الحصاحيصا : حبيب باب الله : تعيش أسرة كاملة من قرية الفريجاب الخوالدة وحدة طابت الادارية حالة من الرعب وعدم الاستقرار منذ أكثر من ثلاثة أشهر ، و يروى تفاصيل المعاناة رب الأسرة خليل حسب الكريم ، قال فى رمضان الماضي كان هو وأسرته خارج القرية فرأي شقيقه أحمد الذي يسكن جاراً له الدخان ينبعث من غرفتي المغلقة تماماً فقام شقيقي وجيراني باطفاء النيران التي قضت علي كل ممتلكاتي وكعادة أهلي في الريف فقد قاموا بشراء عفش جديد وأفضل مما كان عندي ولكن لم يمض زمن طويل حتى احترق العفش الجديد من تلقاء نفسه ولغرابة الأمر قمت باحضار عدد من الشيوخ الذين أكدوا بأن هذه الحرائق بفعل الشياطين ولكنهم لم يفلحوا في وقف جبروتهم مما جعلني أخاف علي أطفالي الصغار ومن ثم غادرت القرية الي قرية ودالبلبله ريفي طابت أهل زوجتي .
وقال لي خليل بأنه لا يذكر سبباً لهذه العداوة مع الشياطين غير أنه قام بدق حجر بطارية في ««جحر»» للنمل داخل غرفته خوفاً من أن يتسلق النمل الي سرائر أطفاله .
أما أحمد حسب الكريم شقيق خليل قال بعد أيام من رحيل خليل انتقلت ««حرب»»الشياطين الي منزلي فقامت بحرق كل ممتلكات منزلي وحتى الملابس التي يحضرها لنا بعض الأهل تقوم باحراقها حيث تقوم نهاراً جهاراً باخذها الي دولاب الحديد ومن ثم تقوم بحرقها وقد حاول بعض الأهل أخذ بعض من ملابسنا لحفظها عندهم فقامت الشياطين بحرقها حتى داخل دواليبهم ولا تحرق ما يخصهم وحتى مكنة ««اللحام»» التي أعمل بها لم تسلم من الشياطين حيث قامت بحرقها تماماً بلفها ببعض الملابس ثم حرقها وهذه الحرائق ليس لها زمن محدد فهي تحدث ليلاً ومرات نهاراً وأكثر من مرة في اليوم الواحد 0 ولكن ما أقلقني هو انتقال هذه الحرائق الي طفلتي ««وداد»» ذات الاثني عشر عاماً فيقومون بحرق ملابسها وهي عليها مما جعلنا لانفارقها أبداً لنقوم باطفاء الحريق الذي أثر في مرات كثيرة علي جسمها فبعد أن كان الحريق يحدث للطفلة وداد داخل المنزل ألا أنه انتقل معها الي خارجه حيث تم احراق طرحتها والفستان وهي قادمة من المدرسة مما جعلنا نوقفها عن الدراسة و.قال أحمد بأنه استعان بعدد كبير من الشيوخ فمنهم من استغله استغلالاً سيئاً ومنهم من ساهم مساهمة كبيرة في ايقاف الحرائق التي وصلت الي 8 من الأسر بالفريجاب 0
وفي مرة من المرات ظهر الشيطان للطفلة وداد في صورته لأول مرة وهددها بالحرق فقالت بأنه ليس كبيراً أي أنه من صغار الجن ونتيجة لجهود عدد من شيوخ القرآن توقفت الحرائق بالمنزل والمنازل الأخرى ومن وداد نفسها . ولكن الشيطان انتهج أسلوباً أخر اذا قام باخفاء وداد نهاراً وبدون أن يراها أهلها وقالت بأنها ترى الناس ولكنها لاتستطيع التحدث معهم حين يكون معها وقد تكررت هذه الحادثة كثيراً حيث يجدونها مكتوفة اليدين الي الخلف مربوطة الفم في أطراف القرية في مكان اشتهر وسطهم بأنه «مسكون» وتكون هذه الحالات نهارا ، وقد ذكر أحمد بأنه قام خلال هذا الأسبوع بتحصين باب الغرفة التي ظلوا ينامون فيها كلهم منذ بداية هذه الحادثة فصحي علي حركة أبنته وداد في منتصف الليل التي كانت ترقد مع اخوتها في سرير واحد ولما أضاء الغرفة رآها مكتوفة اليدين فعلياً بقماش ومربوطة الفم فقام بفك وثاقها ولما سألها قالت بأن الشيطان جاء وأخذها من وسط أخواتها بدون أن يشعروا وكان يحملها بين يديه ولما فتحت عيناها وجدته ينظر اليها وهو يحملها مما أدخلها في رعب شديد وقد أراد الخروج بها من الباب ولكنه لم يستطع ومن ثم قام بتكتيفها والخروج من فتحة شباك الغرفة .وقد قال أحمد بأنه في مرة من المرات وهو خارج لأداء صلاة الصبح وجد ««نعال»» بالقرب من رأس وداد فانزلها ظناً منه بأن أحدا من أخواتها قام بقذفها علي السرير ولكنه بعد أن عاد من الصلاة وجد ««وداد»» تضع يديها علي وجهها خائفة والنعال التي أنزلها من السرير بالقرب من رأسها وعندما سألها قالت بأن الشيطان قام بضربها للمرة الثانية بالنعال ..
عزيزي القارئ
هذه القصة ليست من نسج الخيال بل قصة واقعية قد عايشت فصولها ومعي صديقي سعيد مطر مديرا الرعاية الاجتماعية وقد شاهدنا بأم أعيننا النار وهي تشتعل علي الطفلة وداد وأثار الحريق بمنزل أحمد وعدد من المنازل الأخرى .وأقول وبكل صدق بأن ماتعيشه الابنة ««وداد»» تتقطع له نياط القلب لأنها مستهدفة من مخلوق لا يرحم ولا يري لكي تعمل حسابها منه فتواجهه0 وكل ما قلته من معاناة واجهته وداد لا تعادل خطورة ما ظل يقوم به الشيطان هذه الأيام حيث أصبح يقوم بتفريغ حبوب الكبسولات في فمها وقد تكررت لها هذه الحالة مرتين ، وقالت بان امرأة من الجن كانت تراها مع الجن الصغير هي التي تقوم بادخال الحبوب الي فمها وقد تم اسعافها في هاتين الحالتين الي مستشفى الفريجاب.
من الملاحظ ان الحرب كانت معلنة ضد أسرة حسب الكريم ولكنها انتقلت الي منزل بشرى مدثر جار أولاد حسب الكريم الذي يفصله عنهم شارع لايتعدي خمسة أمتار وكل الحكاية ان هذا الجار أخذ من الماء الذي قرأ عليه الشيخ ورش به منزله والطاحونة التي يعمل فيها فما كان من الشيطان الا ان احرق المنزل والطاحونة .
مدير الرعاية الاجتماعية سعيد ادم العوض ،قال بناء علي توجيه الأخ المعتمد قمنا بزيارة أسرة المواطن أحمد حسب الكريم ورأينا تعرض الأسرة لظاهرة الحريق وبدون أسباب ظاهرة ولقد لجأت الأسرة الي حفظة القرآن لازالة النيران ولكن ما زالت النيران مشتعلة وظلت الأسرة تعيش في خوف دائم من هذا العدو المجهول وفارقوا النوم ليل نهار وتعطلت وسيلة كسب الوالد الذي أصبح لا يستطيع مغادرة المنزل خوفاً علي أسرته.ومن هنا نناشد المسؤولين والخيرين للوقوف مع هذه الأسرة والايفاء بمستلزماتها حتى يتجاوزوا هذه المحنة .
نناشد كل من له المام بمعالجة هذه المشكلة.التى لم ننشرها بهدف الاثارة ولكننا أردنا التعريف الموضوعي بهذه المشكلة ذات الجوانب الانسانية التى تحتاج وقوف الناس معها لايجاد من يعالجونها بالقرآن لانها استمرت طويلا واعجزت الكثيرين اضافة الى اننا نتعشم من اصحاب القلوب الرحيمة مساعدة هذه الأسرة التى تعطلت وسائل كسبها .