هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صراع الحضارات أم حوار الثقافات؟...ستيفن تشان

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
رحمهG.T

رحمهG.T



صراع الحضارات أم حوار الثقافات؟...ستيفن تشان  Empty
مُساهمةموضوع: صراع الحضارات أم حوار الثقافات؟...ستيفن تشان    صراع الحضارات أم حوار الثقافات؟...ستيفن تشان  Icon_minitime1الأربعاء 15 يونيو 2011 - 13:25


أن الرئيس ريغان كان أول من تحدث عن إمبراطورية الشر في أوائل الثمانينات من القرن الماضي. وكان يقصد بذلك الاتحاد السوفييتي والشيوعية. ثم تلاه جورج بوش الابن واستخدم مصطلح محور الشر لكي يطبقه على الحركات الراديكالية في العالم الإسلامي. وهي الحركات التي أدت بشكل مباشر أو غير مباشر إلى ضربة (11) سبتمبر. كما طبقه على العراق وإيران وكوريا الشمالية.

فالغرب بعد أن انتهى من الشيوعية وانتصر في الحرب الباردة أصبح بحاجة إلى عدو جديد هو: الأصولية الإسلامية. وقد نظر صموئيل هنتنغتون لصدام الحضارات قبل حصول ضربة (11) سبتمبر بزمن طويل.

ثم جاءت هذه الضربة لكي تؤكدها أو تبرهن عليها على ما يبدو. فمقالة هنتنغتون عن صدام الحضارات صدرت عام 1993، وبعد ذلك بسنتين أو ثلاث سنوات صدر الكتاب الذي يعتبر توسيعاً للمقالة، ومعلوم ان هنتنغتون قسم العالم إلى ثماني حضارات هي: الحضارة الغربية (أي الأوروبية ـ الأميركية»، والحضارة السلافية ـ الارثوذكسية (أي روسيا وصربيا واليونان)، والحضارة الإسلامية، والحضارة الصينية الكونفوشيوسية، والحضارة الافريقية السوداء، وحضارة أميركا اللاتينية، والحضارة الهندوسية، والحضارة البوذية.

وقال ان الحرب سوف تنشب بين هذه الحضارات المختلفة، ولكنها ستكون أكثر ضراوة بين الحضارة الإسلامية من جهة، والحضارة الغربية من جهة أخرى. وربما اشتعلت الحرب أيضاً بين الحضارة الصينية والحضارة الغربية، لأن الصين هي المنافس المقبل للغرب. ولا يستبعد المؤلف حصول تحالف بين الحضارتين الإسلامية والصينية ـ الكونفوشيوسية، من أجل مواجهة الهيمنة الغربية.

ولكن نظرية هنتنغتون عن صدام الحضارات أثارت انتقادات عنيفة من جهات عدة، فالمفكر المشهور ادوارد سعيد انتقدها واتهم صاحبها باليمينية والرجعية، وقال بأنه لا يرى أوجه التطور والتقدم في العالم العربي والإسلامي، وإنما يرى فقط أوجه التعصب والتزمت وكره الحضارة الغربية.

وأما المثقفون الإيرانيون التقدميون فقد اتهموا هنتنغتون بالخروج على مباديء الحضارة الغربية نفسها، فقد خان المبدأ الأساسي لفلسفة التنوير: ألا وهو كونية الحضارة والحداثة أو حقوق الإنسان، والديمقراطية.

ومعلوم ان فلاسفة التنوير قالوا ان هذه القيم كونية وسوف تنطبق يوماً ما على جميع شعوب الأرض وليس فقط على البلدان التقدمية في أوروبا وأميركا، ولكن صموئيل هنتنغتون لا يثق بحضارته إلى الحد الكافي ولا يعتقد بأنها كونية، وقادرة على تعميم نفسها خارج نطاق الغرب.

وهذا هو موقف اليمينيين والمحافظين عادة، بل انه موقف عنصري أيضاً لأنه يفترض ضمناً ان الشعوب الأخرى غير قادرة على استيعاب القيم الحديثة: كالمنهجية العلمية، ومفهوم حقوق الإنسان، واللعبة الديمقراطية.

وبالتالي فنظرية هنتنغتون سوداء متشائمة بمستقبل الإنسان والبشرية وهي قائمة على الصراع فقط وتنفي إمكانية الحوار. يضاف إلى ذلك إنها تعتقد بأن عالم الإسلام يشكل كتلة واحدة، وكذلك عالم الغرب، 15أو عالم افريقيا السوداء، أو أميركا اللاتينية... الخ.

ولكننا نعلم ان كل هذه العوالم مخترقة من تيارات عديدة متناقضة، فعالم الإسلام ينقسم إلى مجددين ومحافظين، إلى علمانيين وأصوليين، إلى ليبراليين ومتشددين.. وقل الأمر ذاته عن عالم الغرب الأوروبي ـ الأميركي، فهناك التيار اليميني والتيار اليساري، هناك دعاة العولمة، الليبرالية الجديدة أي الرأسمالية،

وهناك القوى الناهضة لهذه العولمة والتي تدعو إلى عولمة أخرى أكثر عدلاً وإنسانية. وبالتالي فلا نستطيع أن نضع الجميع في سلة واحدة. فأسامة بن لادن ليس الشيخ يوسف القرضاوي .

ولكن القوى المتعصبة في الغرب تريد أن ترمي جميع المسلمين في سلة واحدة وتقول: انهم متعصبون كلهم ولا يوجد فرق بين متطرف ومعتدل وهذا خطأ جسيم لا ينبغي أن نقع فيه. ولحسن الحظ فإن الرئيس بوش لم يقع في هذا الخطأ إلا للحظة واحدة بعد ضربة 11 سبتمبر، وتحت تأثير الصدمة.

ولكنه تراجع عنه فيما بعد، وهذه نقطة تسجل له على الرغم من كل ما قيل حول تديّنه وتبعيته للتيارات الأصولية في أميركا، فقد بالغ الصحافيون في التركيز على هذه الناحية، ولكن ليس من المؤكد أن جميع المحافظين الجدد أو صقور واشنطن هم في هذا الرأي، فهم ميّالون إلى اعتبار المسلمين كتلة واحدة صماء بكماء، ولا يمكن أن نواجهها إلا بالقوة المسلحة، كما يقول صقور واشنطن.

والواقع ان الشعوب في فترة الصراعات الحامية تميل إلى تشكيل صورة شيطانية عن بعضها البعض. ففي فترة الحرب الباردة مثلاً لاحظنا ان الغرب الرأسمالي شكل صورة مرعبة عن الشرق الشيوعي. والعكس صحيح، فدعاية الاتحاد السوفييتي كانت تبرز الغرب على أساس انه رأسمالي، امبريالي، مصاص لدماء الشعوب ليس إلا، ولم تكن تجد فيه صفة إيجابية واحدة.

وهذه هي سمة المعارك الايديولوجية الحامية. واليوم نلاحظ الشيء نفسه، فالعالم الإسلامي أصبح يشكل صورة مرعبة عند أميركا وبوش بعد حرب أفغانستان والعراق. وأصبحت أميركا الشيطان الأكبر منذ عهد الخميني، ونسينا أن فيها العلم والطب والجامعات المتقدمة والاكتشافات العلمية الهائلة.. والغرب أصبح يشكل صورة كاريكاتورية مخيفة عن عالم الإسلام بعد ضربة 11 سبتمبر و11 مارس في مدريد، أصبح كل مسلم مشبوهاً تقريباً ومداناً حتى تثبت براءته. وهذا أكبر انتصار يحققه المتطرفون في الواقع.

فقد كان هدفهم دائماً أن تهيج الشعوب على بعضها البعض وأن تحقد على بعضها البعض وأن تحصل الحروب بينها وتسفك الدماء أنهاراً.

فالمتطرفون لا ينتعشون إلا في مثل هذا الجو المقيت. ولكن لحسن الحظ فإن الأغلبية في هذه الجهة أو تلك تميل إلى الاعتدال والحوار والتواصل الثقافي والتفاعل الحضاري فيما بينها.

وبالتالي فالمستقبل هو لحوار الحضارات وتفاعلها فيما بينها لا لصدامها على عكس ما يزعم هنتنغتون وجماعة اليمين المتطرف. كذلك ثمة خطورة الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي على استقرار الأوضاع في الشرق الأوسط والعالم كله. إن هذا الصراع زاد من اتساع الشقة بين العالم العربي ـ الإسلامي والغرب، فقبله لم يكن العداء مستحكماً إلى هذا الحد، ولم يكن هناك كره بين اليهود والعرب، على العكس لقد كانوا يعيشون في تناغم وانسجام منذ أيام الأندلس وحتى وقتنا هذا.

وبالتالي فلكي تعود الأمور إلى سابق عهدها، ولكي ينتهي الحقد والتوتر في المنطقة، ينبغي علينا أن نحل هذه المشكلة عن طريق الانتصاف للشعب الفلسطيني وإعطائه دولته المنتظرة منذ زمن طويل.

وهكذا تعيش دولة فلسطين ودولة إسرائيل جنباً إلى جنباً وينتهي عصر التطرف والعنف وسفك الدماء.

وعندئذٍ تزول أكبر بؤرة للتوتر والصراع الدامي في العالم. ومسؤولية إيجاد الحل تقع على الغرب وبخاصة الولايات المتحدة لأنها هي القوة العظمى في العالم حالياً. إنها وحدها القادرة على الضغط على كلا الطرفين وبخاصة الطرف الإسرائيلي.

وبالتالي فإذا ما أراد الغرب القضاء على الإرهاب أو معسكر الشر فما عليه إلا أن يحل هذه المشكلة التي استعصت على كل الحلول منذ عشرات السنين. فالتطرف الأصولي يتغذى منها كما يعرف الجميع. وموقف الغرب ـ وبخاصة أميركا ـ كان دائماً منحازاً إلى إسرائيل ما عدا في أوقات قليلة جداً كفترة بوش الأب وجيمس بيكر.

وهناك مفكر أميركي آخر اشتهر بعد سقوط جدار برلين والشيوعية وهو: فرانسيس فوكوياما.

ومعلوم أنه كان تلميذاً لصموئيل هنتنغتون ولكنه اشتهر قبل أستاذه في الواقع. ينبغي ألا ننسى أن هنتنغتون كان أستاذاً للعلوم السياسية في جامعة هارفارد وعضواً في مجلس الأمن القومي، أو مستشاراً بالأحرى في عهدي كارتر وبريجنسكي.

لقد اشتهر فرانسيس فوكويما بأطروحة «نهاية التاريخ»، مثلما اشتهر أستاذه هنتنغتون بأطروحة «صدام الحضارات». والأولى متفائلة بمستقبل البشرية والتاريخ، في حين ان الثانية متشائمة. ففوكوياما يعتقد بأن انتصار الديمقراطية الليبرالية على الشيوعية التوتاليتارية يعني نهاية التاريخ. لماذا؟ لأنه لا يمكن أن يوجد نظام آخر بعد النظام الليبرالي الديمقراطي التعددي الحر.

فهو أفضل نظام في العالم وهو تتويج لمسيرة البشرية عبر التاريخ. ويعتقد فوكوياما أنه لم يعد هناك أي منافس لهذا النظام بعد سقوط الشيوعية. وبالتالي فسوف يعمم نفسه على جميع شعوب الأرض بالتدريج. من هذا الطابع المتفائل لأطروحة فوكوياما، فهو غير يائس بمستقبل البشرية، على عكس صموئيل هنتنغتون، ولا يعتقد بأن الصدام حتمي بين الكتل الحضارية.

فإذا ما أصبحت الشعوب الأخرى ديمقراطية وليبرالية ومتطورة اقتصادياً فلماذا تقع في حرب مع الغرب الأوروبي ـ الأميركي؟ لماذا تحقد عليه؟ لم يعد هناك من داعٍ لذلك. وهكذا نعيش في عالم مسالم مزدهر: أي العالم نفسه الذي حلم به الفلاسفة في مدنهم الفاضلة.
(منقول للفائدة)


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن وراق حسن

حسن وراق حسن



صراع الحضارات أم حوار الثقافات؟...ستيفن تشان  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صراع الحضارات أم حوار الثقافات؟...ستيفن تشان    صراع الحضارات أم حوار الثقافات؟...ستيفن تشان  Icon_minitime1الخميس 16 يونيو 2011 - 5:00

مقال كارب جدا وجدير بالقراءة مرات ومرات!
ما يدور الان هو بعض من صراع الحضارات متمثل في صراع بين الحضارة الاسلامية متمثلة في جانبها المتشدد الذي نهل من الافكار السلفية الوهابية التي فرخت بن لادن والقاعدة التي حملت الاسلام كره لا يستحق والسبب الاسلاميين أنفسهم الا أن خلط الدين بالسياسة بمعني تديين السياسة أخل بالمعادلة بمعني أن التدين أمر خاص بينما السياسة مسألة عامة والجانب القبيح من صراع الحضارات ما نعايشه في السودان صراع من نوع آخر ( لا بريدك ولا بحمل بلاك) المشروع الحضاري للانقاذ مشروع منفصم لانه يستخدم البنية الاساسية لحضارة غربية يعاديها وقي ذات الوقت يحاول رفض كلما تفرزه من بنية فوقية حالة الغربة الراهنة للانظمة الاسلامية التي نمت وترعرعت بفضل الغرب الامبريالي الذي يعبر عن صراعاته باسلوب ( إنتهي الدرس يا غبي ) وهكذا يأخذ الصراع شكل عبر عنه صمويل هنتجتون بشكل نظري معمم .
فوكاياما في نهاية العالم يبحث عن نظام آخر بعد إختلال التوازن الذي يعول عليه بأنه سيقود الي صراع يؤدي الي نهاية حتي النظام الغالب الآن حيث ينعدم فيه الصراع الايجابي لانه يحتاج لتخصيب من نظام آخر ولكن فات عليه أن الوقت لا يزال في صالح ظهور تشكيلات إقتصادية تقود التغيير وتحفظ التوازن كما هو الحال ألان بين النظام الاقتصادي المختلط للصين التي تؤكد علي نظرية التقارب بين الانظمة المتناقضة ولا يزال الامل معقود في عوامل التنمية الاقتصادية التي تضحض ادعاء فوكاياما الذي ينظر الي نهاية العالم باختلال التوازن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحمهG.T

رحمهG.T



صراع الحضارات أم حوار الثقافات؟...ستيفن تشان  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صراع الحضارات أم حوار الثقافات؟...ستيفن تشان    صراع الحضارات أم حوار الثقافات؟...ستيفن تشان  Icon_minitime1الخميس 16 يونيو 2011 - 10:12

الاخ / حسن
شكرا على المرور

النظرة المادية البحتة للأمور, أوصلت الفيلسوف الأمريكي (( فرنسيس فوكوياما )) عام 1989م , إلى نظريته المتمثلة بأن انتصار الرأسمالية يعني ( نهاية التاريخ ) , وأن قيمة الإنسان مستمدة مما يملكه, وبالتالي فإنّ فقدان الملكية يعني انعدام قيمة مالكها , وبناء عليه فإن المجتمعات البشرية ستكون أمام أحد خيارين: إمّا أن تأكل , أو أن تؤكل.
وراح الرأسماليون يزدادون ثراء , والفقراء يزدادون فقراً , وأخذت المنافسة غير المتكافئة بين الحيتان والأسماك الصغيرة , تطحن الناس والمجتمعات طحناً , مدمرة البنى الاجتماعية والتماسك الاجتماعي , وأخذت الفئات الدنيا من الطبقة المتوسطة تزداد فقراً , وباتت معها الطبقة الوسطى في تضاؤل مستمر .
( أوناسيس ) و ( جونتر الرابع ) اسمان لامعان , دخلا موسوعة غينيس من أوسع أبوابها , وقد جمع بينهما في باب واحد , كونهما من أصحاب الملايين , ممن خلقوا وعاشوا على وجه البسيطة , مثلهما كمثل أي مخلوق يمشي على قدمين , أو على أربع , أو قد يقطع المسافات زحفاً على بطنه .. وقد تودد لهما خلق كثير ممن اعتاد شرب الذل وركوب الهوان , ساعين وراء الفتات , وراء كل ما هو زائل لا يدوم .
أمّا ( أوناسيس ) وهو من بني البشر , فقد مات منذ ثلث قرن , وقد أكلت دابة الأرض منسأته , وما عادت تنفعه ملايينه أو بلايينه , وأمّا ( غونتر الرابع ) فلا هو من بني البشر , ولا ممن يملك الحجر أو الشجر , وإنّما هو كلب إيطالي ورث عن صاحبته الكونتيسة ( كاراوتا لبيثاتي ) ملايين الدولارات بعد أن أوصت له بثروتها الطائلة ؟!.
وإذا كانت المسافات قد تقاربت في عصرنا بفعل تقدم وسائل الاتصالات , فإنّ الجمع بين المواصفات القياسية للبشر والحيوان في عصرنا هذا , قد بات أمراً واقعاً وملموساً بعد أن سيطرت على البشرية القيم المادية البحتة , وأصبحت معها القيم الفاضلة والأخلاق الحميدة من الندرة بحيث أصبح معها حاملوها غرباء في مجتمعاتهم , لينطبق عليهم قول شاعرنا الحكيم وصاحب البصيرة النافذة أبو الطيب المتنبي:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

ولم تصل البشرية إلى التقدم والرخاء , بل صار التدهور الاقتصادي والتدمير البيئي والانحطاط الثقافي وتزايد الفروقات بين البشر , أهم ميزات العصر الأمريكي الراهن , وباتت معها أسواق المال العالمية اليوم , أشد خطراً على الاستقرار العالمي من الأسلحة النووية ذاتها .
إنّ مفهوم المال في حضارتنا وتراثنا يختلف عما هو عليه في الحضارة الكونية الحديثة , فهو عندنا موجود لخدمة البشر والمجتمع , فكل ثراء لا يزيد من فرص العمل مرفوض , وكل تكديس للثروات مرفوض , فالثروات في حضارتنا العريقة ليست سوى وسيلة من وسائل التكافل الاجتماعي غرضه تحسين مستوى معيشة الأمة والمجتمع ( فرادى وجماعات ) , إذا ما أنفقت في وجوه الخير , خلافاً لما هو عليه الحال في الحضارة الحديثة التي جعلت منها معبوداً يلهث وراءه , ويتقرب إليه , أصحاب النفوس الضعيفة والمهزوزة , ممن أعمت حمى الاستهلاك وتكديس الثروات بصيرتهم , وما عاد من فارق يميزهم عن ( جونتر الرابع ) أو عن القطة الإيطالية المليونيرة ( كيتي ).
المال في حضارتنا ليس بمقياس على علو منزلة الإنسان , فالمال إذا ما أخذ بغير حق أذل أعناق الرجال وغير المباديء وأفسد الأمور , وقد تم التأكيد والتشديد على تجنب أكل أموال الناس بالباطل والتحايل ( ومن أساليبها الرشوة والتهرب من سداد الدين , وعمليات النصب والاحتيال , وأكل أموال اليتامى , وعدم إعطاء الأجير أجره …وغيرها كثير ). مع التشديد وعدم التساهل حول ألاّ يدخل مال إلاّ من حلال.
إنّ العودة إلى مناهل تراثنا وحضارتنا أمر لا بد منه للوقوف في وجه حضارة الانحلال الأخلاقي المستشرية , ونظرة حضارتنا إلى المال قد أوضحها لنا أمير المؤمنين الخليفة الراشد ( عمر بن الخطاب ) موضحاً بذلك إحدى أهم الأسس التي بني عليها الاقتصاد الإسلامي , بقوله : (( إنّي لا أجد هذا المال يصلحه إلاّ خلال ثلاث : أن يؤخذ بالحق , ويعطى بالحق , ويمنع من الباطل )).
قديماً قالت العرب : ( عند جهينة الخبر اليقين ) وما عداه باطل الأباطيل وقبض الريح .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صفوان فاروق وراق





صراع الحضارات أم حوار الثقافات؟...ستيفن تشان  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صراع الحضارات أم حوار الثقافات؟...ستيفن تشان    صراع الحضارات أم حوار الثقافات؟...ستيفن تشان  Icon_minitime1الأربعاء 22 يونيو 2011 - 20:32

تحياتي الاخت رحمة وتقديري لأهمية الموضوع , يمكن طرح عدد من الاسئلة الموجهة لتلخيص الاطروحتين (صدام الحضارات , نهاية التاريخ) :
•عند الحديث عن العلاقة بين الغرب والاخرين (بتعبير هنتجتون وايحاء فوكوياما) هل نحن نقصد المواقف الرسمية للحكومات او الاخرى الخاصة بالشعوب ؟ مع الاخذ في الاعتبار ان تلك المواقف الرسمية لاتعبر بالضرورة عن رأي المجتمعات التي تمثلها
•كيف نقيم ماعليه ومايجب ان تكون عليه العلاقة بين العرب او المسلمين بمسلمي الصين وامريكا و البرازيل وغيرهم سواء كانت تعبر عن قبول او اندماج او رفض ؟ المقصود علاقة الشعوب ذات الخلفيات الحضارية المتباينة مع اشتراكها في عنصر او اكثر من العناصر المكونة للحضارة(حسب تعريف المدرسة الالمانية )
• هل تنحصرحروب الهويات او العودة للاصول فقط في التيارات الاسلامية المتطرفة ام هي نتاج حركة إحيائية عالمية ؟
•واخيرا بإختصار للطرحين, إذا كانت الحضارة المتفوقة والتي عليها تولي زمام الامور في عصر الحروب الحضارية القادمة هي الحضارة الغربية كما يقول هنتجتون, وإذا كانت الديمقراطية الليبرالية – على تصريح هيجل - هي النتاج الفلسفي والسياسي الامثل الضامن لعدم التحول الى الإنسان الاخير في التاريخ الذي يجب الا يتخلى عن الرغبة في انتزاع الاعتراف كجوهر ديناميكي في إنسانيته وهذا ماتوفره الممارسة الغربية كما يرى فوكوياما , هل نتمكن بعدها من رؤية المركز والاطراف بوضوح ؟

ملاحظات
-في 2003 تراجع فوكوياما عن نظريته حول نهاية التاريخ حيث رأى ان المعركة الحقيقة ليست غزو المسلمين بل كسب عقولهم وقلوبهم فتراجع عن دعمه لغزو العراق وعن انتمائه للمحافظين الجدد الذين قارن بين افكارهم وبين اللينينية وتابع في كتابه عام 2006 (مابعد المحافظين الجدد : حيث اتجه اليمين خطأ ) إنتقاداته لفكرهم
-اكبر حروب القرن التاسع عشر والعشرين كانت بين ديمقراطيات مزدهرة من العالم الحر
-في عالم توماس فريدمان (المستوي) تصبح المنافسة إلى القمة بين الأفراد بلغة الحضارة السائدة وليست بين الدول
-إنشاء حضارة عالمية فكرة راودت عدد من الامبراطوريات والممالك والدول والافراد عبرالتاريخ ولم تطبق بنجاح الا ان مقومات الحضارة العصرية السائدة تجعل الفكرة اكثر قابلية للتصديق والتطبيق ومع ذلك علينا الا ننسى الاية ( لو انفقت مافي الأرض جميعا ماالفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صراع الحضارات أم حوار الثقافات؟...ستيفن تشان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صراع حاد لرئاسة لجنة تطوير مدينة الحصاحيصا (صراع بين المنطقة الجنوبية والمنطقة الشمالية )
» صراع الاسلام والغرب - صراع بين الهمجية والتحضر
» علوم | ستيفن هوكينغ.. لغز حير الأطباء
» اثر الثقافات الدخيله علي الشعب السوداني
» السودان بلد اقدم الحضارات في العالم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الحصاحيصا العام-
انتقل الى: