الإعتداء على المواقع الصحفية الإخباريه، إنتهاك مخزي لحرية التعبير
إعتدت (وحدة الجهاد الإليكتروني) التابعة لجهاز الأمن على موقع صحيفة (حريات) الإليكترونية يوم أمس الثلاثاء 7 فبراير 2012، وتمكّنت من تهكير موقع الصحيفة، وقد سبق أن نفّذ المهكّرون عدة محاولات تهكيريه، إلى جانب هجمات مماثلة طالت عدة مواقع اليكترونية وصحف سودانية، من بينها الهجوم على موقعي (سودانايل) و(الراكوبة) العام الماضي.
وقال رئيس تحرير (حريّات ) الأستاذ الحاج ورّاق لـ (جهر) فى إتّصال هاتفى، إنّ حملات التهكير الأمني لن تثنيهم عن مواصلة فضح دولة الفساد والطغيان والإستبداد، متهماً (وحدة الجهاد الإلكترونى) بتنفيذ تلك الجريمة النكراء، مؤكدّاً أن جهوداً حثيثة تبذل - حاليّاً- لإستعادة الموقع وتأمينه، لتواصل الصحيفة مسيرتها ودورها فى فضح جرائم النظام.
إن ماتسمّى بـ (وحدة الجهاد الإليكتروني)، - كما سبق وأشرنا من قبل – هى عبارة عن هيئه فنيّة مختصة في مجال تهكيرالبريد الإلكترونى للنشطاء والصحفيين وحجب المواقع الإلكترونية. وهذه الوحدة تضم عناصر أمنية دُرِّبت داخل وخارج السودان، خاصة في إيران، وتنفِّذ أنشطتها بصورة منظمة ودقيقة، معتمدة على ما توفّره لها الدولة من ميزانيات كبيرة مُقتطعة من رفاهيّة الشعب السودانى، خصماً على بنود توفير الضروريات فى الصحّة والتعليم والغذاء.
إن النشاط (الإليكتروني) الذي تقوده الأجهزة الأمنية، يهدف إلى ضرب وقمع التحركات الجماهيرية، خاصة وتائر المقاومة الشبابية والطلابية، يتسق وأشكال وطبيعة التحقيقات الأمنيّة التى يتعرض لها الناشطون في بيوت الأشباح، حيث تجبرالأجهزة الأمنية المعتقلين - تحت وطأة التعذيب والبطش الشديدين - على فتح بريدهم الإلكترونى (إيميلاتهم ) وإجبارهم على الإدلاء بمعلومات عن الرسائل الخاصة بالبريد الإلكترونى للمعتقلين إبتداءاً من (كلمة السر) إلى قراءة محتوى الرسائل المتبادلة بينهم وآخرين، وهو إنتهاك شديد للخصوصية، هذا.بالإضافة لمحاولات إختراق مواقع التواصل الإجتماعى كالفيسبوك، وتخريب المواقع ذات الصلة بالأنشطة الحقوقية. كما أن الهجوم على المواقع الإعلامية والصحفية يتوافق وطبيعة نشاطها الداعم للحراك الجماهيري، والمُنتقِد والفاضح لإنتهاكات حقوق الإنسان.
إن السياسات الأمنية المعادية لحريّة الصحافة والتعبير، قادت الى إغلاق ومصادرة عدة صحف، ومطاردة وإعتقال كتّاب وصحفيين، بل منع بعضهم من ممارسة مهنتهم ، مما دفع بالوسط الصحفي الديمقراطي إلى التفكير في إتجاهات وبدائل صحفية، تتحدّى حالات الرقابة والمصادرة والمطاردة الأمنية، فكان بروز عدة صحف ومواقع إخبارية وإعلامية عبرالإنترنت، وقد ظلّت سياسات تكميم الأفواه تطارد الصحفيين والقراء على الأرض وفي الأسافير على السواء، مما يؤكد على أن المعركة مع النظام ، لا تنحصر في المطالبة بكفالة حرية الصحافة والتعبير وسيادة حقوق الإنسان فحسب، وإنما اسقاطه وتقديم بديل ديمقراطي حقيقي، يتوافق وما يطمح إليه شعبنا السوداني .
صحفيون لحقوق الإنسان (جهر) إذ تدين الهجوم الأمني على كافة المواقع الإليكترونية، تثمّن نشاطها المُعزِّز لثقافة حقوق الإنسان والديمقراطية وبناء السلام. و(جهر) إذ تدين تلك الإعتداءات الأمنيّة السافرة، تؤكد أن كشف وفضح الإنتهاكات الصارخة وتوثيقها، لن يحده تهكير إيميلات أو حجب مواقع إلكترونيّة، بقدرما يدفع ذلك لتكثيف جهود المقاومة ضد نظام سلطة القمع والتهكير.
- لا لسياسة التهكير والحجب الأمنيين.
- إنسياب تدفق المعلومات، مصير طبيعي سيهزم جهود الأجهزة الأمنية.
صحفيون لحقوق الإنسان (جهر)
8 فبراير 2012