توصلت دراسة لمجموعة من باحثي معهد (باول شيرر) السويسري للفيزياء التطبيقية والمعهد الاتحادي السويسري للتقنية في مدينة زيورخ السويسرية ونظيره الايطالي في مدينة ميلانو اليوم الى امكانية تصنيع شريحة رقيقة من عنصري (الجيرمانيوم) و(السيلزيوم) يمكنهما معالجة كمية كبيرة من بيانات الحاسوب ونقلها على شكل اشعة ضوئية.
واكدت الدراسة نجاح الباحثين في التوصل الى تقنية جديدة تجعل من عنصر الجيرمانيوم احد مواد انتاج اشعة الليزر التي يمكن بواسطتها نقل البيانات والمعلومات بين وحدات معالجة البيانات في الحاسوب ما سيؤدي الى تسريع عمله بصورة غير عادية لاسيما مع الاجيال الجديدة من المعالجات متعددة الانوية.
وعلى الرغم من ان اجهزة الحاسوب اصبحت مزودة بمعالجات متعددة الانوية توصف بأنها الاكثر سرعة في الاداء الا ان الدراسة توضح ان نقل البيانات عبر اشعة الليزر من شريحة الجيرمانيوم والسيلزيوم بين انوية المعالجات ستجعلها تعمل بسرعة فائقة للغاية.
وتوضح الدراسة التي مولها الصندوق السويسري للبحث العلمي ان الاستفادة من خواص فيزيائية لم تكن معروفة من قبل لعنصر الجيرمانيوم مكنت من جعله ينقل ومضات الليزر بسرعة تصل الى 100 (بيكوثانية) اي ما يعادل (1ر0) من واحد من مليار من الثانية.
وتشير الدراسة الى ان تلك النتائج تتطابق مع قاعدة (مور) التي تنبأت في عام 1965 بزيادة عدد الترانزستورات المستخدمة على شريحة المعالج (سي بي يو) الذي يتم استخدامه في الحاسوب لتواكب تطور استخدام اجهزة الحاسوب في العديد من التطبيقات وهو ما حدث بالفعل اذ تطورت صناعة الترانزيستور وصولا الى الدوائر المتكاملة المعقدة.
وتسعى الدراسة في خطوة لاحقة الى البحث في سبل تصنيع الشريحة الجديدة تجاريا ولكن من المحتمل الا تكون ارخص سعرا من شرائح الدوائر المتكاملة التي تعتمد بصورة اساسية على استخدام عنصر (السليكون) فيها بسبب ارتفاع سعر خام عنصر الجيرمانيوم النادر.
الا ان (السيليكون) يفتقر الى الخواص التي يقدمها عنصر الجيرمانيوم ولذا فقد يكون فارق السعر مقبولا بالنظر الى السرعة الهائلة التي سيتمتع بها الجيل الجديد من المعالجات والتطبيقات المهمة التي سيقوم بها.
وتأتي هذه الخطوة مكملة لدراسة سابقة صدرت في سويسرا قبل اسابيع تمكن فيها باحثون من وضع نقطة البداية نحو تصنيع وحدة معالجة مركزية تعمل بمكانيكا الكم ما يمكن من خلاله ترقب طفرة هائلة في سرعة واداء عمل اجهزة الحاسوب وتطبيقاتها.