حسن وراق حسن
| موضوع: كي لا ننسي ! حدث في مثل هذه الايام بسجن الحصاحيصا الإثنين 15 أغسطس 2011 - 15:15 | |
|
الزمان : عقب انقلاب 19 يوليو 1971
قبل اربعين عاما
المكان : سجن الحصاحيصا
المعتقلون : مجموعة من الشيوعيين والديمقراطيين وأصدقاء الحزب ، المرحوم محمد حمدنا الله ، مهدي حسين ، محمد إبراهيم العربي ، المرحوم فاروق وراق ، المرحوم سيف الدين رمضان ، حسن علي حسن ، كمال النور سوارالدهب ، ختم يوسف الأستاذ الفنان حسن جبارة ،حمد عثمان حمد ، عبدا لكريم عبدالنور المرحوم محمد تاج السر سيد أحمد وآخرين لم تسعفهم الذاكرة .
الحالة العامة ،تأهب بسجن الحصاحيصا والمذياع يردد أسماء شيوعيين مطلوب عليهم القبض والنزلاء داخل السجن في حيرة من أمرهم . لم يعتاد النزلاء أن تكون بينهم الوجوه التي رأوها الآن أو من يسمونهم شيوعيون وكان في اعتقادهم بان الشيوعيين ليسوا ببشر والآن فقط وجدوهم بشحمهم ولحمهم معا ( جوة الجك ).
سجن الحصاحيصا يعتبر من السجون الصغيرة بالمديرية آنذاك والولاية حاليا إذ لا يتسع السجن لأكثر من 200 نزيل . قبل حركة هاشم العطا التصحيحية في 19 يوليو كانت هنالك حادثة شهيرة وقعت بين مواطني المسعودية والعسيلات في نزاع حول الارض راح ضحيته عدد من الطرفين ولم تجد السلطات آنذاك من طريقة سوي القبض علي أطراف النزاع والمحرضين من الجانبين وإيداعهم لدي السلطات الأمنية بالحصاحيصا وحتي لا تحدث مجابهات واشتباكات تم الفصل بين المجموعتين إحداهما أدخلت سجن الحصاحيصا والأخرى تم حبسها في احدي المدارس وتحت حراسة مشددة .
طالت مدة الاعتقال علي الشيوعيين والذين خبروا حياة المعتقلات وكيفية من تطويع وقت الاعتقال في مناشط مختلفة وخلق علاقات مع نزلاء السجن والخروج من السجن بدروس وتجارب وخبرات .أما احد طرفي نزاع (المسعودية / العسيلات ) من كانوا داخل السجن ( كبوا الجرسة ) ولم يطيقوا الحياة داخله وفكروا في طريقة سريعة للمخارجة من ( ذلة الحبس ومهانته) علما بأنهم فكرة الهرب لم تراودهم سيما وأن اجسامهم الضخمة تعيق حركتهم حتى داخل السجن فلهذا زهقوا من التبطح والتتمسح في ارضية العنابر علي نمرة البرش والبطانية الميري وكانوا قد فارقوا أم العيال وشمارات الفريق . اطلقوا لتفكيرهم العنان بعد اجتماعات عقدوها في ما بينهم وإهتدوا لفكرة حددوا لها ساعة صفر سوف تسفر عن إخلاء سبيلهم من الحبس وإطلاق سراحهم وقد تتضمن الاعتذار والشكر من السلطة ولكنهم لم يدركوا أن هنالك من غاص وسطهم من نزلاء السجن ( المجرمين ) وقام ب ( جغم ) خطتهم وكيفية تنفيذها وساعة صفرها .
في عنبر الشيوعيين اليوم يمر كالعادة روتينا ممهولا، مجموعة من المعتقلين في حلقة نقاش موضوعها أدب الهمباتة يتوسطهم أحد الهمباتة وجدوه داخل السجن نزيلا بتهمة سرقة وبعض المعتقلين استسلم لنومة الضهرية والبعض منهمك في لحظة تأمل لعدم السماح بدخول حتي المصاحف و تأسيا بقول سيدنا علي ( لحظة تأمل أفضل من عبادة الدهر ) من بين هولاء كان المزارع من (المحيريبا) مهدي حسين قد وضع رجله الخشبية وكأنها (فندك حاجات ) في ركن حيث سوي فرشه وهو يقف علي رجل واحدة قبل أن يرسل شخيرا عاليا أزعج المتحاورين وبينهم المطرب حسن جبارة الذي كان يحاول جاهدا أن يحفظ بعض من مقاطع شعر الهمباتي حتي يقوم بتلحينها ، أزعجه شخير مهدي حسين وهنا دخل عليهم زكريا وهو احد نزلاء السجن كان المرحوم الدكتور سيف الدين رمضان يبذل معه جهود لازالة أميته بعد أن ابدي رغبة منه بذلك حتي يستطع تلاوة القرآن من المصحف. زكريا حفظ للشيوعيين كثير معروف وخدمات جليلة قدموها له ولهذا جاء لصديقه دكتور سيف مسرا اليه بكلام في أذنه حتي لا يسمعه الهمباتي وهو لا يثق فيه . خرج زكريا وترك دكتور سيف يتحرك وسط المعتقلين ( يوسوس لهم ) لابد أن يكون هنالك أمر جلل انتبهت شلة الهمباتي ليتخارجوا منه بحرفنة لم يشعر بأنه غير مرغوب فيه في تلك اللحظة والتي تلاها اجتماع عاجل وعلي وجه السرعة لا أجندة له سوي مخطط لتصفية الشيوعيين داخل سجن الحصاحيصا يقوم به أحد أطراف نزاع ( المسعودية / العسيلات ) داخل السجن والذين اهتدوا لفكرة ( كسر ) الشيوعيين و (هبدهم) حتي يحققوا للنميري ما يريده اقتصاصا من الشيوعيين لينالوا رضاءه ومن ثم يمكن له أن يطلق سراحهم جزاء ما قدموه من خدمة (كسر) الشيوعيين خاصة وأن الله قد حباهم ببسطة في الجسم يكفي احدهم أن يجلس فوق احد الشيوعيين ليفطسه علي الفور .
بعد أن قام الدكتور سيف بحكي ما دار بينه وبين صديقه النزيل زكريا تبين للجميع أنهم مواجهون بخطورة قد تؤدي إلي فقدان أرواحهم، توصل الجميع إلي تبليغ سلطات السجن ومفتش البوليس وقتها النقيب إبراهيم علي( عليه الرحمة ) والد (الدكتور حيدر إبراهيم) والذي يشهد بمواقفة النبيلة تجاه الشيوعيين في عز دموية النظام . احد المعتقلين وهو الأستاذ الفنان حسن جبارة قد رفض رفضا شديدا إبلاغ السلطات بالمخطط الآثم وحاول جميع الزملاء اقناعة إلا أنه وقف (ألف أحمر) مطالبا الجميع بأن يواجهوا المعتدين والاشتباك معهم داخل السجن وهو ثائر مهتاج وفي كل مرة وهو يعلن رفضه لتبليغ السلطات يسرق نظرة ناحية مهدي حسين وعند الزاوية التي ركن فيها مهدي رجله الخشبية الثقيلة وعندما اجبر حسين جبارة علي الرضوخ لرأي الاغلبية بدأ بأعلاه صوتا محتجا " غايتو انأ عارف السجن حجارة ما فيهو عشان نفلقهم بيها لكن أنا كنت براي حأبيدهم ليكم ،عارفين كيف؟؟ كنت حأختف كراع مهدي حسين الخشبية العاملة زي (الآر بي جي) دي ( مشيرا ناحيتها ) وما أخلي فيهم راجل. بعد أن تم إبلاغ السلطات أعلنت حالة الطواري وتم تحويل احد أطراف النزاع ( المسعودية / العسيلات ) من السجن ليتم تركه للشيوعيين وبقية النزلاء .
| |
|