مصطفي سيد أحمد المقبول مختار عمر الأمين مغنى وملحن سوداني من منطقة ود سلفاب ريفي الحصاحيصا ولاية الجزيرة برز في نهاية السبعينات عبر مهرجان الثقافة رغم أن مهنته الأساسية هي التعليم فقد عمل بالتدريس بالمدارس الثانوية لفترة طويلة من حياته، عرف عنه لونية خاصة من الكلمات المعبرة ومساسه المباشر لقضايا البسطاء والمحرومين، في قالب لحنى مميز يجمع بين الأغنية الشبابية والوقار في نفس الوقت، لذا كان مفضلا من قبل النخبة والمثقفين وشباب الجامعات، وبسطاء الناس. ولهذه الميول وجد الأستاذ مصطفى سيد أحمد نفسه محاصرا من قبل الحكومة فبما انه كان يميل للبسطاء والمحرومين فقد كسب عداء السلطة. شانه في ذلك شأن العديد من الفنانين والمبدعين امثال: الأستاذ محمد وردى والراوي العالمي الطيب صالح وغيرهم.
قدم جده الأمين سلفاب من شمال السودان، منطقة الشايقية وأستقر جنوب غرب الحصاحيصا على بعد 7 كيلومتر منها في مكان قرية ود سلفاب الحالية. عمل سكان ود سلفاب بالزراعة المطرية لبعدهم عن النيل ولوفرة الأمطار وكان ذلك قبل مشروع الجزيرة، وبعد قيام المشروع توفر الري الصناعي والموروث من المعرفة بالزراعة القادمة معهم من شمال السودان لذلك كان والده فلاحاً بالفطرة، احتقنت دماؤه بعاطفة الأرض والزراعة فكان محصلة لها بمصطلحاتها النوبية القديمة فيعتقد في ارتباط الحياة في الأرض بالنجوم وحركاتها وبالرغم من أنه كان يتمرد كثيراً على التعاليم الرسمية والجدولة الزمنية التي كان مفتشو الغيط يطلبون تطبيقها، إلاّ أنه كان دائماً وقت الحصاد يكون من أوفر الناس إنتاجاً.. ولكن كان اعتقاده دائماً أن ذلك يتم في إطار قاموس الطبيعة.. وتكملة لهذا القاموس والتزاماً به كليةً كان ينفق فائض الإنتاج على المحتاجين حتى لا يتبقى منه ما يقابل إنتاج العام الجديد.. لم يتخرج في كلية غردون التذكارية بل كان أمياً ولكنه علمنا ما لا نجده في دور العلم. ويقول مصطفى : بل أحمل في داخلي منه الزاد الذي لا ينفذ في كل مراحل عمري.. ويقول : لدى سبع شقيقات وأخ شقيق واحد توفى في عام 1970 م، وكان عمره سبعة وعشرين عاماً وكان يكتب الشعر ويغنى وتنبأ منذ وقت مبكر بأني سأكتب الشعر أيضاً وأغنى أفضل مما كان يغنى.. وكان صوته جميلاً.. وفى حوالي عام 1965 وفى مناسبة زواج أحد أبناء القرية من فتاة في قرية " العيكورة " وفى الحفل الذي أقيم في هذا الزواج سمعت مغنياً من القرية شارك في الحفل يشدو بأغنية شعبية ميزت منها في ذلك الوقت " الفريق أصبح خلا.. جاني الخبر جاني البلا.." وملامح اللحن كانت مشحونة بالعاطفة.. وفى لحظة صفا ذكرت لشقيقي المقبول ملامح اللحن والمعاني التي تدور حولها القصيدة وأخبرته أن هناك إحساساً قوياً يهزني في هذا اللحن وهذه المعاني وقد وافق ذلك فيه ظرفاً نفسياً خاصاً فكتب نص أغنية " السمحة قالو مرحّلة ". أثبت هذه المعلومة إحقاقاً للحق وتوضيحاً للغموض الذي قد يحسه من لهم صلة بالأغنية القديمة عندما فاجأتهم الأغنية الجديدة.. كانت أول كتاباتي بعد أن توفى شقيقي " المقبول " وأول قصيدة مكتملة كانت في رثائه. درس الأولية والمتوسطة " المدارس الصناعية " وكان مبرزاً حيث جاء ثاني السودان على مستوى الشهادة الفنية... لم يواصل في المدارس الفنية حيث التحق بمدرسة " بورتسودان الثانوية " ومنها لمعهد إعداد المعلمين بأم درمان، حيث تخرج فيه وأصبح مدرساً بالمدارس الثانوية العامة. إلى جانب ما أشتهر عنه من ممارسته لهواية الغناء، أيام دراسته بمدينة بورتسودان، كان موهوباً في مجال الرسم وفنون التشكيل...عندما لم يسمح له أثناء عمله بالتدريس بالالتحاق بمعهد الموسيقى والمسرح قدم استقالته وعمل فترة مصمماً للأقمشة بمصنع النسيج ببحري. التحق بمعهد الموسيقى والمسرح وأكمل خمس سنوات بقسم الموسيقى " قسم الصوت " إلاّ أنه لم ينتظر حتى ينال شهادته الأكاديمية. متزوج وله طفلان " سامر وسيد أحمد " له من الأخوات سبع وشقيق توفى عام 1970 م " المقبول " وهو شاعر غنى له مصطفى.
من اشهر أغانيه
مع الطيور ؛ الحزن النبيل ؛ صابرين ؛ على بابك ؛ نورا ؛ سر مكتوم ؛ وضاحة ؛ عباد الشمس ؛ عم عبد الرحيم ؛ مزيكة الحواري ؛ قمر الزمان ؛ غدار دموعك ؛ السيل ؛ مشاوير التعب ؛ حسنك بديع ؛ سعد المواسم ؛ إشرقة البنفسج ؛ حتى العقول صابا الجفاف ؛ طوريتك ؛ وهج الشعاع ؛ رعشة الشوق ؛ سفر السكوت ؛ من بعيد لبعيد ؛ أملنا الباقي ؛ عشـــــق ؛ قوس قزح ؛ مالك يا زمان ؛ يرهقني المشوار؛ يا مسافات الأمل ؛ ياني أكثر زول بريدك ؛ كاس في صحة الوطن ؛ أفتش ليك ؛ الممشى العريض ؛
عانى من المرض كثيراً فقد لازمه الفشل الكلوي مدة طويلة " 15 عاماً" أجرى خلالها عملية زراعة كلى بروسيا أواخر الثمانينات إلاّ أنه تعرض لانتكاسة جديدة بداية عام 1993 بالقاهرة وانتقل منها للعلاج بالدوحة حيث ظل هناك يباشر عملية الغسيل الكلوي ثلاث مرات في الاسبوع إلى أن توفاه الله مساء الأربعاء 17 يناير 1996م.. وكان استقبال جثمانه في مطار الخرطوم حدثا مؤثرا، رغم منع السلطات الأمنية للجماهير من الحضور والتعتيم الإعلامي على خبر وفاته فقد ضج الناس بالبكاء في ساحات المطار والشوارع
له المغفرة والرحمة بقدر ما قدم من إبداع للشعب السوداني