراسات مع ما ذهبت إليه هذه الدراسة، حيث إن المال يعتبر من الأسباب المهمة لاندلاع المعارك الزوجية حول العالم.
وتدور المعارك المتعلقة بالمال حول الديون والأقساط والإنفاق على الحياة الزوجية والتسوق وإعطاء المال للأطفال.
الحياة الجنسية الجيدة جزء مهم من صحة الفرد بشكل عام.
الأزواج الذين لديهم حياة جنسية جيدة يشعرون على نحو أفضل عقليا وجسديا، فالعلاقة الجنسية بين الزوجين يمكن أن تكون سببا لعلاقة زوجية رائعة، لكن عندما يعتريها بعض المشاكل يمكن أن تكون بمنزلة إسفين رهيب لها.
لكن العكس صحيح أيضا، فكلما تعرضت العلاقة الجنسية لانتكاسة يؤثر ذلك في العلاقة الزوجية، وتندلع المعارك بين الزوجين بسبب الجنس حول عدد مرات ممارسة العلاقة الحميمة، أو بسبب البرود أو الضعف الجنسي، أو عندما تتحول العلاقة الحميمة إلى روتين فيسيطر عليها الملل وتبدأ الخلافات والجدل.
التوفيق بين العمل والأسرة معضلة كبيرة تواجه الكثير من الأزواج، فتخصيص الجزء الأكبر من اليوم للعمل وعدم النجاح في توفير وقت ملائم للأسرة يسبب اندلاع المعارك بين الزوجين، وتزيد الأمور تعقيدا عندما يكون الزوجان من الطبقة العاملة.
المعارك التي تدور حول العمل تتعلق بتحديد الطرف أو الجهة التي ستتولى رعاية الأطفال، ومن سيشرف على الاحتياجات والأعمال المنزلية.
وتشتعل المعارك الزوجية حين يشعر أحد الطرفين أن الآخر يضع عمله في المقام الأول وتأتي الحياة الزوجية والأسرة في مرتبة تالية، أو أن يلقي أحد الطرفين على الآخر مهمة إدارة المنزل وتربية الأطفال بطريقة تنم عن الأنانية. وتتطور الأمور عندما يشعر هذا الطرف بأن توزيع الأدوار يجري بطريقة غير عادلة، ومع عدم الاتفاق وعدم الوصول إلى حل وسط تصل الأمور إلى طريق مسدود.
الخلافات والمناقشات حول الأطفال من أكثر أسباب اشتعال المعارك بين الأزواج. في بداية الزواج يتمحور الخلاف حول الوقت المناسب للإنجاب، فقد يريد طرف الإنجاب الآن بينما يفضل الطرف الآخر الانتظار لعدة سنوات، وقد تندلع الخلافات حول تحديد عدد الأبناء.
وبعد مجيء الأطفال تعود الخلافات مرة أخرى حول ما ينبغي أن يأكلوا، وكم من المال يكفي للإنفاق عليهم، وكيف تكون الطريقة المثلى للتربية، ووقت النوم المناسب، وقائمة طويلة من الاختلاف في وجهات النظر حول الأطفال.
لكن الخلاف الأكبر يحدث حين يريد كل طرف أن يجعل من الأطفال نسخة مكررة منه من دون أي اعتبار للطرف الآخر.
الغيرة واحدة من أكثر الأشياء التي تشعل المعارك بين الأزواج وقد يتطور الأمر ويؤدي إلى الطلاق. والغيرة شعور سلبي ينتاب أحد الطرفين بفقدان الطرف الآخر، ورغم أنها قد تنم عن الحب، فإنه عندما تزداد حدتها تتحول إلى غيرة قاتلة للعلاقة الزوجية وتحولها إلى جحيم.
فالطرف الغيور، وتحت هذا الشعور بالتهديد، يتحول إلى حالة تأهب قصوى للطرف الآخر ويضعه تحت الحصار بحيث يعد عليه علاقاته، ويراقب اتصالاته الهاتفية وحساباته ويفسرها تفسيرا سلبيا بحيث قد يصل الأمر إلى أن يتخيل خيانة الطرف الآخر له.
وعندما تبدأ الغيرة في العمل فإن هذا يعني سلسلة طويلة من المعارك الزوجية.
على مر سنوات الحياة الزوجية يجب اتخاذ الكثير من القرارات الكبرى بالتشاور والاتفاق بين الطرفين، وأحد أكثر الأشياء التي تثير المعارك بين الزوجين أن يتخذ أحد الطرفين قرارا مصيريا يتعلق بالطرفين والأسرة كلها من دون استشارة الطرف الآخر.
شراء بيت، الدخول في مشروع بتحويشة العمر، المضاربة في البورصة.. أمثلة قليلة على هذه القرارات الفردية التي تثير المعارك الزوجية. فاتخاذ مثل هذه القرارات بصورة فردية يعبر عن الأنانية الواضحة من جانب أحد الطرفين، وقد يفسرها الطرف الآخر على أنها رغبة عارمة من أجل السيطرة، وهو ما يؤدي إلى اندلاع المعارك.
لا تندلع المعارك الزوجية لأسباب جادة فقط، إنما أيضا لأسباب تافهة تثير الضحك. ففي استطلاع أجراه أحد مواقع الإنترنت توصل إلى مجموعة من الأسباب المضحكة التي تؤدي إلى اندلاع المعارك بين الأزواج، وقد اشتملت القائمة على: ترك الأضواء مضاءة قبل الخروج من البيت، الصراع على الريموت كنترول، الآراء السياسية، الهوايات الغريبة للأزواج، الحيوانات الأليفة، عدم الاستحمام، الشخير، عدم تنظيف الحمام بعد قضاء الحاجة.