العنوان بالعربية : حكاية غنجي العنوان الأصلي (باليابانية) غنجي مونوتاغاري) المؤلّف : موراساكي شيكيبو هذه أقدم رواية (بالمعنى الحديث) في العالم وهي رواية يابانية كتبت عام 1021 وبطل القصة ابن لإمبراطور أنجبه من أقرب محظياته إلى نفسه ، وهي "اكبريتسوبو" ، وهي من روعة الجمال بحيث أثارت الغيرة في صدور سائر المحظيات جميعاً ، وجعل هؤلاء يغظنها حتى قضين على حياتها غيظاً ، وكرت الأعوام ، لكن الإمبراطور لم ينس فقيدته ؛ وعلى الرغم من كثرة النساء اللائى جيء بهن له في القصر لعلهن يثرن اهتمامه ، فقد أغضى عنهن جميعاً ، مؤمناً بأن العالم كله ليس فيه امرأة واحدة تشبه فقيدته. ولم ينفك يشكو من القدر الذي لم يسمح لهما معاً بأن يفيا بالعهد الذي كانا يكررانه كلما أصبح صباح أو أمسى مساء ، وهو أن تكون حياتهما كحياة الطائرين التوأمين اللذين يشتركان في جناح واحد ، أو كحياة الشجرتين التوأمتين اللتين تشتركان في غصن واحد". وكبر "گـِنجي" وأصبح أميراً فاتناً ، له من وسامة الشكل أكثر مما له من استقامة الأخلاق ، فجعل يتنقل من غانية إلى غانية ، إلا أنه قد بذ في تنقله ذلك البطل المعروف في أنه لم يفرق بين ذكر وأنثى ، فهو يمثل فكرة المرأة عن الرجل - كله عاطفة وكله إغراء ، دائم التفكير ودائم الحب لهذه المرأة أو لتلك ؛ وكان "جنجي" أحياناً "إذا ما ألمت به الملمات ، يعود إلى بيت زوجته". إن الأمير الشاب كان ُيعَدُّ مهملاً لواجبه إهمالاً لا شك فيه ، إذا لم يكن قد أسرف في "فلتاته" الكثيرة ، وإن كل إنسان لا يسعه إلا أن يعد سلوكه هذا طبيعياً لا غبار عليه ، حتى لو كان سلوكاً يعاب على عامة الناس. إنني في الحقيقة لأكره أن أقص بالتفصيل أموراً قد تحوط هو نفسه كل الاحتياط في إخفائها ، لكني سأقص هذه التفصيلات ، لأنني أعلم أنك لو وجدتني قد حذفت شيئاً ، فستقول: لماذا؟ ألأن المفروض فيه أنه ابن إمبراطور ، اضطرت إلى ستر سلوكه بستار جميل ، وذلك بحذف كل نقائصه ، وستقول إن ما أكتبه ليس تاريخاً ، والقصة ملفقة أريد بها التأثير على الأجيال التالية تأثيراً يخدعهم عن الحقيقة ، والقصة كما هي ستجعلني في أعين الناس ناقلة لأنباء الدعارة ، لكن لا حيلة في ذلك". ويمرض "گـِنجي" خلال مغامراته الغرامية ، فيندم على مغامراته تلك ، ويزور ديراً ليرتد إلى حظيرة التقوى على يدي كاهن ، لكنه في الدير يلتقي بأميرة جميلة (يأبى تواضع الكاتبة إلا أن تسميها باسمها هي، موراساكي) فتشغله تلك الأميرة حتى ليتعذر عليه أن يتابع الكاهن وهو ينحو إليه باللوم على خطاياه: "بدأ الكاهن يقص القصص عن زوال هذه الحياة الدنيا وعن الجزاء في الحياة الآخرة، ولقد ارتاع جنجي حين تمثل له فداحة خطاياه التي اقترفها ، إنه لعذاب أليم أن يعلم أن هذه الخطايا ستظل واخزة لضميره ما بقي حياً في هذه الدنيا ، فما بالك بحياة أخرى ستتلو هذه، فياله من عقاب شديد ذلك الذي ينتظره في مستقبله! وكلما قال الكاهن شيئاً من هذا ، أخذ جنجي يفكر في تعاسته ، ألا ما أجملها فكرة أن يرتد راهباً وأن يقيم في مكان كهذا!... لكن سرعان ما استدارت أفكاره ناحية الوجه الجميل الذي قد رآه ذلك الأصيل واشتاق أن يعرف عن تلك المرأة شيئاً فسأل الكاهن: من ذا يسكن معك هاهنا؟" وتموت زوجة گـِنجي أثناء الولادة ، وبذلك أتيح له أن يخلي مكان الصدارة في بيته لأميرته الجديدة "موراساكي" .