يعاني غالبية أصحاب الوزن الثقيل من كابوس الذقن المزدوجة، أو الجزء المتدلي من الجلد أسفل الذقن خصوصا عندما ينجحون في التخلص من الوزن الزائد، هذا الكابوس بالإضافة للشحوم التي تتجمع حول محيط الخصر يمكن التخلص منها عن طريق الحقن بخلايا تفرز حرارة فتذيب الشحوم وفقا لدراسة حديثة.
وقالت الدراسة التي نشرتها صحيفة «التلغراف» البريطانية، أن الباحثين يقومون حاليا بتطوير حقن يمكنها أن تهدف للتخلص فقط من الذقن المزدوجة أو الدهون المحيطة بالخصر دون أن تؤثر في بقية الجسم. فقد اكتشف الباحثون أنه يمكن التخلص من بعض الدهون غير المرغوب في وجودها ببعض المناطق عن طريق حقنها بكبسولات دقيقة تحوي نوعا مطورا من الخلايا المنتجة للحرارة والتي توجد بصورة شائعة لدى الحيوانات والرضع. وتعمل هذه الخلايا على إطلاق إشارات من شأنها أن تغير الأنسجة الدهنية المحيطة بهذه المناطق بحيث يتم استخدام الفائض من السعرات الحرارية في إنتاج حرارة الجسم بدلا من تخزينها على شكل دهون.
وقد أظهرت التجارب على الحيوانات أن حقنها بتلك الكبسولات ساعد الفئران البدينة على التخلص من 10 بالمئة من أوزانها حتى مع تناولها لأنظمة غذائية عالية السعرات. وينوي الباحثون تطبيق تجارب مماثلة على الكلاب السمينة بنهاية العام الحالي وإذا ثبت فعالية تلك الخلايا ونجاح التجارب يمكن أن يبدأ تطبيقها على الآدميين خلال ست سنوات.
ويعتقد العلماء أن تلك الكبسولات، التي يبلغ عرضها ثلاث مرات حجم شعرة الإنسان، يمكن أن يتم حقنها في مناطق معينة تستقر فيها الدهون مثل الأفخاذ والمقعدة والذراع وأسفل الذقن وحول البطن لتقليل الدهون التي يتم تخزينها في تلك المناطق.
والمتوقع أن تقضي هذه التقنية على الكابوس المؤرق للكثيرين الذين مهما قاموا بالتخلص من الوزن الزائد سواء بالحميات أو ممارسة الرياضة تبقى الدهون في بعض المناطق يصعب التخلص منها.
وتقول قائدة فريق البحث من جامعة أوهايو، د. أوليانا زيوزينكوفا، إنهم وجدوا أن تلك الكبسولات تقوم بالفعل في حرق دهون تلك المناطق المستعصية والمساهمة في إعادة تشكيلها. ويعمل الفريق حاليا على التوصل لوسيلة تستهدف الدهون العميقة الضارة التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل السكري النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وعند التأكد من فعاليتها على البشر وسلامتها سيمكن للمرء التخلص من دهون أي منطقة عن طريق حقنة بسيطة. وقد استطاعوا تحقيق ذلك مع الفئران التي انخفضت لديها الدهون بنسبة 20 بالمئة خلال 80 يوما. وقامت تلك الكبسولات بإطلاق إشارات من خلال مسام الكبسولات تتوجه نحو الدهون الضارة وتحولها لخلايا منتجة للحرارة تعرف باسم ثرموسايت. وتوجد خلايا ثرموسايت، التي تعرف أيضا باسم الدهون البنية، بكثرة لدى الحيوانات الصغيرة الحجم والرضع، وتساعدها في الاحتفاظ بحرارة الجسم عن طريق حرق الدهون بدلا من تخزينها، ويفقد البشر هذه الخلايا مع التقدم في السن.