نحن و البشير و الطريقة العربية

ان نظرة عميقة متعمقة فى خضم الحدث الذى يتصدر العناوين الرئيسية فى المنطقة العربية فيما سمى بالربيع العربى يقودنا الى التساؤل اما اذا كانت المجتمعات العربية تعيش ازمة حادة فى الثقافة و العقيدة.. فكل هذا العنف الدموى و الفوضى و كأن احد ما بقصد او بدونه قد فتح صندوق البندوره فخرجت كل العفاريت لتعيث رعبا و جنونا و تتدحرج كرة الثلج نحو هاوية اللامعلوم..
فهل نحن بحوجة الى الاحتذاء بتلك الطريقة للتخلص من نظام تمطى علينا ليلا طويلا و ناء علينا بكلاكله.. ان البشير قبل ان يكون قائدا لهذه الطاحونة الشريرة هو فرد من افراد مجتمعنا و الشرذمة التى تعاونه فى استمرار طاحونته الدموية هم ايضا افراد من مجتمعنا.. و قبل ان نخرج على البشير علينا عد العدة لما بعده و العدة تبدأ ببناء الفرد فالفرد اساس الاسرة و الاسرة دعامة المجتمع و ما استقام المجتمع استقامت مؤسسات الدولة و ما استقام مجتمع الا بثقافة التأخى و نبذ الفرقة و تبنى لغة الحوار.. و مازلت اذكر ذلك المشهد الحزين من التصارعات الحزبية الغير ناضجة و التى استولت على المشهد السياسى بعد سقوط النميرى ان التعددية هى نفسها اثراء للتجربة القومية و غذاء لروحها و الممارسات الخاطئة تؤدى الى عنوان واحد هو الهلاك بعينه..
نحن لسنا بحوجة الى سلوك طريق كرة الثلج بالمنطقة العربية فاستخدام العنف لا يؤدى الا الى مزيدا من العنف و الكراهية.. و مانحن بحوجة اليه هو استخدام صيتنا الذى تفردنا به و هو انا مجتمع مسالم.. و علينا استخدام ذلك الرصيد للخروج بتجربة جديدة لشعوب المنطقة صحيح ان الطغاة لا يستجيبون الا للغة وضع رقابهم تحت رحمة انصال السيوف الا انا سنشحذ همم ارادتنا انصال سيوف لوسائل سلمية متمدنه لا لخلع الطاغية و انما لتجاوزه بحيث يصبح خارج نطاق صلاحية الزمان و المكان اى اننا بكل بساطة الغيناك يا البشير من الوجود بالتغير البنيوى التى تشربه مجتمعنا فاما ان تكون البشير الذى نريده و اما ان لا تكون.. اننا يمكنا البدأ بحملتنا المدنية ضد نظام البشير بطوفان الشعارات و تحويل كل شئ ثابت او متحرك فى كل ارجاء الوطن الى جزء من شعاراتنا السيارات الجدران الاشجار الدراجات الهوائية و النارية الملابس التى نرتديها شنط طلاب المدارس و السفرية كل شئ و يتحول الوطن كله الى ملصقات لشعارتنا متجددة و ذاخرة بالابداع
و فى الختام كما قلت من قبل.. قبل الخروج على البشير علينا العودة لانفسنا لبنائها و معها بناء ثقافة الوطن وتبنى لغة الحوار و التعاطى مع النقد البناء للنهوض بوطن وحدوى هو التطلعنا...