محمد برقاوى
| موضوع: أين أنت يا كابتن سبت.. لتحمي حدودنا ؟ الجمعة 25 مايو 2012 - 10:00 | |
| أين أنت يا كابتن سبت.. لتحمي حدودنا ؟
محمد عبد الله برقاوي.. bargawibargawi@yahoo.com
ربما يذكر الكثيرون من ابناء جيلنا أو من هم حتى دون سننا بعقد أو نحوذلك . حادثة الطائرة التي أغارت على مبنى اذاعتنا السودانية بأمدرمان في بداية الثمانينيات ان لم تخني الذاكرة وطاشت أحدى قذائفها نا حية بيت الامام الصادق المهدي القريب من سور الاذاعة ! وقتها لم يعلن حكم النميري أن المستهد ف هو اشتراكيتنا المتفردة التي كان يتخبط فيها بمسك العصا من وسطها الاتحاد الاشتراكي الراحل ، ولم يقل وزير الدفاع انهم يحتفظون بحق الرد في الوقت المناسب ولم يجيشوا المواكب للرد بسد الهواء عن الجهة المعتدية ، بل صدر بيان مقتضب لا أذكر مفرداته تحديدا ولكنه طمأن الشعب بعدم وجود خسائر بشرية مطلقا ولاحتى مادية تذكر ! فقد كانت الحكومة تعلم من أين جاءت الطائرة وما سبب غارتها وهذا ما تكشف لاحقا وبعد ذهاب مايو ونظام القذافي معا ، في مذكرات وافصاح بعض ضباط المخابرات الذين كانوا ضمن لعبة الاستقطاب بين النظامين في مرحلة تبادلا فيها ما صنع الحداد !
وقتها أطلق الفنان الظريف الراحل الأستاذ / عبد العزيز محمد داود، نكته الساخرة التي خلدت في اذهان من جايلو الحادثة ، بقوله . لوأن السودان كان حارسه الكابتن سبت دودو دمور وليس سلاحا جويا لأحتضن هذه ( الشوتة ) بجدارة ! وللذين لم يحظوا بمشاهدة الكابتن سبت فهو حارس مرمى الهلال والفريق القومي في ستينيات وسبعينات القرن الماضي ، حينما كنا نلعب الكرة مثل أهل مدارسها المتسيدين لها الآن ، وقد كان حارسا فذا أطلق عليه المذيع الرياضي الضخم الراحل الأستاذ طه حمدتو، لقب ( الصقر السوداني الأسود ) فبات يعرف به أفريقيا وعربيا بل ودوليا، ولعله الآن وفي غمرة تقهقر مياديننا الطاردة في كل المجالات ، يقدم خدمات التدريب في المملكة العربية السعودية الشقيقة فيما أعتقد ولست متأكدا ان كان لايزال هناك أم لا، فله التحية في كل الحالات و حيثما كان، أمد الله في أيامه ..
فما أحوجنا الان وبالحاح لطاقم جديد ومسئول من الحراس الأمناء على أرضنا وعرضنا ، وقد صارت حدودنا البرية والجوية والبحرية خالية من أي ظهير دفاع ولا حارس مرمى يصد عنا استفزازات لعيبة الضربات العالية للمحترفين وحتي أشبال ( الليق ) التعلمجية الصغارفي ظل غياب خطة مدربي اللعب السياسي عندنا الذين يهمهم تحصيل قيمة تذاكر المباريات رابحة كانت أم خاسرة في نتائجها لايهم ، وخرف الكابتن الذي يندفع خارج خطوط اللعب لاثارة الجمهور الذي ، لا يتابع اللعب لشدة انشغاله بالهتاف وقرع الطبول ومناكفة جمهور الخصم في المدرجات المقابلة ! أما الظهير الثالث للدفاع ، فانه يسعد كثيرا على مايبدو حينما يفتح لهدافي الفرق المهاجمة ، لانه ولسنا في درجة الوعي الذي يصل الى تفسير عبقريته في اتباع هذا الدأب ، منذ حادثة شواء فتايل مصنع الشفاء بالمايكرويف الأمريكي من على البعد و ضربة خليل تحت ركبة العاصمة في مباراة العصرية الشهيرة ، وحريق هجليج المنهوبة بواسطة محرريها من منقولاتها، ومسلسل بورتسودان التركي المتواصل حتي حادثة برادو الأمس ولا زال العرض مستمرا حسب التوقيت المحلي لامارة غزة الحماسية ! ولعله والمقصود هنا وزير دفاعنا الهمام الدائم قد يكون (راقد فوق رأى ) من يدري !
ما أحوجنا الآن للعشرات من صنف عمنا ( سبت ) المنقرض نوعيا ، لحراسة بوابات خزاناتنا المالية المنكوبة ، و مياه سدودنا المثقوبة ، و أطراف حدودنا المبتورة، و دماء شبابنا المسكوبة ،و كرامتنا التي باتت مهدورة ، فلم يعد الأمر في حدود حراسة مرمى الكورة فقط ! فبواباتنا الدفاعية أصبحت سداسية الأبعاد ، وقدها عشاري.. يا كابتن سبت، فاين انت يا حارسنا الأمين ! رتقها الله بلطفه على شعبنا المغلوب .. انه المستعان .. وهو من وراء القصد.. | |
|