هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 «عامورة» الرواية الملعونة التي حكمت على مؤلفها بالإعدام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



«عامورة» الرواية الملعونة التي حكمت على مؤلفها بالإعدام  Empty
مُساهمةموضوع: «عامورة» الرواية الملعونة التي حكمت على مؤلفها بالإعدام    «عامورة» الرواية الملعونة التي حكمت على مؤلفها بالإعدام  Icon_minitime1الثلاثاء 21 يونيو 2011 - 10:50

في عام 2006 ألف روبير توسافيانو رواية، كشف فيها وحشية مافيا نابولي، ولكنه أصبح الآن الشخص رقم واحد في قائمة المطلوبين من قبلها، وهو يعيش حياة الشخص المطارد منذئذ، فهل سيعود قريباً إلى مدينته؟ إليكم الحكاية من البداية:
يوم عادي
كان يوماً عادياً بالنسبة للأب جوسيبي ديانا، ففي يوم 19 مارس 1994 كان يشرف على احتفال ديني بيوم القديس سان جوسيبي، الذي يحمل اسمه، وبينما كان يعد للقداس الاحتفالي، كان هناك عدد من النسوة المسنات يجلسن في الخارج يداعبن حبات مسابيحهن، وبدأ في ارتداء زيه الكنسي، الذي يؤدي به الطقوس الدينية، ومن دون أن يتنبه أي أحد إلى ذلك، تسلل مسلحان إلى غرفته ، ومن دون إعطائه أي فرصة صوب الاثنان فوهتي مسدسيهما إلى جبينه، وأطلقا عليه أربع رصاصات، وبعد خمس ثوان من ذلك كان القس ساقطاً على الأرض تغطيه الدماء، فقد قتل الأب جوسيبي، الذي أصبح ضحية اعتداء ثأري، نفذته جماعة كامورا، المافيا التي تتخذ من نابولي مقراً لها. وكانت تلك عقوبة استخدام منبر الكنيسة لإدانة جرائم جماعة كامورا في مدينة كاسالي دي برنسيبي، الواقعة في شمال نابولي. وكان جوسيبي دوماً ما يقارن الوضع في مدينة كاسالي، بل وحتى منطقة نابولي كلها، في مدينتي سودوم وعامورة، اللتين ورد ذكرهما في التوراة، وبعد مضي 12 عاماً من تلك الواقعة استوحاها أحد الشباب الصغار من مرتادي الكنيسة، في رواية لاقت رواجاً واسعاً.

فقد كان روبيرتو سافيانو في الرابعة عشرة من عمره حينها، وهو يقول إن ذلك الاعتداء الشرير على حرية التعبير فتح ذهنه على أمور كثيرة، غير أن المصير المفزع، الذي لاقاه الأب جوسيبي، وغيره ممن رفعوا أصواتهم ضد المافيا، لم يثنه عن تأليف رواية «عامورة»، التي تعد سجلاً يكشف عمليات جماعة كامورا، وصدرت في عام 2006 ولاقت رواجاً واسعاً حيث وزّع منها في ايطاليا وحدها 2.5 مليون نسخة، وترجمت الى 53 لغة وحوّلت في عام 2008 الى فيلم سينمائي فاز بالجائزة الكبرى لمهرجان كان السينمائي.
ولكن مع المزيد من النجاح الذي حققه العمل الاول للروائي سافيانو، زاد غضب زعماء كامورا عليه. وطالبوا برأسه، وخلال السنوات الثلاث الاخيرة ظل يعيش مختبئاً تحت حماية الشرطة على مدار الساعة، يتنقل بين مدينة واخرى قبل معرفة المافيا لمكان وجوده.

ويقول سافيانو «بيتي الآن كومة صغيرة من الملابس، وفرشاة اسنان، وشاحن هاتف نقّال». اما مسقط رأسه نابولي فهي هدف بعيد المنال.
انني انوي الانتقال الى الخارج بصفة دائمة لم اعد استطيع تحمل هذه الحياة. اي ان اكون منفيا في بلدي. اود الرجوع الى الحياة الطبيعية، ولذلك علي مغادرة ايطاليا مغادرة نهائية». وفي واقع الامر فان سافيانو كان قد عبّر عن تلك المشاعر من قبل، ولكنه لم يغادر، ولكنه يقول «انني اعني ذلك فعلا، هذه المرة اتوق لحرية التنزه في حديقة عامة، وان اخرج للشراب مع اصدقائي. لماذا ارغم على العيش مثل السجين؟»، ولكن الا تعني الهجرة الا الاقرار بالهزيمة؟
يرد سافيانو: لا يهمني ذلك، لقد بت اكره «عامورة». وعندما ارى نسخة منها في نافذة العرض في مكتبة من المكتبات ابعد نظري عنها حتى امنع نفسي من التقيؤ. وستتيح لي مغادرة ايطاليا ان اترك ذلك الكتاب ورائي.

ويعد الوصف الاكثر دقة لرواية عامورة بانها «رواية تسجيلية». فهي تستخدم مجموعة مختلفة من القصص والروايات الانسانية لالقاء الضوء على مدى السلطة الواسعة التي تتمتع بها جماعة كامورا ليس فقط في نابولي والمناطق المحيطة بهما، بل في جميع انحاء ايطاليا وخارجها، بالاضافة الى اوروبا الشرقية، واميركا الجنوبية واستراليا. فالامبراطورية الاقتصادية لمافيا كامورا تمتد حتى الى المطاعم الايطالية في ادنبره باسكتلندا.
وعلى خلاف من مافيا صقلية الاكثر شهرة، وهي مافيا تقليدية ومنعزلة، نجد ان مافيا نابولي ذات كيان حديث معولم ورابطها ليست اسرية، بل انها تعتمد على مصالح تجارية بحتة. كما انهما ليستا لديهما ميثاق شرف كذلك الذي نجده عند المافياالتقليدية، ولا ايديولوجية لديها سوى السعي الذي لا يهدأ لجني المال.
ويقول سافيانو «إنها جماعة بغيضة، خلقت كراهية بالغة داخلي، وباتت مهمتي الحديث حولهم وكشف أعمالهم».
وبدأ العمل في روايته في عام 2001، وقد رجع أثناء ذلك إلى سجلات الشرطة ووثائق المحاكم، بالإضافة إلى عمله في وظائف مكّنته من الحصول على معلومات أولية حول المافيا والتواصل مع بعض أفرادها. فقد عمل في أرصفة الموانئ، ومواقع البناء، بل وحتى كمصور فوتوغرافي في أعراس جماعة كامورا، ولكن هل كان يتصور ان الكتاب سيحقق نجاحاً كبيراً؟
يقول سافيانو «لا، البتة. لقد كتبت رواية عامورة باندفاعة الشباب وتهوره. ولم تكن لدي فكرة عن مدى إقبال الناس على قراءتها، ولا عن العواقب التي ستنتج عنها».
ومن تلك العواقب عيش سافيانو الآن فيما بين غرف الفنادق والشقق، التي تؤجرها له الحكومة، وثكنات الشرطة. ولا يستطيع الإقامة في أي مكان لأكثر من شهر واحد، وهو يحن لطبخ أمه».
والسؤال الذي يطرحه العديدون هو: ما الخطوة التالية بالنسبة لسافيانو الكاتب بعد رواية عامورة. فلقد كانت تلك الرواية تحفة أدبية اتسمت بالشجاعة، وبأنها عمل صحفي استقصائي.
وآخر عمل أنجزه سافيانو «الجمال والجحيم» الذي يحتوي على 25 مقالة، وهو أقل بريقاً بكثير مقارنة برواية عامورة، إذ انه يفتقر الى الجانب السردي البديع. ولكن هدف سافيانو واضح ومعروف. فعند زيارته كان مع فيلم عامورة، على سبيل المثال، ظل يتابع استثمارات المافيا الكبيرة في فنادق المدينة ومنتجعاتها ومطاعمها.
ولقد تحول سافيانو أخيرا الى واحد من أبرز المعلقين السياسيين في ايطاليا، فهو يساهم بصورة منتظمة بالكتابة في الصحف والمجلات ذات التوجّه اليساري. وفي فبراير الماضي كان أحد نجوم تجمع جماهيري حاشد، نظم ضد برلوسكوني والفساد في ايطاليا.
وبرلوسكوني يبادله الكراهية. فقد اتهمه رئيس الوزراء بأنه يبالغ في تصويره لسلطة المافيا، وعبّر عن رغبته في «خنق» كل الكتّاب ممن يقدمون خدمات ترويجية لا داعي لها.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
«عامورة» الرواية الملعونة التي حكمت على مؤلفها بالإعدام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التي اهواها
» اكملت الرواية
» القضاء السوداني الإنقاذي يحكم بالإعدام علي 12 شخصا من حركة العدل و المساواة
»  الطيب صالح ..عبقري الرواية العربية ..
» فى ذكرى ميلاد رائد الرواية العربية.. نجيب محفوظ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الحصاحيصا الثقافى-
انتقل الى: