- أحمد سركيس كتب:
- أخي العزيز عبد المنعــــم
صباح الخـــير أو مســـاؤه
كما تعلم أخي ... أن الثورات والانتقاضات تنبع من الداخـــل ... يشعل شرارتها أبناء البلـــد ... فإن تدخل أي طرف خارجي ... في نهاية المطاف سوف يملي عليهم شـــروطه ... كما هو الحال في ليبيا الآن .... وإن جاء التغيير من الخارج ... كما حدث في العراق ... فقل للبلاد عليك الســـلام.
أخي عبد المنعم .... اتفق معك على ســوء النظام الحالي ..... ولكن اختلف معك على أن يأتي التغيير من الخارج ... فالغرب ... والذي يسيطر عليه اليهـــود ... يأخذ ولا ولم ولن يعطي .... تهمهم مصالحهم فقط ... وأنت أعلم بذلك ... وكذلك أنت تعلم كره اليهــود للمسلمين على وجه العموم والعرب على وجه الخصوص ...
الأخ العزيز / أحمد سركيس لك التحية
نعم الثورات يشعلها أهل الوجعة كما يقولون، والمعني بهذا الموضوع هم الشباب الذين يعتمد عليهم في تحريك الشارع ولكن شباب السودان معظمهم اصبح من المغرر بهم ، هؤلاء الشباب لم يتحركوا رغم الضنك في العيش ورغم الذلة والمهانة التي يرزحون فيها بالتعامل السيئ من أجهزة الأمن المسلطة على كل من يخرج في مظاهرة، لذلك كما ذكرت لك لابد من دعم معنوي خارجي لكي يلهب هؤلاء الشباب، الثورة في ليبيا مختلفة لأنهم إعتمدوا على سلاح الناتو، كل مانطلبه هو الضغط المستمر على النظام في المحافل الدولية،
وكيف يستقيم الأمر ورأس النظام يتباهى بأن السودان فقد 18 ألف شاب في مقتبل العمر من أجل قضية خاسرة وخسر السودان 18 ألف شاب كان يمكن أن يساعدوا في نهضة البلد وتنميتها ولكنه يتباهى بأنه فقد 18 الف شاب في حرب وفي النهاية وقع الإنفصال وبذلك كان الأحرى به أن يعتذر إلى أهالي هؤلاء الضحايا بأن إرتكب خطأ فادح في حق هؤلاء الشباب الذين ضاعوا من أجل قضية خاسرة في نهايتها، والمؤسف أكثر من ذلك يريد رأس النظام أن يكرر نفس الكارثة في حرب جديدة ومن الواضح أن نتيجتها في النهاية أن يجلس على طاولة المفاوضات مع من يسميهم أعداء السودان وربما يتكرر نفس سيناريو الجنوب في النيل الأزرق وجنوب كردفان، وتكون دماء أبناء السودان ضاعت وضاع معهم أجزاء أخرى عزيزة من البلد وفي النهاية نكون " لا طلنا بلح الشام ولا عنب اليمن "