لشد ما سررت حينما ابلغنى اخى النقابى العريق ابن قنب الحلاوين ..عبد القادر احمد.. بان موقعا لابناء الحصاحيصا قد انشىء لاستقبال المشاركات بشتى صنوفها.. تواصلا بين ابناء هذه المدينة واندياحا فى التواصل مع كل ابناء المحافظة المنتشرة حولها من ثلاث جهات تمثل حديقتها الخلفية. وضفتها الشرقية.التى تتبادل معها المنافع نهارا وليلا فى تمازج تاريخى امتد عقودا طويلة من الزمن شهدت كل منها تطورات تصاعدت فى حياة الاخرى ..ولكن بعضد بعضهاتجاه بعض ..تفرق الحصاحيصا بمن يؤمها من جهتها اليمنى مثلما تفتح اعينها لابناء الجهة اليسرى.. وبذات الود تفتح تلك الجهات احضانها صباحا نحو مدينتنا الاثيرة ..والدنيا لازالت تتثاءب قبل الشروق .. والنيل الازرق قدارتمى على صفحة المدينة الشرقية وكأنه ثوب ينحسر جانبا عن مرقد فتاة تودع مساء احلامها وتتهيا للنهوض الى نهار الحياة والحب والعطاء... تدب فيها الحركة وتركض الدماء فى شرايينها الواسعة .. سيارات تأتى من كل الجهات ..تفرغ احشائها من البشر والخيرات ويلئم سوقها.. لا يعكره الا القليل من غبار يمزح بتحية مملة عابرة ويمضى.. وهكذا يبدأ يومها وينتهى... ..كما قال الشاعر (اذا اقبلت تلقاها دعاك نضار محياها .. واذا ودعت مرتحلا بكت بالدمع عيناها..)
هكذا هى بحرى الجزيرة عاصة السرة منها التى تكونت من السودان كله دون اسثناء فى توادد وانسجام ربما لاتجده الا فى كبريات مدن السودان..فمثلما يشرق صباحها بالبسمة للقادمين من تخومها .. فان مساءها يتشكل ..مهرجانا يوميا يتقسم فيه مجتمعها المتلائم على عدة مسارات تشكل لوحة لا تنافر فيها وانما منسجمة الالوان .. بين من يرتادون دور الرياضة وبين من يؤمون السينما وبين من يضيئون انديتها وبين الذين يجلسون فى المقاهى التاريخية وامام حوانيت اعيانها .. و تدب الحركة فى المطاعم .. وسط القفشات بين اناس كلهم يعرفون بعضهم .. اهل المدينة ..قلوبهم بيضاء ارتسمت على صفحةا علم السودان ..الوانا.. فلا فرق بين قادم من الشمال عن القادم من الجنوب او من الغرب او من الشرق .. فالكل هنا يرتون من نبع واحد ..اسمه بحرى الجزيرة ...والله ايام ..يا زمان الحصاحيصا ..ولنا لقاء قادم ..ان كان فى العمر بقية...