صدر حديثًا عن المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السّياسات كتاب بعنوان "ظاهرة ويكيليكس: جدل الإعلام والسّياسة بين الافتراضيّ
والواقعيّ" (591 صفحة من القطع الكبير). والكتاب خلاصة مؤتمر علميّ حرّرت أبحاثه هدى حوا، وشارك فيه ستّة عشر باحثًا عربيًّا وأجنبيًّا بينهم عزمي بشارة وغاريث بورتر ولينا الجيوسي وماكسيميليان فورت ونهوند القادري عيسى ومحمد جمال باروت وهشام القروي وغيرهم. وهو محاولة علميّة لفهم ظاهرة التّصادم مع النّخبة السياسيّة والعسكريّة الأميركيّة؛ هذه الظّاهرة التي بدأت بتسريب "فيديو بغداد" الذي يصوّر قتل جنود أميركيّين مدنيّين عراقيّين بصورة قصديّة في نيسان / أبريل عام 2007، والتي لا يمكن فهمها إلا في سياق ثقافة الإنترنت التي رسّخت حقّ الوصول إلى المعلومات، وأتاحت للهاكرز (Hackers) أن ينشروا ما شاؤوا من المعلومات المقرصنة لغاياتٍ سياسيّة مشروعة، استنادًا إلى مبدأ الشفافيّة في النّظام الديمقراطيّ، الأمر الذي يخدم إعادة الاعتبار إلى العقل والحقائق.
تضمّن هذا الكتاب عددًا من الدّراسات والبحوث أبرزها: الحقيقة والسّلطة وإعادة الاعتبار إلى الحقائق (عزمي بشارة)؛ الإعلام والسّلطة وتبديل شكل الاحتجاج (ماكسيميليان فورت)؛ سلطة التكنولوجيا وتكنولوجيا السّلطة (لينا الجيوسي)؛ المصادر الإعلاميّة الجديدة وإعادة توزيع القوّة (باسم الطويسي)؛ المشهد الثوريّ الافتراضيّ (الصادق الحمامي)؛ ويكيليكس ومشكلة تحميل المسؤوليّة (غاريث بورتر)؛ تسريبات ويكيليكس بين التّشكيك والاحتفاء (الصادق رابح)؛ أيّ دور للتّسريبات (نهوند القادري عيسى)؛ تحدّيات الوثيقة التاريخيّة (جمال باروت)؛ إيران ووثائق ويكيليكس (فاطمة الصمّادي)؛ الانتهاكات الأميركيّة لحقوق الإنسان في العراق من خلال وثائق ويكيليكس (باسيل يوسف بجك)، علاوةً على دراساتٍ كتبها كلٌّ من مسعود ضاهر وحسن أبو نعمة وموسى بريزات ونهى خلف وهشام القروي، وهو ما يضع بين يدي القارئ العربيّ مرجعًا مهمًّا في فهم هذه الظّاهرة التي واجهت السّلطات في أميركا والعالم العربيّ ووسائل إعلامها باقتدار.