استيقظ ذلك المستشار الجديد لنج والذي أصبح من ضمن زمرة الحكم الفاسد، مزعوراً من النوم، وجرى سريعاً إلى القصر طالباً مقابلة الريس، وحكى للريس خلاصة الفكرة التي سوف تنقذ البلاد والعباد من الفقر، وتجعل السودان يحسب من ضمن الدول التي تتمتع بنسبة عالية من الرفاه في العيش، استمع الريس للفكرة من طأطأ للسلام عليكم وبين الفينة والأخرى يهز الريس رأسه دلالة على استحسان الفكرة من دون أن ينطق بكلمة، وظل المستشار يحكي قرابة الساعتين والريس يسمع، واللمبة الحمرة مولعة فوق باب المكتب من الخارج، وانتشر الخبر في أروقة القصر وجميع مراكز اتخاذ القرارات التي تصدر قراراتها المتضاربة دون الرجوع إلى بعض، وبدأت الحركة تدب في أروقة القصر، وحضر الجميع لاستطلاع الأمر والكل يسأل "في شنو جوه" ومدير مكتب الريس لا يرد بل يرمق كل من يسأل بنظرة ذات مغزى يفهمها الجميع، وفجأة انطفأت اللمبة الحمرة، وجرى مدير مكتب الريس سريعاً نحو مكتب الريس، والكل يتحرق شوقاً لمعرفة من بالداخل، ويهمس مدير المكتب في أذن الريس،ويخبر الريس مدير المكتب بأن يسمح للأربعة العظام بالدخول، وتحدث الريس مع المستشار صاحب الأفكار الجهنمية وشكره على هذه الأفكار النيرة، وقال له "كت وين من زمان" وكمل الجملة مدير مكتب الريس بنفس لحن الأغنية "بركة الجيت وبركة الجيت، إنت عسل وبسكويت" وبدأ الريس يتمايل طرباً ووقف على رجلية ليرقص رقصته المعهودة ومدير مكتبة يردد ذات الأبيات وفي هذه اللحظة دخل الأربعة العظام وبدأ الرقص الجماعي ومدير المكتب يردد نفس المقطع، وهنا نَهَر الريس مدير مكتبة وقال "شغل لينا فرفور"، وردح الستة مع أغنية "أنا سوداني أنا" وبعد الانتهاء من الوصلة الغنائية وجلس الجميع ليبلوا ريقهم أخبرهم الريس بأن المستشار الذي تستهزئون به قد عرض علي فكرة تخلينا نقعد في البلد إلى أبد الآبدين، وهنا تشوق الأربعة العظام لمعرفة الفكرة وكيفية تنزيلها إلى أرض الواقع، وفي هذه اللحظة فتح الريس فمه للكلام رن الهاتف الأحمر، ورفع السماعة ولم ينطق بكلمة بل يردد كلمة أيوه أيوه أيوه ووضع السماعة وطلب الإذن من الأربعة العظام، على أن يشرح لهم الفكرة الجهنمية للمستشار فيما بعد وغادر وترك الجميع في حيرتهم يخمنون ما هذه الفكرة الجهنمية التي تخرج من دماغ هذا المستشار الفارغ، وسوف نعود ونسمع الفكرة من خشم الريس بعد عودته من مشوار استدعاء زوجته الجديدة له "ويتبع في الحلقة القادمة"