bالحصاحيصا.. مدينة ترقص على حفرة الموت ( يوجد تحقيق خطر)
3 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
حسن وراق حسن
موضوع: bالحصاحيصا.. مدينة ترقص على حفرة الموت ( يوجد تحقيق خطر) السبت 21 أبريل 2012 - 13:29
الصديق الصحفي بصحيفة الجريدة ومراسل وادمدني الاستاذ/ عبدالوهاب السنجك ابن الحصاحيصا بعث الي بهذا الموضوع عن مقبرة النفايات الكيميائية بقرشي والذي نشره بصحيفة الجريدة وتعميما للفائدة ننشره هنا في الحصاحيصا دوت كوم الف شكر للاستاذ وهبة .
الاستاذ عبد الوهاب السنجك
الحصاحيصا.. مدينة ترقص على حفرة الموت من هو الذي عزف هذا اللحن الجنائزي.. ومن المسئول؟
* تحقيق/ عبد الوهاب السنجك المكان الري قرشي بالحصاحيصا (إش فور) كما يطلق عليها سابقاً كانت الرحلة لقراءة الواقع ورؤية الموقع بأم أعيننا لا حدث ولا قول يأتي إلينا دون أن نتأكد منه.. الوقت نهاراً شمس الشتاء خفيفة البرودة الرحلة لم تكن طويلة الموقع يقع في نظرنا، مخازن كبيرة متراصة.. ترجلنا لنبحث عن الحقيقة في قلب هذه المخازن الكبيرة.. يلف الصمت المكان.. الملاحظة لا طيور ولا حمام يسكن هنا ولا نباتات.. ولا... ولا... شيء غريب فعلاً. فظهر إلينا من كان ما بين هذه المخازن.. يا حاج السلام عليكم.. رحب بنا.. سألناه عن هذه المخازن.. أجاب بأن البعض منها مخازن للسماد وأخريات مخازن لإحدى البنوك تخزيناً للقمح التقاوي.. طيب يا حاج وين مخازن المبيدات أشار بيده شرقاً.. ديلك مخازن المبيدات، وهن ثلاثة مخازن.. طيب يا حاج الحفرة؟.. حفرة شنو الحفرة الدفنوا فيها المبيدات قبل سنوات.. ياها ديك تلقى فيها صبة أسمنت بطول 20 × 12 متر، عمق أربعة متر، وقدامك براميل كمان.. طيب ممكن ألقى زول أتحدث معاه زول شنو، ذي الوقت ده.. ديل فاتوا قبيل ما هم قاعدين في الحاوية ديك.. شكر ليك يا حاج. الحصاحيصا مدينة ترقص على حفرة الموت ومن الذي عزف هذا اللحن الجنائزي ومن المسئول حكاية منذ سنوات، هل المسئولية تقع على إدارة مشروع الجزيرة أم جهات أخرى؟ ومن الذي يقول الحقيقة وإن كانت مرة كطعم الحنظل.. لقد ماتوا.. قيل لنا إن الذين حفروا هذه الحفرة ووضعوا المبيدات بداخلها وردموها وصبوا عليها الخرسانة.. جلهم ماتوا (فليرحمهم اللـه).. وقفنا أمام المخازن قرأنا بأن إحدى هذه المنازل مكتوب عليه اسم بنك مشهور (نحتفظ بالاسم) وهو لتخزين القمح (تقاوي)، والغريب في الأمر أنه لا يبعد عن مخازن المبيدات سواء أمتار قليلة.. الكاميرا حامت والتقطت بعضاً من الصور.. تشققت أرضية المخازن من الخارج وربما من الداخل.. حيث لأننا لم نستطع الدخول لأنها مغلقة، وأمامنا أكوام من الأتربة.. حاوية على طرف المخزن المشئوم عليها آثار من كان جالساً وربما يكون الخفير أو الحرس. حفرة الموت أمامنا حيث صبت بالأسمنت والخرسانة ولكن المارد نهض وحاول الخروج وشق الكتلة الخرسانية بقوته القاتلة رائحته تعم المكان وكلما ما غيرت الرياح مسارها أخذته معها لا يرحم حتى ما بالرحم. هنالك أكوام براميل في كوم كبير وقطع متصلبة لا ندري ما هي تلك المادة إن كانت سامة أو غير ذلك الأرض من حولها كريهة نتنة برائحتها النافذة. بحثنا في المكان طولاً وعرضاً وأخيراً وجدنا عربة (دفار) وعتالة وموظف وسائق، بادلناهم التحية وسألنا عن ماذا يحملون في العربة وجاءت الإجابة إنها أسمدة زراعية ماشة المشروع.. الموظف والعمال لا شيء يحميهم لا كممات ولا ملابس واقية.. ماسورة مياه ورواكيب وستات شاي واكل وشراب كل ذلك على بعد 50 متراً تقريباً من ذلك القاتل، وكان السؤال؟ يا جماعة وين مخازن المبيدات والسموم؟ أشاروا إلى نفس المخازن.. وكمان هنالك الصبة الفيها كبوا البراميل والسموم وإنت عايز بيها شنو؟ إنت بتاع جرايد ولا شنو؟ يا زول أقول ليك أكتب ساكت وأصلوا المكان ده ما مكان المخازن دي.. وأسع دي الحكاية جابت مرض لي ناس البيوت ديل وحساسيات وإجهاض للنسوان.. أكتب ساكت.. عشان المسئول كان عندو ضمير يقول أنا حفرت الحفرة دي ودفنت المبيدات دي هنا. مساكن عمال الري لا تبتعد كثيراً عن هذه المخازن.. مزرعة صغيرة وشجيرات خلف المخازن.. محطة سكة حديد قرشي لا تبتعد كثيراً كمبو المحالج والمزاد والامتداد أنوف ساكنيه تشتم رائحة المبيد والسموم يومياً وهنالك مصائب ومشاكل عن هذه المدينة التي تموت ببطء شديد ولا أحد يحس بها. المبيد.. هو كل مادة تقضي على الآفات الزراعية الضارة بالكائن الحي، والآفات الزراعية عدو للإنسان حيث المنافسة على موارده الاقتصادية ويعتبر أي فاقد زراعي كبير نتيجة للآفات الزراعية.. وكل الأبحاث العلمية أكدت بأن المكافحة الكيميائية هي الأكثر فاعلية للقضاء على الآفات الزراعية، ومن جراء ذلك أصبحت المبيدات الحشرية مصاحبة للعملية الزراعية في كل مراحلها إلا أن آثارها السلبية تتراكم بمرور الزمن وأصبحت تهدد الإنسان والحيوان معاً، ولكن كان هنالك الخلل الواضح في عملية الترشيد من حيث الاستعمال والتخزين وسن القوانين الصارمة، وقد تلاحظ بأن ترحيل وتخزين المبيدات الحشرية لا يتم بالصورة العلمية الصحيحة والمنصوص عليها قانوناً وكذلك تجارة وتداول مبيد واستخدامه ومعالجة المبيدات المنتهية الصلاحية وأضرار المبيدات اقتصادياً وصحياً، ففي عملية الترحيل لا تتم هذه بالطريقة الصحيحة وفق الضوابط الصحيحة من حيث عدم تدريب العاملين ومعرفتهم بمضار المبيد عند (الشحن والتفريغ) وكل ذلك يتم عن طريق الأيدي (العتالة) ويتم الترحيل على عربات ليست مخصصة لنقل المبيدات وهي عربات تجارية تنقل الإنسان والحيوان والخضروات معاً.. وكذلك تلك العربات يتم غسلها بالترع أو بالقرب من مصادر المياه والحفرة التي تجمع بها المياه وللحقيقة العلمية لا بد أن تكون مثل هذه المخازن على بعد خمسة كيلو مترات وفي اتجاه معاكس للرياح. ولكن ما كان وتأكد إلينا بالحصاحيصا بأن هذه المخازن تقع بالقرب من منازل عمال الري والسكة حديد قرشي وكذلك الأحياء السكنية التي زحفت نحوها بسبب الخطة الإسكانية التي لم يراع فيها خطورة الموقف. بيانات من تقرير المراجع العام.. مبيدات منتهية الصلاحية وأخرى تنتهي صلاحيتها في 2010م بلغت قيمتها 6.809.109 جنيه وأكد التقرير بأن هنالك خلل إداري واضح يستجوب المساءلة إذ عدم التقدير السليم للاحتياجات الفعلية وعدم العمل على مبدأ نظام التخزين للوارد والصادر وكذلك الأسباب الفنية والإدارية وهذا يخالف المادة (6ج) من لائحة تنظيم وتخزين المبيدات لسنة 2006م إذ أن هنالك مبيدات منتهية الصلاحية وبمرور الزمن أصبحت فاقدة المفعول الكيميائي ونفذت قيمتها الاقتصادية ويعتبر هذا إهدار للمال العام كما أنها تشكل خطر للإنسان والحيوان والبيئة إذا تم تسريبها واستخدامها دون معالجة علمية فقد تم دفن هذه المبيدات بواسطة المسئولين في مخازن الحصاحيصا (داخل الأرض) وسميت هذه بـ(مقبرة الموت) أو (مقبرة النفايات) وقد تسببت هذه في كثير من الاشكاليات المعقدة لكل سكان الأحياء المجاورة لهذه المخازن وكان للرأي العلمي قولاً، إذ حددت خطورة المبيدات في أمراض الفشل الكلوي والإجهاض والأزمة الربو والأمراض السرطانية وغيرها، إلا أن المؤشرات والقصور الإداري في هذا الجانب ظهر واضحاً في الإحصائيات التي قدمها مستشفى ودمدني من حيث التزايد المستمر من عام إلى آخر وهذا يعتبر إنذاراً ومؤشراً خطيراً يجب الوقوف عنده والتفكير عن مدى ارتباط بيئة مشروع الجزيرة بهذه الأمراض الخطيرة. الإحصائيات: فقد كانت إحصائيات مستشفى ودمدني لعلاج الأورام السرطانية 2008م عدد 1208 حالة و2009م عدد 1173 حالة و2010م عدد 1033 حالة و2011م عدد 1266 حالة وهي أمراض البروستاتا للرجال والثدي للنساء وسرطانات الكبد والدم أما أمراض الربو جاءت بمستشفى الأطفال بودمدني فكانت عام 2010م 2570 حالة وأمراض وجراحة الكلى حتى 2010م 5233 حالة سريرية وعيادة خارجية والجدير بالذكر بأن هذه الحالات قد انخفضت في المستشفيات وليست في زيادة نسبة لافتتاح العديد من المراكز العلاجية بالمدن مثل رفاعة والحصاحيصا والمناقل وأبوعشر وكذلك هنالك مستشفيات أخرى مثل المستشفى العسكري ومستشفى الشرطة بالإضافة إلى كثير من المرضى يترددون إلى مستشفيات الخرطوم العامة والخاصة. هذه هي حكاية ومصيبة المبيدات الحشرات الزراعية التي صدمت إنسان الجزيرة وبالأخص الحصاحيصا فالسؤال من المسئول عن هذه الجريمة وهذا الموت البطىء ثم لا يعلم المسئولين بأن دفن هذه المواد السامة والمسرطنة والخطيرة يتسلل في باطن الأرض ليتصل بالمياه الجوفية العذبة وكذلك عندما تهطل الأمطار على تلك البراميل وكتل المبيد وتغسلها المياه وتأخذها نحو النيل ماذا سيكون مصير من اغتسل أو شرب في تلك الساعة. ثم تلك الأرض التي كانت مهبطاً لطائرة رش المبيد والتي تقع ما بين العمارة أربجي وأم دغينة، وعندما طارت تلك الطائرات ولم تعد، عاد صاحب الأرض الملك الحر وبدأ في حرثها وربما يزرعها قريباً وهي مشبعة بالمبيدات والسموم، فكان حديثنا إليهم همساً أوقفوا هذا العمل لقد رأينا بأن صاحب الأرض بدأ في تجهيزها ربما يقوم بزراعة الخضروات أو بعلف الحيوان أو بتربية الدواجن.. أو.. أو.. إنها الخطورة والقتل العمل بعينه. كان على جهات الاختصاص وما دام استفاد من إيجار هذه الأرض منذ سنوات طوال والآن فقد الإيجار فيجب على الدولة إيجار هذه الأرض من صاحبها ولسنوات يحددها أصحاب الاختصاص تحديداً للمدة التي يمكن أن تنتهي في صلاحية المبيد والعمل على سياجة هذه الأرض وحراستها ويمنع منعاً باتاً من الدخول إليها لأنها منطقة مسمومة، تحمل في باطنها وقلبها الموت البطىء فهل سمع المسئول صوت المواطن فالموقف صعب ويحتاج إلى تضافر الجهود وتحمل المسئولية فالمواطن بالحصاحيصا ومشروع الجزيرة يقتل مع سبق الإصرار والترصد فهل لكم يا إدارة المشروع بتحمل كل هذه التبعات ويا حكومة السودان ويكون الحل فوراً وسريعاً لمعالجة الأمر. فإن المرض تفشى وسوف يكلف الدولة ملايين الدولارات لعلاج المرضى واللذين هم في الأساس موتى، وتلك النسوة اللاتي أجهضن فمن الذي يعوض عنهن من كان مخلوقاً في أرحامهن. الحصاحيصا مدينة ترقص على حفرة الموت فمن الذي عزف على هذا الإيقاع الجنائزي.. لقد ضحكوا عندما حفروا هذه الحفرة وقالوا لقد دفنا (المرحوم) وانتهى المأتم بانتهاء مراسم الدفن، ولكن ظهر الميت وهي يفتك بالجميع ويأكل في أحشاء الجميع ببطء شديد إنها كارثة مدينة اسمها الحصاحيصا. من المحـرر.. هذا حجر رميناه في حفرة تنبعث منها رائحة الأمراض فتاكة والقاتلة فهل لمنظمات المجتمع المدني والمهتمين بأمر الصحة والبيئة وإدارة مشروع الجزيرة للتحرك نحو مدينة الحصاحيصا لوضع دراسة وحلول لهذه الكارثة. فصحيفة (الجريدة) تضع إمكانياتها المهنية والصحفية تجاه هذه القضية ومثيلاتها وتفتح هواتفها لتلقي الآراء والحلول من المهتمين بهذا الشأن من أجل الحفاظ على صحة المواطنين.
أحمد سركيس
موضوع: رد: bالحصاحيصا.. مدينة ترقص على حفرة الموت ( يوجد تحقيق خطر) السبت 21 أبريل 2012 - 13:57
التحيــة للصــديق والزميـــل عبد الوهـــاب ميرغني بابكــــر "السنجك"
فهــو دائما عرفناه ومنذ الصغر مهموم بقضايا المجتمع والمواطن ... فله التحية والتقدير
عبدالمنعم ترتورة
موضوع: رد: bالحصاحيصا.. مدينة ترقص على حفرة الموت ( يوجد تحقيق خطر) السبت 21 أبريل 2012 - 19:05
شكراً وراق وشكراً للأخ عبد الوهاب ميرغني إبن الحلة الجديدة البار، على هذه المعلومات الخطيرة والمثيرة وياريت المسئولين يجدوا حل لهذه الكارثة
bالحصاحيصا.. مدينة ترقص على حفرة الموت ( يوجد تحقيق خطر)