الشهوانيون.. علماء.. أم (حمير)..!!
عثمان شبونة
aswatshahi@hotmail.com
خروج:
قبل أسابيع مات رجل يتبع للنظام الكافوري في الخرطوم، فانبرى أحدهم يتحدث عن الفضائل ويعدد مآثر (الرجل الميت) حتى بكى الناس... وبعد أيام من الخطبة (الرخيصة) والبكاء الذي لا تسميه الكلمات، قُـبِضَ على الخطيب (الرباني) مع بنت قاصر.. ثم (دمدموا) القضية وذهب الخطيب حاجاً لبيت الله..!!!
النص:
* من المسلمات أن أي اجتهاد في مسائل الحياة يجب أن يراعي حاجة الناس إلى الغاية من الجهد، ومدى الأولوية للمراد تبليغه أو تنزيله للناس بأخذ مآلاتهم في الإعتبار.. فإذا كانت بلاد بحال السودان لا شغل لهيئة علمائها سوى ردم فجوات مسببة بفطر الفتاوى، فعلى الملأ أن "يلعنوها" لا أن ينتقدوها بعقلانية، لأن للنقد مقاماً لمن يستحق...! وهل تركت الهيئة للناس عقلاً بخدماتها السلطانية الذميمة..؟ فالشاهد أن علماء السودان كما يسمون أنفسهم ليسوا مجتهدين بقدر يحفظ كرامة شعب وتحقيق رغباته، إنما هم (عمّال) يتكفل بهم النظام العسكري (أبو دقن) لخدمة مراميه، وهذه ملاحظة ليست ذات جدوى لأنها أصبحت من المتون في ألباب المثقفين والجهلاء معاً، إنما نوردها للتذكير وبيننا عينات من الفتوى المسطحة المبثوثة لرعايا عيونهم على الثرى والقوت والتحرر..!
* مراراً كتبنا عبر الورق والإسفير حول علل الفئة الباغية التي تسمى هيئة علماء السودان، وهي في الحقيقة هيئة كاملة غير منقوصة لخدمة البشير وحزبه عند الضرورة وغير الضرورة: (أنظر مقال علماء الفكة.. لا أحد يقترب من خط المشير.. وانظر لمقال آخر بعنوان: معاقل الصوفية تحت عباءة الغشاش الأكبر).
http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-59309.htm
* في مسألة جواز الإقتران بالطفلة التي أقرها أمين هيئة علماء السودان محمد عثمان صالح، كنت أتمنى أن يسأل هذا المعطوب نفسه، ماهي الفائدة المرجوة من طرحه (الطفولي)، خصوصاً وأن حكومة الخرطوم العشوائية لا تستطيع أن توفر احصاءات يمكن الحكم من خلالها ببوادر أزمة في هذا المنحى (الجنسي) ذوي الأغراض المتعددة، بينما عين الرائي واقعياً تصدمها حالة من العنوسة بلا حصر لمن تجاوزن سن الزواج في سلالم الجامعات، ناهيك عن غيرها.. وكأني بأمين الهيئة القبيحة أراد فقط أن يقترن اسمه تاريخياً (بالأمر السييء ــ كظاهرة) بعد أن عجزوا عن كسب أي احترام شعبي وهم يقفون درقة للمجرمين في السلطة..!
* أليس أمراً جللاً أن تنحصر مشكلات البلاد التي أفشلوها (تحت السرة)؟؟؟ فما بين برلمانهم الماسخ وهيئتهم المنبوذة يظل التخلف الفطري قرين بالألقاب المجانية التي وصلت إليهم.. إنها حالة من المس عجيبة، تتجاوز البنى التي حطموها في الإنسان والتراب، إلى العصب الأخير.. ولو كان هذا الشعب المسكين يملك ويقرر لأرسلهم جميعاً إلى مصحات محكمة..!! فهم فصيل (سياسي ــ ديني ــ مجازي) متوحد في اللا إنسانية بأقصى ممكناتها بين الإرادي واللا إرادي.. حتى إذا نطقوا بالحق نفسه تحول عند الناس إلى رماد شك، وذلك من فرط ديباجة النفاق التي تميزهم عن سائر الملل..!!
* لقد انتهى زمن أي مشروع وهمي جماعي لدى عصابة القصر الجمهوري، وها هم يتبارون في إظهار العورات الفردية بواسطة (علمائهم)، عوضاً عن الخيبة السياسية و(الإقتصادية)، وامعاناً في صرف القلوب عن أهداف كبرى كلما تبادر لهم أوان قطفها وضاقت الدائرة عليهم، ابتكروا خدعة شاغلة لتجاوزها، بينما طوب بنائهم في نقصان مزرٍ وتفكك مبين..!
* (ليكن زواج القاصرات والطفلات ــ بعد قليل ــ فريضة لدى الجماعة الشاذة التي تحكم الخرطوم).. ثم ماذا؟؟؟!! ألا تشغلكم مرة واحدة مشكلات السوق وجنوحه الخرافي بين (الجزارة والصيدلية)؟!
* ألا يشغلكم طائر الموت المشؤوم بين رمل برئ وغابة تحولها كتائب المشير إلى ديدان وغفر؟! بل.. ألم يشغلكم أخذ العزيز المقتدر لأذناب الطاغية ببأس الحديد؟!
* إلى متى (علماء المؤتمر الوطني) كالحمير التي تطيع سيدها (ركوباً وتوجيهاً)..؟ بل أن الحمير الأصيلة لم يذمها الله تعالى بشيء أعمق من صوتها المنكر، بينما يظل صوت باطلكم هو الأعلى..!!!
أعوذ بالله