في كل حين نفلح في تجديد طاقتنا النفسية ، عبر التصالح مع الذات ، والذي يمر بمحطات العمر الماضية .. تظل أغلى لحظات الانسان هي اللحظات التي خفق فيها قلبه للحياة بصدق ، وعاش عمره بفيض المحبة الخالصة للناس جميعا.
من محطة الحاضر، أرنو صوب ذكريات الأمس ..الأمس الذي يظل قريبا دائما بكل تفاصيله. يصعب على الانسان تناسي ملامح الماضي فهي ذخيرة العمر كله .
أتجه بخواطري نحوحي المايقوما ..لأطل على بعض ملامح ذكريات دراستنا للمرحلة الثانوية في أيام عبرت سريعا لكن ذكراها هي زاد غال في العمر .. وهنا أتوجه بالتواضع كله بأغلى التحايا لأسرة هذه المدرسة العريقة مديرا وأساتذة ومعلمين ولكل الأجيال التي شكلت تاريخ المدرسة وسط منظومة مدارسنا العريقة الأثيرة .التحية لأسرة مردسة الحصاحيصا الحكومية.
تفاصيل الذكريات كثيرة عن مدرستنا العريقة .. أذكر مثلا تلك اللحظات التي قدم لنا فيها أستاذ الأجيال الراحل محمد حجاز مدثر محاضرة ، ونحن حينها في السنة الثالثة نحلم بالجامعة ، محاضرة عن معلقة عنترة بن شداد العبسي .
كان وقتها قد زار المدرسة للقاء ابن عمه، المدير حينذاك الأستاذ محمد المهدي مدثر الحجاز .
أذكر أيضا حصص الفرنسي مع استاذنا عبد الرافع حمد ، الذي لقبه بعض الزملاء ب " أستاذ بونجور" . أتذكر انه أقام لنا أمسية ثقافية مهمة في فناء المدرسة ذات مساء ، عرض فيها فيلما بالفرنسية عن باريس .. مدينة النور كما يسميها الغربيون .
أتذكر ايضا استاذ عوض علي سعيد . كانت حصته جذابة للغاية لأنه كان يحدثنا فيها عن بلاغة شعراء البطانة ويحكي لنا قصصا عديدة عن اهم الشعراء في البطانة وبالخصوص الحردلو والصادق ود آمنة.
ظللنا نقتسم لحظات الحياة الهانئة المليئة بالفأل الحسن مع الاخوة والاصدقاء والزملاء . كانت بحق لحظات منحتنا الكثير من الامل والتطلع الى الغد لتحقيق اهداف واهدفاف عديدة في مقبل مسيرة الأيام.
و..عبرت السنوات لنمضي صوب محطات الدراسة الجامعية.وحرصنا على التجمع مع بقية الزملاء والزميلات في روابط أبناء الحصاحيصا بالجامعات والمعاهد العليا . وتلك صفحات تضمنت الكثير من جهد العطاء المخلص لمدينتنا ولأهلنا الذين أهدونا ثمار المعرفة ودفعوا بنا بالثقة كلها لارتياد آفاق النجاح والتفوق في مجالات العلم ودروب الحياة الرحيبة.