الاستاذ محمد إبراهيم نقد : أحفظ جزءين من القرآن ويطربني حسن عطية.. كثيراً ما أدخل المطبخ وكنت أعمل أكلي بمفردي، لم ألعب كرة قدم، ولكن كنت رجل خط.
حوار/ صلاح حبيب
يمتاز بالدعابة والفكاهة. بسيط في كل شئ وإذا جلست إلى جواره تحس بالدفء والحنين وهو من جيل العمالقة وركن من أركان هذا الوطن وإذا ذكر الكبار كان واحداً منهم.
إلتقيناه في جانب آخر من حياته، مولده ونشأته ودراساته، كيف التحق بالحزب الشيوعي ومن الذي جنده، أيام الفرح التي عاشها، وأيام الحزن، مدن عالقة بذاكرته داخليا وخارجيا،
مقتنيات يحرص على شرائها عند دخول السوق، أكلات يجيد طهيها. سألناه في بداية حوارنا وقلنا له:
- من أنت؟
محمد ابراهيم نقد. نحن دناقلة، نزح أهلي من الولاية الشمالية وإستقروا بمنطقة القطينة بالنيل الأبيض وإرتبطت أسرتي بالثورة المهدية بمعنى أهلي أنصار.. سكان القطينة دناقلة وجعليين
يمتهنون التجارة والزراعة والرعي، ومدينة القطينة تعد من أوائل المناطق التي دخلها التعليم لذلك تجد معظم أبنائها من الموظفين، وكان لهم دور كبير في الحركة الوطنية وشاركوا في معركة
الاستقلال وكان لهم دور واضح في حركة 1924 من بين الأسماء اللامعة الدرديري أحمد اسماعيل والطيب محمد خير.
٭ كيف بدأت تعليمك؟
درست أولاً الخلوة بالقطينة وحلفا.
٭ هل حفظت القرآن؟
حفظت حتى جزء تبارك، وأنا قارئ جيد للقرآن ولو استمعت إلى قراءتي بتلاوة عوض عمر فإن لم تكن مسلماً لدخلت الاسلام.
٭ وأين درست بقية مراحلك؟
درست الأولية بالقطينة وأكملتها بحلفا، ومن ثم إلتحقت بالمرحلة الوسطى بحلفا، ومنها إنتقلت إلى المرحلة الثانوية بحنتوب ثم كلية الخرطوم الجامعية كلية الآداب أكملت فيها السنة الثانية.
اعتقلت وأودعت السجن كأول طالب يسجن، وأنا داخل السجن تسلمت خطاب فصلي من الكلية وأنا بالسنة الثانية.
٭ وأين إتجهت؟
ذهبت إلى القاهرة ومنها سافرت إلى براغ وتجولت في عدد من الدول الإشتراكية بودا بست.. المجر.. وارسو وأخيرا التحقت بإحدى الجامعات ببلغاريا، درست الفلسفة وتخرجت في عام 1958
عدت إلى السودان ولم أكمل شهراً فقام إنقلاب عبود وجددت الاعتقالات.
٭ ألم تفكر في العمل؟
لم أعمل، كنت متفرغاً للتنظيم.
٭ متى التحقت بالحزب الشيوعي؟
إلتحقت بالحزب الشيوعي 1949م.
٭ من جندك؟
الحاج سليمان وبعض الطلبة بمصر.
٭ ما هو سبب التحاقك بالحزب الشيوعي؟
التحاقي بالحزب الشيوعي لم يكن موضة، ولكن الحزب الشيوعي وقتها كان طارحاً لبرنامج طموح للتغيير الإجتماعي والتضامن مع الشعوب وحل مشكلة الأقليات والقوميات والاستقلال.
فالبرنامج لم تطرحه الأحزاب السياسية التقليدية لذلك جاء إنتمائي بناء على هذا البرنامج.
٭ مَن تذكر من الشخصيات التي كانت معك وقتها؟
أذكر اسماعيل حسن أبو وصلاح أحمد ابراهيم ومحمد عبد الرحمن شيبون.
٭ ما هي المهام التي أوكلت لك؟
كنت مسؤول العمل التنظيمي لفترة ثم العمل السياسي.
٭ وكيف أصبحت سكرتيراً للحزب الشيوعي؟
وقتها كنت باللجنة المركزية للحزب والمكتب السياسي، فبعد الاعدامات التي حدثت لعبد الخالق محجوب والشفيع إجتمعت اللجنة المركزية وقررت أن أكون سكرتيراً للحزب الشيوعي.
٭ إذا أعدناك للوراء هل كان بإمكانك أن تدرس الطب والهندسة؟
الطب والهندسة لا ولكن الآداب والتاريخ والجغرافيا ممكن.
٭ كيف كانت قراءتك؟
إستفدت كثيراً من المكتبات والمجلات المصرية والبريطانية والامريكية، فقد ساعدت في توسيع مداركي بجانب الإستماع إلى الاذاعة.
٭ سمعنا أنك عشت تحت الأرض فترة من الزمن.. ما معنى تحت الأرض؟ تحت الارض لست عائشاً في خندق، ولكن تحت الارض بعيداً عن الانظار فاختفيت فترة عبود ونميري..
وتحت الارض هذه لا تمنع من أن أمارس حياتي، فمثلا أنا اسكن في منزل به عدد من الغرف، فواحدة منها أمارس حياتي فيها كما كنت أخرج بالليل وأشارك في الاجتماعات
وأجري المقابلات وأسافر إلى بعض مدن السودان، فالوصف الرمزي للكلمة مسيطر أكثر من الواقع.
٭ ألم تكتشف طوال تلك الفترة؟
أبداً إلا مؤخراً وهذه لها ملابساتها.
٭ هل كنت تتنكر عند خروجك؟
أبداً، كنت أحياناً ارتدي الجلابية وأحيانا البنطلون والقميص.
٭ وكيف خرجت أيام الحكم المايوي وشاركت في اليوبيل الفضي لحنتوب؟
وقتها حدد الإحتفال باليوبيل الفضي لمدرسة حنتوب وقيل للرئيس نميري أنني ضمن داخلية أبو عنجة ولابد من مشاركتي وفعلاً وجدت ضماناً من أبو القاسم محمد ابراهيم
ووقتها كان يشغل منصب وزير الداخلية، ولكن يوم الاحتفال حاول شرطي اعتقالي، إلا أن أحد الضباط أكد له أن عفواً قد شملني بالمشاركة في الإحتفال دون التعرض لاعتقالي.
٭ هل لعبت كرة قدم ضمن المجموعة؟
لم ألعب كرة قدم، ولكن كنت رجل خط.
٭ من الذي أقنع نميري بمشاركتك؟
عدد من أعضاء اللجنة المنظمة للاحتفال وكان من بينهم الانصاري.
٭ على ذكر كرة القدم.. هل مارستها؟
وأنا طالب في حنتوب كنا نمارس الرياضة اجبارياً ولو لم تعرف. والناس مفتونة بهلال مريخ..
٭ إلى أي الفريقين تميل؟
لم أشجع لا الهلال ولا المريخ وربما لأنني لم أكن من سكان ام درمان، ولكن كنت أشجع الاتحاد مدني.
٭ وفي مجال الفن لمن تستمع؟
حسن عطية بالعود وحقيبة الفن.
٭ أجمل الصباحات التي عشتها؟
عدد من الصباحات الجميلة عشتها في القطينة أيام الخريف وفي اوربا عندما ترى الأرض يكسوها الجليد.
٭ أجمل المدن داخليا وخارجيا؟
داخليا القطينة وحلفا وخارجياً باريس.
٭ برامج تحرص على متابعتها عبر الاذاعة والتلفزيون؟
برامج المساجلات والمسرحيات القديمة.
٭ أيام فرح عشتها؟
يوم الزواج ومهرجانات الشباب في العالم، فمعظم مهرجانات الشباب عشتها في وارسو وبخارست وروما وفي غرب اوربا.
٭ أيام الحزن؟
حزنت لاستشهاد عبد الخالق محجوب والشفيع وهاشم العطا، فلم نبكِ عليهم إلا بعد سنتين نظراً لإنشغالنا بإجراء الترتيبات الخاصة بالحزب.
٭ هل تدخل المطبخ.. وما هي الأكلات التي تجيد طهيها؟
كثيراً ما أدخل المطبخ وكنت أعمل أكلي بمفردي، فالمفروكة من الأكلات المحببة بالنسبة لي وكذلك الشية عندما يكون اللحم ضان والسلطة «كويسة».
٭ مقتنيات تحرص على شرائها عند دخول السوق؟
في وقت سابق كانت الكتب وصور الممثلين والممثلات. وأحرص الآن على شراء لعب الأطفال لأبناء اخواني واخواتي.
الوان