ربما تكون كلمة ( السقط ) هي أكثر الكلمات الدارجة المستعملة لدى كل السودانيين باختلاف لهجاتهم ومناطقهم وبمعنى واحد ( البرد )
السقط هذه الأيام شديد خاصة في شمال السودان ووسطه وغربه ، وسقط زمان كان أكثر شدة من سقطنا الآن ، كما أنّ معينات الحماية من البرد من بطاطين وملابس صوفية متوفرة في زماننا هذا أكثر !! وهناك كلمات ترمز لشدة السقط مثل ( الزيفة ) و ( جا بوليداتو ) ، في أيام السقط الشديد يلفت نظرك منظر الناس وهم نيام !! فمعظمهم ينوموا ( مكرفسين ) بحيث يصبح الذي طوله مترين بطول ( ربع متر فقط ) وهو متكرفس بالضبط كما كان في بطن امه !! وفائدة الكرفسة هي أنّ الأنفاس الحارة التي يزفرها الشخص تلامس كل جسم ( المتكرفس ) كما انّ ملامسة أعضاء الجسم لبعضها تؤدي للتوزيع العادل للثروة أقصد ( الحرارة ) لكل مناطق الجسم .
السقط يؤدى لجفاف الجسم و ( الغبشة ) الان مستحضرات تنعيم الجسم متوفرة كالكريمات والجلسرين أمّا في الماضي فكانوا يستعملون ( الودك والكركار وزيت السمسم ) .. حكى لي قريبي الذي جاء قبل أيام من الخليج أنّ أرجله قد ( تشققت ) وامتللأ وجهه بالقشور وهو لا يستعمل الجلسرين للحساسية وقال أنه عندما يكون متكرفس ويتمطى تحتك أرجله المشققة بالبطانية فتولد أنوارا بألوان مختلفة فيصبح ليله نهارا !!!
من أين اتت كلمة ( سقط ) حسب تقديري فالبرد يؤدي الى تدني درجات الحرارة أي سقوط درجات الحرارة لغاية ما يصبح الجو باردا .. اذن كلمة ( سقط ) جاءت من سقط يسقط سقوطا ..
الآن درجة الحرارة ساقطة سقوطا ( مدويا ) ومرحبا بفصل السقط فهو نشاط وحيوية رغم قسوته على معظم السودانيين لعدم قدرتهم على اغتناء ما يحميهم من السقط فالدفايات والافران داخل البيوت معدومة والنساء يستعضنّ عن ذلك بالبخور وخاصة بخور الطلح والذي تشبك رائحته بهدومك وتجعل رائحتك كما لو خرجت للتو من ( التكل )
بعض الناس يقولون فلان جا من ( سقط لقط ) يعني بلاد بعيدة وغير معروفة وهذا معنى آخر لكلمة سقط
وكل سقط وأنتم طيبون !!!
__________________