لا يشك احدٌ قط في أن السودانيين ومهما تباينت مواقفهم من مآل الاستفتاء القادم ، وبمنْ فيهم حتى غلاة الإنفصال، ينظرون مليئاً حين تغشى عقولهم لحظات من الصفا، يتأملون فيها فيما يكون عليه الحال لو افضى الامر الى ما كانوا يتوقعون. بمعنى انهم يقفون عند حقيقة السؤال بأنه لو تحققت الوحدة، هل يعني ذلك إنهزام أوإنتفاء الاسباب التي قامت عليها دعوة الانفصال؟، ام لو انَّ خيار الانفصال ساد، هل يعني ذلك وهن الاساس الذي إرتكزت وترتكز عليه الدعوة لوحدة البلاد؟!. أبَانَ الظرف الذي تمر به البلاد، الآن، صدق الكثيرين وإخلاصهم لما يدعون اليه. وهنا نعني كلا الطرفين إذ لا نستبعد او نجرد اي منهما من فضيلة الصدق او من شيمة الاخلاص، كما أنه وبالقدر نفسه لا نخلِ طرف اي منهما، إن كانوا دعاة الوحدة أو دعاة الانفصال، من وجود المزايدين او الحائدين عن جادة الموضوعية. والساحة، معلومٌ، أنها تكتظ بالجميع!. ولكن ما يخيف في ذلك الإكتظاظ ، وخاصة في وسط دعاة الوحدة، هو سيادة الاتجاه لمخاطبة العاطفة بدلاً من العقل، وهو مما يعطي الإنطباع بل ويقود إلى الإعتقاد بأن تلك الحالة الخطرة والمستعصية والمتعلقة بمستقبل الوطن، في مجملها، لم يتم إكتشافها إلا مؤخراً، وذلك امرٌ في حد ذاته معيب إذ يعزز، وبالقطع، من حجة الانفصال وليس العكس، لو يعلم الذين يعلُّون من خطاب العاطفة على حساب العقل. إن اللجوء الى التخويف والابتذال بدلاً من إعطاء الامل وإعادة الثقة إلى نفوس السودانيين وتعزيزها، هو اقوى ما يغذي خطاب العاطفة. إن الحديث عن الدولة الوليدة نتاج إنفصال الجنوب في حال حدوثه، بأنها ستعاني من الصراعات الداخلية بين مختلف المجموعات العرقية وبأنها سوف لن تنعم بالاستقرار، هو نوعٌ من الحديث الذي، ولو ان فيه قدر من الصحة، لا يقف دليلاً او حجة تصب في خانة الوحدة. بل يبقى حديثاً مبتذلاً وليس بذي معنى ما لم يصحبه الاقرار بحقيقة أن السودان الموَّحد نفسه لم يشفع له توحده، الذي شهده وعاشه منذ ان اصبحت له دولة وطنية، من الوقوع في مصيدة الصراع الإثني، او بلغة اكثر تدقيق لم ينجه توحده من مصيدة الصراع بين المركز والهامش والذي كان ان ادى الى الحالة الراهنة. وهي حالةٌ اصبح فيها تحقيق الوحدة يستوجب، اكثر مما قبل، جهداً مضنياً وعملاً شاقاً لاجل تجنب التفكك والانفصال. وفوق كل ذلك، هو نوعٌ من الحديث او التخويف الذي يضمر او ينطوي على نزعة من استعلاءٍ غير مقبول، يمثل في جوهره امتداداً للاستعلاء الذي اسهم حقاً فيما وصل اليه الوطن الآن. قد لا يعلم الذين يرددون ذلك، إن كان بوعي او بدونه، بان حديثهم ذاك لا يستبطن سوى مقولاتٍ تاريخية واهية لم تجد نفعاً من قبل في إبقاء هيمنة قوى كبرى على مناطق وبقاع كثيرة في العالم، إن جازت المقارنة. مقولاتٍ قالت بها بريطانيا يوماً في حق مجمل السودانيين، وتوسلتها الولايات المتحدة وما زالت تتوسلها اليوم، كذلك، في تبرير نزعاتها، ولكن دون جدوى !!!. قطاعٌ واسع من الناس يقف إلى جانب الوحدة ولكن ليست الوحدة التي يسعى دعاتها ويكتفون بتفنيد دعاوى الانفصال وحسب، وإنما الوحدة التي تستهدف إزالة المقومات المادية للغبن، وهو غبن تاريخي لا جدال. والمقومات المادية للغبن في إختصارٍ مفيد هي الإستئثار الدائم بالسلطة وبالثروة من قبل الفئات التي تحكم من المركز ولواحقها. وهنا، لابد من الإقرار بان الممارسة الفعلية وعبر تاريخ طويل تؤكد اننا لسنا بمواطنيين متساوين في هذا الوطن، إذ اننا لم نقتسم يوماً لا السلطة فيه ولا الثروة !!. فالمطلوب إذن هو ليس إعلان النوايا الطيبة وإبداء العطف وإنما المطلوب هو العمل على وضع وتحقيق الضمانات الكفيلة للمساواة في المواطنة، والتي على رأسها يجيئ الدستور الديمقراطي الذي يبيح ويحمي، في آنٍ معاً، الحق في السلطة وفي الثروة، وكذلك الحق في الاعتقاد والانتماء، إن كان دينياً او فكرياً اوسياسياً او ثقافياً. والمقصود من كل ذلك، بالطبع، في نهاية الامرهو ضمان التطور الحر للفرد، المعتوق من وطأة الحاجة وذل التمييز ومهانة القمع. تمَّ تلخيص جزءٍ كبير من ذلك في طيات إتفاقية السلام الشامل ، إن كان من جانب الاتفاق على تحديد اسباب الغبن، أو من جانب التأكيد على ضرورة تصفيتها، ووضع الوسائل اللازمة لانجازها. وكان ذلك هو المدخل الذي ارادت الاتفاقية تهيئته لاجل أن يتم الانحياز بطواعية وبوعي وبدون قسر لخيار الوحدة. فإكمال عملية الانحياز الطوعي للوحدة عبر الاستفتاء وحسب ما هو موصوف لن يتم إلا من خلال وسائل تسعى لمخاطبة العقل، والتي ليس من بينها بأي حال من الاحوال التفكير الساذج بتسيير قطارٍ للوحدة، ولا من بينها كذلك التفكير وراء الدفع بأولئك الإعلاميين الذين يثيرون الرثاء وهم يرددون مفردات لا يعلم احد من اين اتوا بها!!!. لغةٌ، لا ناقة لاهل السودان وهمومهم فيها ولا جمل!!!. ومخاطبة العقل تتضمن الابتعاد عن التفكير بعقلية الاشراك أوالتوريط. فالإقرار بتحمل المسئولية سوى أن حدث الانفصال ام لم هو اقصر الطرق واجداها لاجل مد جسر الثقة المفقود بين الناس والنظام الحاكم.لا مفر للمؤتمر الوطني بل وللحركة الاسلامية من الاعتراف وتحمل المسئولية التاريخية في شأن سؤال الانفصال. إن موقف الاحزاب السياسية واضح من الحوار الذي إنشقت ابوابه عنوةً، ولكن الاحزاب ليست هي كل شعب السودان. هناك قطاعات هامة لعبت دوراً معروفاً في صياغة تاريخ هذا البلد، وكانت لها مواقفها المشهودة عند أحرج منعطفاته. وبذلك نعني النقابات والاتحادات المهنية، والتي لم تنج هي الاخرى من مغبة الهيجان الاعمى الذي طال الجميع منذ العام 1989م، والذي لم يوفر احداً قط. ما من شك انه لم تعد النقابات كما كانت بعد ان تمَّ تجينها وإفراغها، إن كان ذلك بحد القانون او بتزييف الارادة. إنها لم تعد تمثل قواعدها بعد أن اصبحت تحتل مكاناً ثابتاً وسط الادوات التي تزين وجه النظام. لقد خسر السودان في هذا الظرف المدلهم احد اهم مؤسساته المنوط بها نشر الوعي الحقيقي وغير الزائف لاجل التمسك بخيار الوحدة . لقد إفتقد السودان وبحق حركته النقابية المستقلة، وهو في امس الحاجة إليها. ختام/ كتب عمنا المناضل الاشم عبدالله محمد الامين برقاوي في كتابه "مشاوير خضراء"، الذي لخص فيه تجربته الثرة وأرّخ به لحركة المزارعين خاصة في مشروع الجزيرة والمناقل، قائلاً: "لم تكن حركة المزارعين معزولة عن الحركة الوطنية، بل خاضت معارك الدفاع عن الحريات وطالبت بإلغاء المادة (105) من قانون عقوبات السودان والتي تمنع التظاهر والتجمهر. وتمَّ جمع التوقيعات من جماهير المزارعين فبلغت عشرين الف توقيع، أُرسلتْ للجنة الدفاع عن الحريات بالخرطوم فأصبح الاتحاد عضو فيها جنباً الى جنب مع اتحاد العمال والمعلمين والاحزاب السياسية المختلفة. وقف الاتحاد موقفاً مسانداً للجبهة الاستقلالية فيما يختص باستقلال السودان. وفي إحدى إجتماعات اللجنة التنفيذية للاتحاد تقدم شيخ الامين محمد الامين – رئيس الاتحاد وقتها باقتراح بتأييد الاستقلال التام للسودان مما اثار جدل عنيف بين اعضاء اللجنة التنفيذية استمر لست ساعات ما بين مؤيد ومعارض. وإختلفت الآراء حول مهام ودور الاتحاد، حيث يرى المؤيدون ان يكون للاتحاد دور في المسائل القومية كالاستقلال والحريات العامة بينما يرى المعارضون بعدم إختصاص الاتحاد بالنظر في القضايا السياسية بإعتباره إتحاداً مطلبياً ينحصر دوره في (التقنت وابوعشرين) على حد تعبيرهم!!!. وجرى التصويت ليفوز إقتراح تأييد الاستقلال باغلبية كبيرة." هذا هو اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل، أحد الآباء الشرعيين للحركة النقابية السودانية، وذلك كان موقفه. فهل، يا ترى، يستطيع الاتحاد المسخ الحالي لمزارعي الجزيرة والمناقل، صنيعة المؤتمر الوطني، ان يجمع من المزارعين ولو عشرة اصوات لاجل الوحدة؟!، لا اعتقد انه بقادر. إن الاشياء لتعمل في إتساقٍ متصل. فالوضع الراهن المتعلق بالوحدة والانفصال ما هو إلا تلخيص وتعبير لما شهدته الجوانب الاخرى للحياة من أزمات ما زال معظمها سائد ومتمكن، يحتاج في تجاوزه لمخاطبة العقل اكثر منه للعاطفة. _____________________________________________ (*) جريدة الأيام 8 أغسطس 2010م.
الاستاذ صديق لك التحية وانت تلخص احد اكبر التحديات التى تواجه السودان ... ومما لاشك فيه وكما ذكرت ان الاتفاقية وضعت الكثير من الحلول لتلافى اسباب الاحتقان والغبن المتجذر تاريخيا .. الا ان التعاطى معها كان دون ادراك لمغبة عدم الاخذ بها كاملة ودون البحث عن جذور المشكل والعمل على ايجاد الحلول لها ، وفقط النية الطيبة لو توافرت لكفت السودان عناء هذه المشكلة ... نعم ان العاطفة وحدها قد لاتجدى نفعا ولكن كيف يكون تفاعل العقل وقد غييب لاكثر من عشرون عاما وحجم اكثر بعد 2005 ليعود اولئك الان يلهون بمشاعر الناس وعقولهم فى ليلة العيد كانهم اكتشفوا هذا الامر لاول مرة وهو الاهتمام بالمناطق المهمشة تنمويا ... لن نجنى على المؤتمر الوطنى وحده لان المشكلة قائمة منذ امد بعيد وتعاقب على المركز الكثيرون ولم يتغير شى فى بيانهم الحكومى والتنفيذى كانما يتفقون على المزيد من التهميش والمزيد من الغبن والاحتقان ... اذا دار السؤال عن ماهو الحل فيكون سؤالا جاء متاخرا جدا ... ولكن يقينى ان نتحرك ولو بالعاطفة حتى نضمن على الاقل نقطة ننطلق منها اذا حافظنا على الوحدة ومن ثم يكون العبء على كل الشعب السودانى وعلى مفكريه ومثقفيه وساسته المستنيرون لتجنيب البلاد من هكذا الغام لاتعرف كيف ومتى تنفجر .....
وحدة بدون مساواة بتبقى إستعمار .. المشروع الاسلاموعروبي ما بساوي بين المسلمين وغير المسلمين .. الجنوبيين عارفين الكلام دا وما حا يصوتوا للوحدة في ظل هكذا مشروع .. وعارفين بأن البتسوي التلفزيونات والوحدويين الجدد في الشمال دا بوهية .. الريش والقرون والسكسك والسعف والكشاكيش كشا كو كشا كو كشا كو .. دا ما عندو معنى ولا بوقف قطار الانفصال القام من دغش الرحمن .. بعدين يتوحدوا مع منو مع الشمال ؟؟ طيب منطقة النيل الازرق جهة بحري إشترتا شركة وسمتا مشيرب .. والبشارة قالوا أكبر مشروع عقاري والصفقة بالمليارات .. دايرين يسكنوا فيها منو ناس امبدات والجريفات والحاج يوسف مع احترامنا وتقديرنا ؟؟ دريم لاند قربوا يفتتحوها منو الحا يسكنا ؟؟ نهر النيل زارعاهو شركات ذات رساميل عالية تزرع وطوالي بورسودان.. دا كان ما اسوان .. مشروع الجزيرة إتملى مصريين قاجين الخيام وقاعدين "حسبما سمعنا".. مصنع الصداقة شالوا مكنوا وخلوه صقيعة وقالو أدوه لأتراك عصي الدمع .. شيمتك البلعُ ولا لوازع أو ذمة نهي عليك ولا أمرُ .. وحدة وين تاني إذا كان منكوبي فيضاناتنا وأمطارنا ماعارفين يعملوا شنو .. وناسنا عملوا جسور جوية لإنقاذ إخوانا في "الله" في باكستان وتشاد .. و بركة النبي محمد الباكستانيات والتشاديات يغنن ليك يا على عثمان ..
العجبوني الليلة جو ترسوا البحر صددوا
عجبوني حكام السودان الملصوا البدل والقفطان وترسوا البحر في الباكستان
عجبوني حكام الرشاد عملوا الجسر في الميعاد وترسوا البحر في تشاد
عجبوني الليلة جوا سوا الجسر وبيهو جوا
عجبوني أولاد المتعافي طول الليل واقفين سيافي ترسو البحر بالقفافي وما شالونا صبحونا مافي
عجبوني الليلة جوا سوا الجسر وبيهو جوا ..
يجماعة تاني لو في شي يتعمل في الفضل دا .. الجنوب دا راح .. الناس عملوا العلم وعملوا النشيد الوطني بحلموا بي وطن زيهم وزي بقية خلق الله قولوا ليهم الله يوفقكم ويقدركم إذا كان دا آخر الحلول المتاحة لكم ..
وليعذرنا صاحب البوست على التخريمة
صديق عبدالهادى
موضوع: شكراً ليك يا راشد الثلاثاء 10 أغسطس 2010 - 17:52
الاخ راشد تحية و سلام
يا اخي شكراً على المرور والمداخلة معاً. تعرف والله الواحد مع الوحدة زي ناس كتار لكن لو صوت الاخوة الجنوبيين لصالحها دي بتكون حاجة كويسة جداً رغم اني شايف هذا الاحتمال ضعيف وضعيف جداً لانو الحاجات والاسباب التي خلقت ظروف المطالبة إن كان بتقرير المصير منذ تاريخ طويل او بالانفصال كما يخيم فوق راس الجميع الآن، هذه الظروف لم تتغير هذا إن لم تكن اصبحت اسوأ بعد الشئ الحاصل الآن في دارفور وكمان في الجزيرة مع انو مشروع الجزيرة دا في إعتقادي المتواضع سَيَهْدِم السودان كلو فوق رأس الجميع بالشايفنو ماشي الآن. على اية حال المؤتمر الوطني محتاج في اللحظة دي انو يعتذر بشجاعة عما فعلو في الجنوبيين وبقية المناطق المهمشة لانو نحنا السودانيين ديل ما عندنا علاقة بتجاوزات المؤتمر الوطني او بالشئ العملو في الناس عشان كدا نحنا ما حنتحمل المسئولية معاه، ومش كدا وبس كمان المؤتمر الوطني مطالب إنو يتنازل الآن عن سياساتو الخرقاء والاستبعادية المتمسك بيها لحدي يوم الليلة دي. يا اخي ديل معارضة في البرلمان ما عندهم طيب إذا كانوا هم وحزبهم اصلاً بهذا الحجم والسند الجماهيري طيب البجيبهم الآن يفتشوا في المشورة مع الاحزاب التانية شنو؟!!!.
الحل واضح وإتقال ليهم ، وفايت اضانهم لكنهم بيفتكروا ممكن هم يعملوا الدايرنو والناس تجي وتساعدهم وفي دا قاعدين يخوفوا الناس بخطر الانفصال...بس تصور!!!. فعشان كل الكلام دا بتفكر انو دي فرصة للسودانيين باحزابهم ومنظماتهم المدنية وغيرها إنهم يقيفوا في وجه المؤتمر والحركة الاسلامية ويحملوهم مشئوليتهم كاملة، وبعد داك لو دايرين الناس يقعدوا معاهم للحل ما يقعدوا معاهم بشروط المؤتمر الوطني وإنما بشروط السودانيين كلهم.
عزيزي راشد ليك التحية على المرور والمداخلة مرة تانية...ولى قدام.
مودتي،
صديق.
صديق عبدالهادى
موضوع: يا المحبوب...تخريمتك هي الموضوع زاتو الأربعاء 11 أغسطس 2010 - 14:15
الاخ الكريم المحبوب تحية وسلام ورمضان كريم
يا اخي والله ماعندي اي تعليق سوى إنو تخريمتك اللي اعتذرت عنها دي مفروض تكون هي الموضوع والبوست يكون هو التخريمة، لانك جيت للموضوع عديل وباقصر الطرق وبدون لف ودوران. الشكر ليك، مودتي،
يا استاذي الجليل لك العتبى ، ووالله العظيم أسفت جداً لطريقة الاقتحام وكان الواجب إنى " وعلى أقل تقدير " أحي المجهود الانت بتقوم بيه واسهامك المقدر في مجالات مهمومة عديدة ، وعزانا في إننا لسه جديدين في الأسافير "دي براها أظنها تشفع لينا " ، وإن شاء الله نراعي الأشياء ونعطيها حقها من التقدير ، وما نخرم إلا للضرورات القصوى ..تسلم استاذي الفاضل وكل عام والناس كلها بخير ورمضان كريم .
عثمان فارس
موضوع: وحدتنا...... الله واحد سودان واجد الخميس 12 أغسطس 2010 - 23:53
الأخ الرائع/صديق كل رمضان و وطنا بخير في ابريل الماضي عقب الأنتخابات (المضروبة) توصلنا مع أخوه مهمومين و(موحدين) ــ وطنياَ الي هذا الأعلان التأسيسي للمنظمة.... بعدها بأيام علا صوت الوحدة(تكتيكياَ) من قيل الموتمر اللاوطني.... صدق ياصديق ان معظم الأعضاء المتجمسين جداَ للوحدة فتر حماسهم بشكل فجائي..وكأن لسان حالهم يقول : ماتركت هواه لعيب يعتريه اذاسقط الذباب علي طعام رفعت بدي وقلبي يشتهيه تأبي الأسود ورود ماء اذا ما الكلاب لعقن فيه ....................
بسم الله /المجد لله
اعلان تأسيسي لمنظمة : وحـــــــدتنــــــا
( اللـــــه واحــد سودان واحــــد ) ديباجــــة: ما عاد خافياً او مستتراً علي احد تلك الحالة من الاحباط واليأس التي انتشرت بين أبناء الوطن الواحد ،ونحن علي مشارف الميقات الزمني للاستفتاء علي حق تقرير المصير في يايرن 2011 ،فهل نستكين لهذا الاحباط وتكون النتيجة للانفصال ام ننتفض ونطيع الصاح كما قال شاعر الشعب /محجوب شربف : نحن اذا اختلفنا سويبنطيع الصاح ولو بتنــا القــوي بنرتـــــاح الأهــل السودانيين الميامبن ألا بكفينا ما فقدناه من طاقات شبابية جبارة، وحكمة كهول وضاءة وبراءة اطفال تسهد القلوب ، كل هذا الفقد الجلل كان نتيجة الأختلاف بين أبناء الوطن الواحد الذي أدي للحرب التي اججتها دوائرـ محلية وعالميةـ معلومة للجميع .وكذلك الانفصال سوف يؤدي ـ حتماَ ـ لفتق الجرح الذي لم يندمل بعد، ويؤدي ايضاَ لفقدان الكثير . نعم نؤمن بتقرير المصير لأبناء الاقليم الجنوبي ولكل أبناء الوطن السوداني ،ولكن نسعي بكل أوتينا من معارف وما اكتسبناه من ارثنا السوداني الوحدوي من ممالك السودان القدبم :كــوش...نبتا...علوة ... المغرة... سوبــا ..والسلطنة الزرفاء اولي الممالك التي تأسست علي اتحاد طوعي (كنفدرالي) بين أبناء الوطن الواحد قبل خمسة قرون .نسعي لكي يكون القرار هو: (وطن واحد) ونعمل معاً علي تجاوز ترسبات الماضي التي اصبحت ،او بالكاد تسري في جيناتنا . نحن أبناء الشعب السوداني ،الجيل الخامس والسادس من (هجين ) سلالة الزبير ود رحمة ومن استرقهم الزبير ،عقدنا العزم ـ عزم رماة الحدق ـ ان نتجاوز تلك المرارات والترسبات لأننا لسنا فاعلبها انما ضحاباها . عدتنــا وعتادنــا لتجاوز المرارات وترسبات الماضي الئيم والسير خطوات للامام ، هو الــوعــي ومارسبته التجارب الأنسانية عبر تاريخها الممتد .ودليلنا ان هذا ممكناً ـ أخانا في التراث والسلالة ـ باراك حسين اوباما رئيس اكبر منظومة في العالم تحوي كل أجناس وأعراق وثقافات وديانات الدنيــا . أهلنا الأماجد واقعياً ليس هناك مقومات للانفصال فرباط الدم والمصالح لايمكن ان ينفك ولو حدث ذلك (قسرياً ) فهذا يعني ان لامصالح ، انما حرب يجني منها القتل والدمار والتشرد ، ويجني منها دعاتها (تجار الحرب والسلاح ) المال الوفير والفلل الفارهات خارج حدود الوطن النازف . أما في الاقليم الجنوبي فلاتوجد اي بنيات اساسية لدولة وزال الأقليم يعاني من الصراعات القبلية و مشاكل التماس والمشاكل الحدودية .عموماً بالنظر لوضعنا الأقتصادي والأجتماعي و الثقافي نجد كل مقومات الوحدة ولانجد أي مسوق للانفصال . الأقتصادي: نجد المياه العذبة (اطول انهار العالم يشق وطننا من اقصي جنوبه الي شماله ) الأراضي الخصبة ، الثروة الحيوانية وخيراً ( الحاضر/الغائب ) البترول. كلها موارد قومية/ وطنية نعتقد انها غير قابلة للتجزئة ، لأنها ملك حر لكل أبناء الشعب السوداني و(علي الشيوع ) الأجتماعي : نجد التداخل العرقي والأثني ـ رغم بطئه لظروف الحرب الأهلية الطويلة التي أدت الي تهتك النسيج الأجتماعي وفقدان الأعزاء ومارسبته في النفوس ،كل هذا يمكن تجاوزه بــــ (وحدتنـــا ) ،وليس بحرب جديدة . الثقافي : كثيرة و متعددة ومتنوعة هي الموروثات الثقافية المشتركة ولم تكتمل مقومات انصهارها بعد ، لظروف الحرب ـ سالفة الذكر ـ آنياً نتعامل معها كأناء ثقافي متعدد الاصناف كــ ( السلطة الخضراء ) وبــ ( وحدتــنا ) وجهدنا المتواصل سوف تكون كــ ( الحلٌة المسبكة ) . من كل ذلك نريد ان نصل جميعاً الي أن المصير هو الوحدة ولكي لاننجرف وراء اصحاب المصالح الذاتية الضيقة ومحدودي النظرة الأحادية و دوائر العولمة التي لاتهمها وحدة الأوطان ،نبعث فكــرة : وحـــــــدتنــــــا ( اللـــــه واحــد سودان واحــــد ) يسير البسطاء وراء الأعـــداء وهم اغـــرار لكنهم يسبرون وراءكم عندما يأتي الأبصار مـــدوا النبراس لاتتخلوا عن بسـطاء الناس الدعوة لــ (وحدتــنا ) موجهه لك أنت أنتِ انتم أنتن ابناء وبنات الشعب السوداني (بلافرز ) اوفارق جنس او لون اودين او إنتماء سياسي او ايدلوجي ، حتي لا يأتي القادمون من بعدنا ويقولوا لنا :تباً لكم علي ما فعلتم ، وفبلهم نكون فد قلنا سحقاً علي ما اجرمنا فيحقنا وفي حق القادمين من بعدنــا . شروط العضوبة : سوداني حر أصيل راوياه موية النيل . سودانية تهوي الوطن /إنساناَ..ارضاَ..بحراَ وجُــــو . ترحيـــب : نرحببالعمل والتعاون مع أي هبئة او رابطة اومنظمة تحمل ذات الفكــرة . الأهداف والوسائل : • نشر أفكار وثقافة الوحدة بين أبناء الوطن الواحد . • إعلاء قبم التسامح والسلام الأجتماعي والتعايش السلمي واحترام الأخر . • العمل علي ترسيخ ودفع روح الاخاء الإنساني ونبذ روح الفرقة والشتات ونبذ الحرب والعنف بين الأفراد والجماعات . وذلك من خلال الحراك الجماهيري العريض : ندوات ..سمنارات ..لقاءات ... مسارح شوارع ....الخ . زاد الطريق : نحن في الشدة بأس بتجلـــي وعلي الود نضم الشمل اهلا ليس في شرعتنا عبد ومولي سندك اليوم حقد الحاقــديــن وحدة تبقي علي مــر السنين
(لاتهمني القبيلة فأنا سوداني وكلنا سودانيين نعمل من أجل هدف واحد هو تحرير بلادنا من سيطرتكم .) : علي عبداللطيف في رده علي سؤال المحكمة بعد ثورة 1924 .
هاهو النبل الذي اضعنا وسقي الوادي بكاسات المني فسعدنا ونعمنا هاهنـــــا وجعلنا الحب عهداً بيننا منقو قل لاعـــــــــــاش من يفصلــــــــــــــــــــنا الرحل الأستاذ /عبداللطيف عبدالرحمن
أحرموني ولاتحرموني سنة الاسلام السلام المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام
النهر بيمر منذ الأقدمين لم يرجع ولن أسالو مرة يوم إستأذنت مين؟ بطرس بابو فاتح بين المسلمين وبينم خد وهات وتسمع قهقهات وبين الأمهات شفع روضة فوضي جملت الطربق الأستاذ محجوب شريف
إذا الأتنين بقو واحد فكيف واحد اكون اتنين من مسدار النيل للشاعر محمد طه القدال خـــــــــاتمة : نحن في سباق وتحدي مع الزمن فاما ان يكون هنا وطن فيحدود الحد الأدني لحلمنا اولايكون . ودمتم /دمتن للإستعلام:تـــ/0122238915 / www.ofaris
عثمان فارس
موضوع: حالة من الدوار الجمعة 13 أغسطس 2010 - 0:26
أنا شخصياَ أصبت بحالة من الدوار (الفكري/الوجداني)، من جهه لاأحتمل مجرد التفكير في (حالة) وطنَا ابقي اتنين او تلاتةأوعدة (سودانات) ــ لاحظ حتي التعابير تهرب بشكل تلقائي ــ ومن وجهه أخري (عقلانية/منطقية) أقول أحسن الأنفصال... فتحرير نصف الجسد خير من أن يظل كل الجسد تحت الأصفاد ولربما ساهم النصف (المحرر) في تحرير نصفه الأخر !!!! قبل أقل من عام سئلت في حوار عن:ــ ماذا يخيفك ؟؟ فأجبت : أخاف ان يأتي القادمون من بعدنا فيجدوا خارطة السودان التي تشبه الفروة التي أستشهد عليها أبانا عبدالله التعايشي قد تقلصت الي (مثلث حمدي) الشبيه بالرسم التوضيحي للجهاز التناسلي المؤنث......
عثمان فارس
موضوع: قضية الوحدة ..وجدانية وليس سياسية الجمعة 13 أغسطس 2010 - 0:55
بالنسبة لنا ــ نحن ــ الشيوعيين والديموقراطيين ـ مسألة الوحدة لاننظر لها من منطلق سياسي اومناوره بحساب الربح والخسارة بين طرفين .... عبرعن ذلك الأستاذ/نقد : انشالله مأعيش حتي لا أري الأنفصال.. قد يقول البعض ان هذا كلام عاطفي ... وهم محقون فحب الأوطان عاطفة قبل أن يكون سياسة... وأيضاً ..هناك من يعتقد ان هذا ليس هو وطَنًا البإسمو كتبنا ورطنا ويرددون مع حميد مقطع (مصابيح السنة التامنة وطشيش) : وطن بالفيه ماهولك ولا الزول البي خيرو بات زولك وكت تكدح تتم حولك تباصر الموية بالسرقة درادر وتلتلة وعلقة واصادر الوالي محصولك إلز ضل المقيل تعبك إنصل منجلك قصبك إهزلك راسو قندولك ................ او كما قال حميد
المحبوب أحمد الأمين
موضوع: رد: مقال الأحد...مخاطبة العقول أجدى وأنفع الجمعة 13 أغسطس 2010 - 14:25
لفائدة الحوار اسمحوا لي بإيراد حديث الاستاذ ابراهيم الكرسني منشور بسودانايل بعنوان مثلث الخروج من النفق المظلم
(( مثلث الخروج من النفق المظلم: أومثلث حمدي فى مواجهة الدولة الوليدة فى شمال البلاد لدي قناعتان لابد من التأكيد عليهما قبل إستكمال بقية هذا المقال، و هما: - أن الإستفتاء حول مصير الوطن سوف يتم فى موعده المحدد خلال شهر يناير القادم. - أن نتيجة الإستفتاء، و بغض النظر عن عدد المشاركين فيه، أو نسبة التصويت، سيكون لمصلحة دعاة الإنفصال، و قيام دولتين جديدتين، على أنقاض ما كان يعرف بأرض المليون ميل مربع. سيركز هذا المقال على مصير الجزء الشمالى المتبقي من البلاد بعد إجراء الإستفتاء، آخذين فى الإعتبار الإسترتيجية التى تبناها تنظيم الإخوان المسلمين، و بغض النظر عن مختلف مسمياته و أشكاله التنظيمية، عبر مختلف الحقب و الأزمان، لفصل جنوب السودان، وكذلك تلك التى تبنتها الحركة الشعبية لتحرير السودان لبلوغ نفس الهدف، وماذا سيكون موقف "قوى الإجماع الوطني" من كيف ستحكم الدولة الوليدة فى شمال البلاد؟
لقد كان الإعتقاد السائد لدى معظم القادة السياسيين، و الأكاديميين، و المفكرين، و كتاب الرأى، هو أن الجبهة الإسلامية تعد العدة، ومنذ فترة طويلة من الزمن، لفصل الجنوب لكيما تنفرد بحكم الشمال لإقامة "دولة الشريعة" المزعومة، لكن دون أن يتوفر لهم الدليل الدامغ من الوثائق الرسمية للجبهة، التى عرف عنها أسلوب السرية المطلقة فى تعاملها مع هذا النوع من الوثائق،لإثبات ذلك. ومما أثار الضباب الكثيف حول هذا الهدف كذلك هو الإزدواجية التى ميزت مواقف الجبهة الإسلامية تجاهه، حيث تعلن موقفا للإعلام و الإستهلاك المحلى، و تضمر آخرا، موثقا فى خزائنها السرية، لا يستطيع الوصول اليه إلا القلة من قياداتها المؤتمنة، وهو ما يمثل موقفها الحقيقي من الحدث.
وقد خرج لنا مؤخرا هذا البعض من تلك القيادات، التي كانت مؤتمنة فى سابق العهد و الزمان، ليخبرنا بما كنا نعتقد به، وهو أن الجبهة الإسلامية قد إعتمدت إستراتيجيتها لكيفية التعامل مع الشأن الجنوبي منذ أن دخلت الى الحكومة متحالفة مع النظام المايوي، سئ الذكر، فى العام 1977. و بالتأكيد فقد تضمنت تلك الإستراتيجية كيفية التعامل مع جنوب الوطن، فى حالة إنفصاله عن الشمال. وقد سعت الجبهة الإسلامية الى تنزيل إستراتيجيتها حول فصل الجنوب الى أرض الواقع بعد أن آلت لها السلطة السياسية كاملة الدسم فى الثلاثين من يونيو 1989.
إذا ما أخذنا الموقف من مشكلة الجنوب، كمثال لإزدواجية المواقف، فسيتبين لنا أن الجبهة الإسلامية كانت تقود حربها الدينية فى جنوب الوطن تحت شعار، "دحر جيوش التمرد"، و هو الهدف المعلن لتلك الحملة العسكرية الشرسة التى خاضتها منذ سرقتها للسلطة السياسية فى إنقلابها المشؤوم، إلا أنها فى واقع الحال كانت تهدف الى فصل الجنوب عن الشمال، كما دل على ذلك "منحها" حق تقرير المصير كمهر ،مدفوع مقدما، لضمان الوصول الى ذلك الهدف. و الآن ضمنت الجبهة أن هذا الهدف سيتحقق لها فى يناير من العام القادم.
أما بالنسبة لموقف الحركة الشعبية لتحرير السودان حيال فصل الجنوب فقد إتصف أيضا بالإزدواجية التى تمت تغطيتها بمختلف الأساليب السياسية والحيل الإعلامية فى ذات الوقت. لقد كان الموقف المعلن للحركة هو خلق "سودان جديد"، لكنه موحد ،على عهد قيادة الشهيد قرنق، فى الوقت الذى قبلت فيه مبدأ حق تقرير المصير لجنوب الوطن،وهو ما يعني إحتمال فصل جنوب الوطن عن شماله، مبررة ذلك لحلفائها، على عهد "المرحوم" التجمع الوطني الديمقراطي ، بأن ذلك لا يتعدى أن يكون مجرد "كرت" ضغط على الحكومة لجرها الى طاولة المفاوضات بغية التوصل الى حل سلمي، كبديل للبندقية، للإشكال القائم معها. وقد "بلع" قادة التجمع هذا "الطعم"، فى سذاجة سياسية لا يحسدون عليها.
لكن مرحلة ما بعد إتفاقية نيفاشا تميزت بتطابق موقف "الشريكين" حول الصراع القائم فى جنوب الوطن، و بالأخص بعد إستشهاد قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان، بعد ثلاثة أسابيع فقط من تسلمه مهامه كنائب أول لرئيس الجمهورية. هذا الموقف تمثل فى فصل الجنوب، و قيام دولة مستقلة على الأرض التى سيتفق على حدودها السياسية فيما بعد. وقد تم إخراج هذا التطابق فى المواقف تحت شعار براق ومضلل فى ذات الوقت، وهو الوحدة الجاذبة، حرصا على مضغه و تكراره، صباحا و مساءا، حتى يضمنا بذلك تخدير قوى المعارضة الأخري، بل إدخالها غرفة الإنعاش السياسي، إلى أن يتم لهما الوصول الى ذلك الهدف، دون أدنى "شوشرة" من أي طرف كان. وقد كان لهما ما أرادا. فقوى "الإجماع الوطني" تغط فى نوم عميق منذ ذلك الوقت، و الى أن تصحو، إن قدر لها ذلك، ستجد أن البعض منها فى دولة شمالية فقط، و البعض الآخر فى دولة جنوبية فقط، و أما البقية الباقية، فنصفها موجود فى دولة، و النصف الآخر فى دولة أخرى تماما!!
إذن ماذا سيكون موقف قوى الإجماع الوطني حينما تواجه دولة الجبهة الإسلامية المستقلة الوليدة فى شمال السودان ؟! لدي قناعة ثالثة لابد من إقرارها قبل الإجابة على هذا السؤال وهي: إن الإرهاب الفكرى و السياسي الذى مارسته عليها الجبهة الإسلامية الى درجة الإبتزاز قد ولد "خوفا" معنويا لدى قيادات الأحزاب، التى تصف نفسها بأنها الأكبر وزنا من بين كل القوى السياسية فى الشمال، منعها من مواجهة فرض دولة دينية من قبل الجبهة الإسلامية على الشعب السوداني. هذا هو السبب الحقيقي الذى قاد الى المأزق السياسي الراهن، بل قاد، فى حقيقة الأمر، الى تفتيت الوطن الى دولتين، على الأقل حتي الوقت الراهن. فإذا ما واصلت تلك القيادات نفس هذا النهج مع حكومة الجبهة، خلال الفترة التى ستلي إنفصال الجنوب،فإن ذلك سوف يقود حتما الى حرب أهلية طاحنة فى الدولة الوليدة، ربما أدت الى تفتيتها هى الأخري، الى عدة "كانتونات" صغيرة، لا يمكن التنبؤ بعددها فى الوقت الراهن.
إذن ما هو المخرج من هذا المأزق الذى ينتظر قادة قوى الإجماع الوطني؟ بمعنى آخر كيف سيتمكن قادة هذا الكيان من المحافظة على ما سيتبقى من السودان، الذى نعرفه الآن، بعد التاسع من يناير 2011، كوحدة سياسية واحدة، و المحفاظ عليه، و إبعاده من براثن الجبهة الإسلامية، التى ستحيله الى كارثة سياسية و إنسانية، إن هي تمكنت من غرس أظافرها السامة فى جسمه الوليد. المخرج يتمثل، فى تقديري، فى التالي: قيام الدولة الجديدة على أركان مثلث تتمثل أضلاعه فى عدم قيام دولة دينية فى البلاد – دستور ديمقراطي يضمن سيادة حكم القانون و إحترام حقوق الإنسان – تحقيق العدالة و المساواة الإجتماعية و الإقتصادية. و سنتناول كل ضلع من هذه الأضلع الثلاثة بإيجاز شديد فى الجزء المتبقى من هذا المقال.
- يتمثل الضلع الأول لمثلث الخروج من النفق المظلم التى ستواجه الدولة الجديدة فى شمال السودان فى عدم قيام دولة دينية فى أراضى الدولة الوليدة من أي جهة أتي، و مهما كانت الحجج و المبررات، و تحت كل الظروف، و مقاومتها بكل قوة و شراسة، و مهما كلف ذلك، و لتكن لنا فى الشهيد محمود محمد طه فى مقومته لقيام الدولة الدينية، و إستشهاده دو قيامها أسوة حسنة، وكفانا إبتزازا من قبل "تجار" الدين، و إدعائهم بإقامة "دولة الشريعة"، فإذا بهم يقيمون دولة " الفساد و الإستبداد"، التى لم يشهد السودان لها مثيلا، و التى أحالت نهار شعبه ليلا، و أذاقته الأمرين، وهم فى نعيم الدنيا يرفلون، متناسين كل تلك الشعارات الزائفة، وضاربين بها عرض الحائط، طالما أنهم تمكنوا من خلالها من تنفيذ أكبر جناية سرقة سياسية و إقتصادية و مالية فى تاريخ السودان المعاصر. و السعي، دون كلل أو ملل، لإقامة الدولة المدنية الديمقراطية التي تحمى الأديان نفسها من تجار الدين فى المقام الأول، ومن أي إحتمال لإستغلالها مستقبلا ل"إرهاب الشعب" أو "إذلال المفكرين" أو "التنكيل بالمعارضين السياسيين"، فى المقام الثاني. إن هذا الأمر لن يتأتى إلا من خلال إعلان موقف واضح وصريح من قبل هؤلاء القادة ضد قيام أي دولة دينية فى الدولة الوليدة، كما قالها السيد مبارك المهدي إبان حملته الإنتخابية الأخيرة، و فى شجاعة يتوجب على الآخرين الإقتداء بها.
- الضلع الثاني من المثلث يتمثل فى صياغة و تطبيق دستور ديمقراطي يضمن سيادة حكم القانون و إحترام حقوق الإنسان، التى نصت عليها جميع الأديان السماوية، و المواثيق العالمية لحقوق الإنسان، و كذلك يضمن تحقيق المساواة بين جميع أبناء و بنات الدولة الوليدة دون إعتبار للدين أوالعرق أو الجنس.
- أما الضلع الثالث لمثلث الخروج من النفق المظلم فهو العمل الجاد، و السعي الحثيث، لصياغة خطط و برامج تضمن تحقيق العدالة الإجتماعية و الإقتصادية بين جميع طبقات و شرائح و فئات الدولة الوليدة، و تحقيق التنمية المتوازنة بين جميع أقاليمها، حتى نضمن بذلك تحقيق الإستقرار السياسي الذى سيوفر المناخ الملازم لديمومة تلك التنمية، آملين من وراء ذلك تحقيق دولة الرفاهية القائمة على توفير الخدمات الأساسية، و بالمجان، لجميع أفراد الشعب كالتعليم الأساسي، و المسكن الصحي، و الخدمات الصحية الضرورية.
إننا نعتقد بأن الإلتزام بأضلاع هذا المثلث من قبل أحزابنا السياسية، و تنزيلها على أرض الواقع، سوف يضمن عدم إنتاج الأزمة فى الدولة الوليدة مرة أخرى. وفى حال فشل تلك الأحزاب، وقد عودتنا على إدمان الفشل، فى الإلتزام بأضلاع هذا المثلث للخروج من هذا النفق المظلم ، فإن البديل الموضوعي له سيكون دون أدنى شك "مثلث حمدي" سئ الصيت، و الذي حتما سيقود الدولة الوليدة فى شمال البلاد الى مزيد من الأزمات، و مزيد من التشرذم، و مزيد من المآسي، على جميع المستويات، الوطني، و الإجتماعي، و السياسي، و الإقتصادي. إذن فالخيار واضح أمام "قوى الإجماع الوطني" و قياداتها السياسية: إما الإلتزام ب "مثلث الخروج من النفق المظلم"، كبرنامج يحكم قيام و تطور الدولة الوليدة فى شمال البلاد، أو فرض "مثلث حمدي" كخيار أوحد بديل لحكمها، و تحمل المسؤولية السياسية و الأخلاقية التي ستنتج عن هذا الإختيار الكارثى الخاطئ. 12/8/2010 Ibrahim Kursany [sheeba82@hotmail.com]
المحبوب أحمد الأمين
موضوع: رد: مقال الأحد...مخاطبة العقول أجدى وأنفع الجمعة 13 أغسطس 2010 - 17:00
((.....يتمثل الضلع الأول لمثلث الخروج من النفق المظلم التى ستواجه الدولة الجديدة فى شمال السودان فى عدم قيام دولة دينية فى أراضى الدولة الوليدة من أي جهة أتي، و مهما كانت الحجج و المبررات، و تحت كل الظروف، و مقاومتها بكل قوة و شراسة، و مهما كلف ذلك، و لتكن لنا فى الشهيد محمود محمد طه فى مقومته لقيام الدولة الدينية، و إستشهاده دو قيامها أسوة حسنة، وكفانا إبتزازا من قبل "تجار" الدين، و إدعائهم بإقامة "دولة الشريعة"، فإذا بهم يقيمون دولة " الفساد و الإستبداد"، التى لم يشهد السودان لها مثيلا، و التى أحالت نهار شعبه ليلا، و أذاقته الأمرين، وهم فى نعيم الدنيا يرفلون، متناسين كل تلك الشعارات الزائفة، وضاربين بها عرض الحائط، طالما أنهم تمكنوا من خلالها من تنفيذ أكبر جناية سرقة سياسية و إقتصادية و مالية فى تاريخ السودان المعاصر. و السعي، دون كلل أو ملل، لإقامة الدولة المدنية الديمقراطية التي تحمى الأديان نفسها من تجار الدين فى المقام الأول، ومن أي إحتمال لإستغلالها مستقبلا ل"إرهاب الشعب" أو "إذلال المفكرين" أو "التنكيل بالمعارضين السياسيين"، فى المقام الثاني. إن هذا الأمر لن يتأتى إلا من خلال إعلان موقف واضح وصريح من قبل هؤلاء القادة ضد قيام أي دولة دينية فى الدولة الوليدة، كما قالها السيد مبارك المهدي إبان حملته الإنتخابية الأخيرة، و فى شجاعة يتوجب على الآخرين الإقتداء بها....)).
السؤال هل بإمكان الأحزاب الموجودة الآن المجاهرة بمثل هذا القول الفصل ؟؟
المحبوب أحمد الأمين
موضوع: رد: مقال الأحد...مخاطبة العقول أجدى وأنفع الجمعة 13 أغسطس 2010 - 17:30
إذا أخذنا الحزبين الكبيرين ــ الإتحادي الديموقراطي وحزب الأمة والأحزاب المتفرعة منهما ــ كمثال ، فإن كان في مقدور أي من الحزبين المذكورين "بفروعهما" تبني أو الصدع بالدولة غير الدينية ، فالأهداف الإستراتيجية لهذين الحزبين ستصبح في خبر كان .. وإن كان ليس في مقدورهما الجهر بهكذا فهم يبقى من العبث الإستمرار في مسرحية وحدة وإنفصال وإضاعة حقوق الجنوبيين في إيجاد وطن ودولة تكفل لهم حقهم في الوجود كبني آدميين زيهم وزي كثير من خلق الله ، وكفاية عليهم ذل العبودية ومظالم الحروب وضيم التفرقة ... المطلب دا واضح زي عين الشمس ، يا نلتزموا ونأخذه مأخذ جد "كأحزاب و/أو منظمات مجتمع و/أو أفراد" ... أو نلملم الكشاكيش والسكسك والخرز الماليات علينا الفضائيات ، ونخلي الإخوة في الجنوب يحققوا حلم دفعوا ثمنه دم أحمر وكفاية ...
المحبوب أحمد الأمين
موضوع: رد: مقال الأحد...مخاطبة العقول أجدى وأنفع الجمعة 13 أغسطس 2010 - 17:37
ودا المقصود بقولك ياستاذ صديق :
((.....فالمطلوب إذن هو ليس إعلان النوايا الطيبة وإبداء العطف وإنما المطلوب هو العمل على وضع وتحقيق الضمانات الكفيلة للمساواة في المواطنة، والتي على رأسها يجيئ الدستور الديمقراطي الذي يبيح ويحمي، في آنٍ معاً، الحق في السلطة وفي الثروة، وكذلك الحق في الاعتقاد والانتماء، إن كان دينياً او فكرياً اوسياسياً او ثقافياً. والمقصود من كل ذلك، بالطبع، في نهاية الامرهو ضمان التطور الحر للفرد، المعتوق من وطأة الحاجة وذل التمييز ومهانة القمع........)).
صديق عبدالهادى
موضوع: مرحباً بمنظمة "وحدتنا" الإثنين 16 أغسطس 2010 - 13:58
الاخ عثمان فارس تحية وسلام
شكراً على الاضافات الثرة لموضوع البوست. وبالطبع من الافيد ان تتعدد اشكال المقاومة لمشاريع المؤتمر الوطني. وبالمناسبة ما في اي جهد بيقع واطا زي ما بقولوا اهلنا. ولكن، على اية حال، في نهاية الامر لابد من احترام قرار المواطنين في الجنوب، إن كان وحدة او إنفصال. مع اننا ندعو للوحدة.
مودتي،
صديق.
صديق عبدالهادى
موضوع: مقال دكتور الكرسني مقال ناصح!!!. الجمعة 20 أغسطس 2010 - 14:13
الاخ الكريم محبوب سلام الشكر لنقلك مقال الصديق دكتور الكرسني، فهو يطرح الكثير من الافكار المفيدة التي نحتاج للنقاش حولها.