بقلوب يملؤها الحزن والاسى ودعت البلاد اليوم علما من اعلامها الذين عاشوا كل حياتهم للسودان عطاء لم ينقطع وتضحية لم تنتكس رفعوا لواء النضال الوطنى وساروا به خطا ثابتة بلا كلل او ملل قدموا الدروس فى التضحية والنضال الذى اقترن بمواقفهم وصلابتها وثباتهم على المبدء فكر وقاد وطرح لم يتوانى من ان يصدح به بكل القوة لم تمتد يده للدنيئة يقتاتها ....الا رحم الله نقد ذلك الجبل الاشم والشجرة الظليلة الكثيرة الثمار الذى قدم نفسه للموت بزراع مفتوحة ولكن الموت كان يؤجل لقياه ليضرب لنا مثلا للانسان الذى وهب حياته لمبادئه ولقضيته ولبلاده ولابناء وطنه لم يتوانى لحظة ولم يتاخر لحظة ولم يتاجر لحظة ولم يدلس لحظة ولم يدنس لحظة بدء العمر مناضلا ومنافحا من اجل حزمة من المبادئ التى عاش لها وبها ومن اجل موقف وطنى متجدد وهب نفسه وروحة وذاق فى سبيل ذلك ما لم يذقه انسان على الاطلاق تعذيبا وتشريدا وألما ولم ينقطع امله فى بذوق فجر جديد ...عاش بفكر اراد له ان يكون متجددا ومنفتحا ومنضبطا اكسب الشيوعية سودانوية قويمة تطرح فكرها متناغما مع الاطروحات الوطنية حتى لتشك ان الشيوعية عند نقد منفصلة ومتميزة عن الاطروحات العالمية بما اكتسبته من ارث نضالى لا يعيش تناقضا فكريا وسياسيا مع كثير من الاحزاب السودانية الوطنية فكان اللقاء الجبهوى متاحا وكان التحالف مطروقاومطروحا ....رحم الله نقد الذى خلف سيرة من النضال والثبات على المبدء مما يجعلها مثالا متميزا ليس له مثيل .كان بسيطا لا يحب التعقيد يقدم السهل الممتنع عميقا فى غير تكلف يحيرك تواضعه وتطربك كلماته ويسكرك عمق معانيها تجد له عندما يقف خطيبا قبولا يشدك اليه شدا رحيما ويأخذ مجامع عقلكفى سياحة للتفكر والتدبر .. الارحمه الله فقد راغبته فى كثير من اللقآت التى تؤكد لى دوما انه انسان من الزمن الجميل جيل العظمة والكبرياء والتضحية والفداء لم يكن نقد شيوعيا بل كان وطنيا اعطى فكراوطنيا خالصا وقدم تجربة وطنية خالصة وسار فى دروب ومسالك وعرة لاقى فيها الموت يمشى اليه بكل الاحترام وينأى عنه ليوم كان مسطورا منذ الذل فى لوح محفوظ لا يعلم اجله الا رب عليم رحيم كريم نزل عنده ومن نزل عند الكريم لايضام ...الا رحمه الله واسكنه فسيح جناته فى الفردوس الاعلى فى سدر مخضوض وطلح منضوض وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة لا مقطوعة ولا ممنوعة رحمه الله والهم زويه ومحبيه وكل اخواننا الشيوعيين والوطنيين حسن العزاء ........