سلام يا ايهاب شكرا على المعلومة بظهور داء السرطان وانشاء الله ربنا يشفى كل مريض بهذا المرض ويجعل فى الدواء الشفاء
وهنا اورد لك وللاعضاء بحث قام به الاستاذ حسن وراق عن السرطان فى الحصاحيصا
ونشر هذا البحث فى العدد الثالث لصحيفة الحصاحيصا
السرطان الداء الذي يقتل في صمت , من الأمراض التي تهدد حياة الإنسان في العالم. في السودان بدأ هذا المرض في تزايد مستمر ، غير أن سبل مكافحته وعلاجه ما تزال بعيدة كل البعد عن وتائر تزايد معدلات المرض. أجمعت كل مراكز أبحاث السرطان في العالم علي المسببات الرئيسية لهذا المرض اللعين .اذ تلعب البيئة الملوثة بالسموم والمبيدات والغازات والأبخرة السامة عاملا أساسيا لتعرض الإنسان مباشرة وغير مباشرة للإصابة بهذا المرض وتشهد ولايات السودان تزايدا مطردا في معدلات الإصابة بالمرض ، إلا أن ولاية الجزيرة تجيء في المرتبة الأولي علي نطاق ولايات السودان مسجلة أعلا نسبة تعرض للمواطنين للإصابة به. من داخل معهد الطب النووي والإحياء الجزيئية وعلاج الأورام بمدينة واد مدني تبدأ الحقائق المذهلة تتكشف عن هذا المرض المستشري بسرعة وسط إنسان السودان وخاصة في ولاية الجزيرة.
ما هو السرطان:
خلال حياتنا بعض خلايا الجسم تموت بشكل طبيعي ويقوم الجسم بتعويض ذلك النقص في الخلايا عن طريق الإنقسام. تقوم الخليه بإنتاج نسخه أخرى من الحامض النووي ثم تنقسم الى خليتين. هذا ما يحدث في الخليه بشكل مبسط حيث ان عملية الإنقسام اكثر تعقيداً من ذلك.
السرطان هو خلل داخلي في خلايا الجسم والتي تتجدد باستمرار في نظام ونسق طبيعي وفق مسار معين أي اختلال فيه بمثابة حدوث تغيير يمكن ان يؤدي الي حدوث السرطان . العملية اشبه بالحركة الجماعية للنمل الذي يسير في انتظام جماعي ويحدث ان تخرج نملة عن المسار الجماعي فتتعرض للفناء او تجد مجموعة اخري تلتحق بها . الخلية التي تخرج عن مسار الخلايا تحدث اوراماً.
الأورام التي تنتج عن هذا الخلل نوعان :
الأورام الحميدة ( غير سرطانية Benign ) : وهي عادة تكون مغلفه بغشاء وغير قابله للإنتشار ولكن بعضها قد يسبب مشاكل للعضو المصاب خصوصاً اذا كانت كبيرة الحجم وتأثيرها يكون بالضغط على العضو المصاب او الأعضاء القريبه منها مما يمنعها من العمل بشكل طبيعي. هذه الأورام من الممكن ازالتها بالجراحه او علاجها بالعقاقير او الأشعه لتصغير حجمها وذلك كاف للشفاء منها وغالباً لا تعود مرّة ثانيه.
الأورام الخبيثة ( سرطانية Malignant ) : وهي تهاجم وتدمر الخلايا والأنسجة المحيطة بها ولها قدره عاليه على الإنتشار. وهي تنتشر اما مباشرة عبر الانسجة والاعضاء المحيطة او طريق الجهاز اللمفاوي او عبر الدم الي بقية الاعضاء.
لايوجد سبب مباشر للاصابة بمرض السرطان لكن كل الدراسات تشير الي ان هنالك ارتباط وثيق بالتأكسد والمواد المؤكسدة التي نتناولها في غذائنا وكذلك تأثير السموم والمبيدات والاسمدة والكيميائيات والبيئة الملوثة للهواء والمياه وكلها ترتبط بانتشار السرطان بمعدلات اسرع.
من تقرير برنامج الامم المتحدة للتنمية في أغسطس 1992
جاء ذكر الحصاحيصا علي النحو التالي:
لقد بلغت كميات المبيدات التالفة الموجودة داخل دول القارة الافريقية حدا خطيرا حيث قدرت ما بين 20000 الي 60000 طن متري يوجد منها مايزيد علي الالف طن دون حساب ما يقرب من 500 طن دفنت في ما يعرف بمقبرة مبيدات الحصاحيصا علي بعد كيلومتر ونصف غرب النيل الازرق .
هذا التقرير يعكس مدي خطورة الوضع البيئى الذي يهدد حياة وارواح المواطنين والكائنات الحية الاخري في الحصاحيصا المدينة الثانية بولاية الجزيرة. عند صدور هذا التقرير تفاعلت معه العديد من جمعبات حماية البيئة العالمية وبعض الجمعيات المحلية والتي بذلت جهد كبيرا في التخفيف من حدة تنامي الخطر الا ان الوضع البيئي لايزال ينذر بالعديد من المخاطرالتي تهدد حياة المواطنين اذ ان الخطر لايزال قائما والسلطات لم تحرك ساكنا لاحتواء الوضع الذي بدا يأخذ عدة اشكال اكثر تعقيدا علي صحة المواطنين والبيئة.
بداية الكارثة:
من موقع مخازن المبيدات التابع لمشروع الجزيرة وعند محطة قرشي شمال الحصاحبصا وفي العام 1987 انطلقت الكارثة الكبري لاكبر تلوث بيئي عرفه السودان. كميات كبيرة من براميل المبيدات السامة والتي حرم استعمالها نظرا لخطورتها علي الكائنات الحية والانسان علي وجه الخصوص وهذه المواد السامة تحتوي علي مادتي الاندوسلفان (دايانا) وال DDT والتان دار حولهما جدل عالمي انتهي بتحريمهما لاحتوائهما علي ترسبات مسرطنة في الدم .
النخزين الخاطيء في العراء مباشرة ولفترات طويل ادي الي تاثر البراميل التي تحتوي علي هذه المبيدات القاتلة بالتعرض لحرارة الشمس ومياه الامطار مما ادي الي تآكل البراميل بفعل الاصداء لتتم عملية تسرب كمبات كبيرة من هذه المبيدات علي الارض مباشرة . وعندما صدرت التوجيهات بحظر استخدام هذه العينة من المبيدات لجأت ادرة المخازن الي التصرف ببيع البراميل بعد افراغها من المبيد وذلك بسكبه علي الارض مباشرة وعندما فاحت الروائح المنبعثة واصبح من المتعذر احتمال ذلك لجأت ادارة المشروع الي القيام بطمر المبيد المتجمع علي سطح الارض بالتراب سطحيا واستخدام القطن والبذرة لامتصاص المواد السائلة وهكذا قامت ادارة مشروع الجزيرة بارتكاب اكبر جرم بحق مواطني الحصاحيصا والذين تضرروا كثيرا مثلهم مثل مواطني شيرنوبل الروسية بعد كارثة المفاعل النووي ومواطني بوبال الهندية التي مات العديد منهم اثر تسرب الغازات السامة , حيث يقضي المتسببين في هذه الكوارث عقوبة السجن لارتكابهم جريمة ضد الانسانية بعد ان تم تعويض اسر الضحايا وهنا لايزال من تسببوا في كارثة مبيدات الحصاحيصا لم تطالهم يد القانون ولم تقم السلطات بتقديم اي تعويض لازم للمتضررين وللمدينة المنكوبة
والصورة ديه ماخوذة مع البحث توضح بعض المتاجر فى الحصاحيصا التى تضع المواد العذائية بجوار المبيدات