صديقي الصحفي المجتهد في صحيفة الجريدة الغراء وهو ابن الحصاحيصا الغيور عبدالوهاب السنجك نشر مؤخرا ثلاثية تحقيقات عن مشاكل الحصاحيصا بدأها بموضوع الحصاحيصا تبحث عن ابنائها ثم تحقيق عن حي المنصورة اكبر الاحياء بالمجدينة ثم تحقيق عن كبري حاج علي الذي انهار بعلم المسئولين وهو مشكور بعث الي بالمواضيع كي اعيد نشرها في الحصاحيصا دوت كوم وسوف اقوم تباعا بنشرها
[img]
[/img]
الحصاحيصا مدينة تبحث عن أبنائها
* كل الذين جلسوا على كرسي حكمها أخذوا منها ولم يعطوها.
* أين ابن المدينة بالمجلس الوطني الدكتور/ معتصم جعفر.
* الجزارات.. مكان يخجل منه الجبين.
* تحقيق/ عبد الوهاب السنجك
لم نترك لليأس يوماً أن يدخل في نفوسنا ولم نجعل الحياة أن تقف في حد معين ما دام هنالك نبض في أجسادنا.. كلنا نبحث عن الجمال والهدوء والراحة.. ولكن عندما ترى أمامك من قدم لك معروفاً وهو يصرخ فلا بد من نجدته فداءاً له ونصرةً.
كنا هنا بمدينة الحصاحيصا التي عرفها العالم كله.. عرفها عندما كان يكتب على بالات القطن (قطن السودان – محالج الحصاحيصا) هذه هي المدينة التي جمعت في قلبها كل قبائل السودان جاءوا إليها من الشمال والشرق والغرب والوسط.. مشروع الجزيرة ومحالج الحصاحيصا الإدارة الهندسية.. أهلها كانوا مزارعين ورعاة.. قبيلة الدباسيين من أعرق القبائل التي تسكن هذه المدينة التي امتدت فروعها من منطقة الحلاوين منذ مئات السنين ولكن تغيرت الحالة بعد توقف صناعة الحليج.. لقد استقر الجميع هنا على شريط ما بين (الكنار) والسكة حديد والنيل الأزرق وامتدت المدينة طولاً وابتلعت كل الأراضي وكادت أن تصل إلى مدينة أبو عشر شمالاً والدوينيب جنوباً ومدت يدها نحو رفاعة عندما شيد الكبري.
[img]
[/img]
الحصاحيصا.. مدينة الصناعات أين هي الآن؟ الكل يبحث عنها لعله يجد اسمها بين أسماء المدن الكبيرة، لقد خرجت من مصانع الغزل بالأنكشير بالهند وخرجت من البورصة العالمية لبيع الأقطان بخروج مشروع الجزيرة الذي خرج ولم يعد حتى الآن... وتوقفت محالج القطن من نمرة (5) حتى (ماربلس).. وصمتت صافرة البروجي. وماتت المدينة.
سألنا من الذي قتل المدينة؟ كلهم رفضوا الإجابة إلا تلك العجوز التي كانت تجلس تحت شجرة النيم الكبيرة قالت الحصاحيصا قتلوها أبناءها لقد خرجوا منها ليلاً وضربوا بلاد الدنيا بحثاً عن الدولار والريال كلهم في بلاد العرب والعجم.. نعم إنها حقيقة كلهم هناك رحلوا عنها وتركوها وهي تبحث عن وجيع يكفكف دموعها.. الحصاحيصا دخلناها وسطاً نهاراً جهاراً قلب السوق والذي صار كعلبة الكبريت كل شيء فيه تغير الشخوص.. المباني.. التعامل.. كله غريباً.. إنهم يهرولون ذهاباً وإياباً بحثاً عن لقمة العيش ولكنني لم أجد أحداً من أبناء المدينة إلا صدفة الأستاذ/ حسن وراق الذي تعرفه المدينة كلها.. وهم يعرفونه لأنه يقول لا.. لا إنكم تقتلون المدينة بسبب قراراتكم.. فهل اليد الواحد تصفق فالتحية لك يا ابن وراق.[img]
[/img]
[img]
[/img]
سألناه عن المدينة أجاب والحسرة والألم يقطعان فؤاده المدينة بلا وجيع لقد تغيرت وضاعت بسبب القادمين الجدد الذين يتربعون على كرسي السلطة كلهم لا هم لهم غير أنفسهم لأن الوقت يمضي ويسرع يتهافتون على كسب الزمن والمال ولا يهم إن ضاعت المدينة بسبب مصلحة شخص ما.. لقد خرج أبناؤها منذ سنوات ولم يعودوا وكل الذين تولوا أمر هذه المدينة لا يعرفون عنها شيئاً.. فهي مدينة خارجة عن خارطة التنمية والخدمات والكل يعرف ذلك قيل أنها متمردة على كل الأنظمة ولكنهم لم يقدموا دليلاً واحداً على هذا التمرد.. فإن تمردت من حقها لأنها مظلومة وكل المحلية مظلومة كان يتحدث والغضب واضح على تقاطيع وجهه.
السوق.. ماذا عنه.. الصورة تتحدث..
الجزارات.. مكان بيع اللحوم.. شيء يخجل له الجبين.. المياه النتنة الوسخة التي تولدت فيها جيوش الديدان في قلب الجزارة وأولئك يتحركون في وسطها ذهاباً وإياباً وهم صياحاً بيعاً للحوم.. حكاية غريبة، أين إدارة الصحة وأين المحلية ولماذا صممت هذه الجزارات بهذه الطريقة الغريبة حديد (السكسبنده) الذي تلاصقت عليه الدهون ومن ثم الأتربة وتغير لونه وكل الترابيز متسخة وفضلات الإنسان نجدها ما بين الترابيز.. وذلك الشبك جعل المنظر قريباً، لقد غابت المحلية تماماً من هذا المكان ويا حسرة.
[img]
[/img]
[img]
[/img]
قالوا لنا المحلية تعرف تشيل القروش بالشرطة وما بتعرف تنظف بالدرداقة سمعنا بأن أحد المتحصلين بعد أن تم نقله إلى موقع آخر أعادوه مرة ثانية لنه يعرف يلم القروش بالشرطة ولا يعرف أن يقدم خدمة واحدة للمواطنين.. بس يقول أنا عايز قروش وما عندي قضية مع النظافة والنظام دي مسئولية المحلية.
أحد الجزارين – قال: واللـه دي حالتنا نحن نعوم في الموية الوسخانة دي بحشراتها ودودها وعفنها ودي مسئولية المحلية والصحة، وديل همهم لم القروش بس كان عايزين يقفلوا الجزارات ما يقفلوها لكن نعرف نحن ماشين وين..
المواطن/ محمد عوض الكريم.. يا زول المدينة دي ما عندها زول كان المعتمد ولا غيرو ديل عايزين الكرسي وبس تعالوا شوفوا الحالة دي معقول ده محل بيع لحمة.. وسخ وقرف وحاجات عجيبة مش معروف اللحمة دي ذاتة جاية من وين ما أظنوا جاية من السلخانة وعدم مسئولية وكل معتمد جايي بالترضية كان أخوه شهيد ولا منظم حزب، واللـه الحصاحيصا راحت في خبر كان.
[img]
[/img]
[img]
[/img]
عبد العظيم ود النور – تعال يازول صور هنا، شوف العربية السمحة دي قاعدة فوق كوم الأوساخ.. ريش دجاج وباقي فضلات وحاجات كتيرة يعني حتى نحن المواطن ما بعرف عديلو من عوجو، عربية ذي دي واقفة في كوم وسخ.. حكاية، واللـه أقول ليك مافي مكان نظيف غير المكان ده.. تاني واللـه المطرة لمان تنزل تعمل عمائل في السوق ده لأن المحلية قفلت المجاري كلها وبقت الحكاية طين في طين.
الحصاحيصا.. مدينة تصرخ وتبحث عن ابناءها..
أولاً: إبان الانتخابات الماضية جاء ابن حي كريمة وسليل طائفة الختمية الدكتور/ معتصم جعفر الذي حصد البطاقات باسم المؤتمر الوطني وفاز.. وحقيقة كونت له لجان لتنظيم العملية الانتخابية من أبناء الحصاحيصا بالعاصمة وخارجها وعملت تلك اللجان حتى فاز بكل الأصوات ولكن أين المعتصم الآن من الدائرة (4) الحصاحيصا أقولها صراحة لقد (خرج ولم يعد) لم نر منه مسألة مستعجلة واحدة بالمجلس الوطني تخص دائرته حتى ولو كان (كبري البراميل) لكمبو حاج علي – نعم كان ذكياً وشاطراً وفاز بالمقعد ولكنها مسئولية أمام اللـه والمواطن فهل سيعيد الكرّة.. إن كان في العمر بقية؟
[img]
[/img][img]
[/img][img]
[/img][img]
[/img]
الحصاحيصا.. مدينة بلا نصير.. كل الذين جلسوا على كرسي السلطة ومنذ ثلاثة وعشرون عاماً أخذوا منها نضارتها ولم يعطوها شيئاً ابتداءاً من كارثة السوق الشمالي أيام الكودة.. وحتى اليوم.. كل الذين جاءوا إليها ترضية وكأن الوصية.. (أقتلوا هذه المدينة).
ولاية الجزيرة.. وعلى رأسها الوالي البروفيسور/ الزبير بشير طه.. في حالة غياب تام عن هذه المدينة.. المجلس التشريعي.. يغض في نوم عميق مجلس محلية الحصاحيصا.. لا حديث عنه. أما سعادة العميد/ المعتمد.. فلا لوم عليه لأنه في الأساس ليس من أبناء المدينة ولا يعرف عنها شيئاً.. وكل التقارير التي ترد إليه لا تحمل الحقيقة.. فنقول له: ألبس عمامة الحجاج بن يوسف.. وأدخل إلى قلب المدينة، بل تجول في رحاب محليتك.
[img]
[/img][img]
[/img][img]
[/img][img]
[/img]
وقد كتبنا في أعداد سابقة بأن الحصاحيصا مدينة ترقص على حفرة الموت بسبب مخازن المواد الكيميائية والمبيدات الحشرية بمخازن (إش فور) وكذلك مهابط الطائرات ما بين أم دغينة والعمارة أربجي تلك الأرض التي زرعت اليوم بالخضرة ولكن لم نجد استجابة، ولا حاجة لمن تنادي.
فالحصاحيصا مدينة لا حول ولا قوة لها.. فلا قول لنا غير حسبنا اللـه ونعم الوكيل.
[img]
[/img]