اغتربنا وتغربنا وتجمدت أحاسيسنا وأصبحنا في حالة بيات شتوي
بعدنا وابتعدنا وأصبحت مقاييسنا للأشياء بأحجام مختلفة
عاصرنا ما قبل الألفية الثالثة وتعايشنا مع عصر العولمة والانترنت والعالم القرية
ركبنا البنطون ولبسنا الشارلستون وشربنا البنسون وشاي أبو غزالتين
الكبري بين الحصاحيصا ورفاعة أصبح واقعاً معاشاً
أحلامنا وطموحاتنا تكبر لكن الواقع يحجمنا ويجعلنا نعيش في الأنفاق المظلمة
الحصاحيصا تتوسد النيل الأزرق وتضع أرجلها بالكنار
كانت تغسل وجهها من الأزرق وأرجلها من الكنار لكنها أصبحت تبحث عن قطرة ماء
تعاني العطش ... عطش الغلابة الما عندهم (صهريج) في السطوح ولا في الطابق الثاني
الحصاحيصا ليتها ارتوت من الأزرق ومن الكنار ... وركب أهلها البنطون بدل الكبري وتمرمغوا بترابه
إنها صرخة الغلابة في وادي الصمت يستغيثون
فهل من مجيب !!!!
لنترك القيروان وتونس الخضراء والاحتفالات والعاقبة في المسرات
وليتم البحث عن مشاكل الغلابة والمساكين ولنروي ظمأهم
نام الفاروق تحت ظل الشجرة ملأ جفنيه