رساله للسيد الرئس
--------------------------------------------------------------------------------
فخامه الرئس عمر احمد البشير
رئس جمهوريه السودان
السلام عليكم ورحمه الله تعالي وبركاته
ارسل اليكم هذه الرساله واتمني ان تصلكم وتنظروا اليها بعين البصر والبصيره
لانها رساله تحمل في طياتها الكثير من الاسئله
والامل ان ان اجد عليها كل الاجابات المريحه
والتي سوف تزيل عني وعن اهلي الكثير من الغبن والحزن
وبعد
انه في يوم الاربعاء الموافق 19 من شهر اكتوبر من عام 2011
وفي تمام الساعه الرابعه عصرا
وتحديدا في مدينه الرنك في ولا يه اعالي النيل
في دوله جنوب السودان
وبينما اخي عماد سعيد محمد بابكر اللباب ومعه 6 من ابناء جمهوريه السودان
يجلسون امام متجرهم
اتي عليهم واحد جندي من دوله جنوب السودان وعاصمتها جوبا وهذا الجندي بكامل لباسه العسكري ويحمل في كتفه سلاح
اتي علي هؤلاء الشباب وقال لهم بالحرف الواحد انتم شماليين ومن دوله اخري عاصمتها الخرطوم لماذا تجلسون هنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليس هنا بلدكم ولا وطنكم
وفتح عليهم النار في وضح النهار
وقد توفي في الحال
شقيقي عماد
ورجل اخر
وبعد ان نفذت طلقات الرصاص
ذهب الجندي وكأنه قد أدي الواجب
انتهي
والان
وبما انا شقيقي ومن معه هم من رعاياكم ومواطنين من جمهوريه السودان والتي عاصمتها الخرطوم
وبما انك الراعي والمسؤل عن سلامه مواطني الدوله
فماذا انت فاعل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اليس من حق الراعي ان يهتم بامر رعيته؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
واين نحن من المعتصم عندما استجارت به واحده من رعاياه في بلاد الروم
حسنا فعل عندما اتي لها بحقها
الان جنوب السودان دوله لها كامل الحقوق وعليها كل الواجبات بحكم قانون الامم المتحده
ليس امرا عسيرا علي عائله عماد وغيره ممن قتلوا في دوله الجنوب ان ياخذوا حقهم بايدييهم من الجنوبيين الذين يعيشون علي ارض وتراب جمهوريه السودان
خاصه وان عماد ومن معه لم يكونوا عسكرا وانما تجار يمارسون حقهم المكفول لهم بحكم القانون الدولي
وان عماد ومن هم علي شاكلته هم مواطنين سودانيين ومن دافعي الضرائب
ويساهمون مساهمه فاعله في التنميه وتوفير الغذاء لهم وللمواطنين في الدولتين
عفوا سياده الرئس لطول الرساله والاسهاب
ولكن مصابنا في عماد اكبر واكثر من كل الحروف
وليلنا ممتد حالك السواد
ودموعنا منهمره
والله لو رايت دموع النساء ونحيب الاطفال علي الراحل
لما اتاك النوم ولما غمد جفنك لحظه
وصدقني ان الدموع كانت كفيله وحدها بانجاح موسم الخريف والذي فشل في معظم مناطق الزراعه
سيدي الرئس
ومقبل الايام هو عيد الاضحي
فمن يعيد البسمه لبنات عماد وهم مقبلون علي العيد
من ياتيهم بخروف العيد
ومن ياتيهم بجديد الملابس
ومن يدخل عليهم البهجه والمسره الا عماد
انهم اغنياء ولله الحمد بما ترك لهم ابيهم واغنياء باهلهم ولكن من يعوضهم عن ابيهم
انهم الان قد اصبحوا ايتام
كل املهم ان تهتم الدوله بامر ابيهم
وعماد ليس اول الضحايا ولكن الامل ان يصبح اخر الضحايا
عفوا سيدي الرئس ان حزني اكبر من كلماتي
واكيد سوف يكون لي عوده مرات ومرات
واعلم ان مشاغلك كثيره
ولكن اعلم ايها الرئس ان حزننا انبل واعمق واعظم
ان من قتل عماد لا يدرك من هو عماد
ومن هم اهل عماد
نحن نتمني ان تمنحونا الاحساس بان دم عماد لم يروح هدرا
نحن نحتفظ بحق الرد والذي سوف ننفذه حال ان عجزت الدوله عن اخذ حقنا في القتيل
سيدي الرئس وقبل ان اختم رسالتي هذه
تذكر جيدا
كلكم راعي وكلكم مسؤل عن رعيته
تذكر دموع بناته ونحيب اهله
ودموع من كان الراحل يساعدهم دون شوفونيه
انه عماد سعيد محمد بابكر رجل البر والاحسان
وواصل الارحام
له ولكل من قتل في دوله الجنوب الرحمه والمغفره
اكتب اليك سياده الرئس
ويراودني كبير امل في ان تجد رسالتي طريقها اليك ربما ذات يوم
__________________
[b]