كحال معظم سكان شمال السودان وخاصة سكان منطقة المنحنى الأول للنيل (شايقية وبديرية دهمشية)، تجدهم يدينون بالولاء لسيدي، وللذين لا يعرفون من هو سيدي، إنه السيد علي الميرغني(1873- 1968)، وينسحب هذا المسمى إلى أولاده وأحفاده وأحفاد أحفاده إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ويطلق هذا اللقب على راعي الختمية.
ويحكي لي جدي بأنه يداوم على زيارة السيد على الميرغني في مسجده في بحري وذلك لزوم التمتع برؤيته والتبرك به، وفي مرة من المرات شد الرحال من قنتي ووجهته كالعادة الخرطوم ومن ضمن هذه الزيارة التوجه إلى مسجد السيد علي المرغني في بحري، وهذه الرحلة كانت مختلفة عن سابقاتها، كون أن إحدى بناته سوف ترافقه،وهو يرى أن هذه فرصة لا مثيل لها بالنسبة إلى بنته حيث تحظى بشرف السلام على سيدي.
وبدأت الرحلة المضنية من قنتي إلى الخرطوم قبل الطريق المسفلت من القبولاب إلى أم درمان، وجدي طول هذه الرحلة يكاد لا يصدق أن إحدى بناته سوف تحظى بالسلام على سيدي.
ووصل الجميع إلى أم درمان ومن دون أخذ قسط من الراحة من وعثاء السفر توجه هو وبنته إلى مسجد سيدي في بحري، وانتظم مع الجميع في الصف المؤدي للسلام على زعيم الختمية، وعندما وصل مدخل الغرفة التي يجلس فيها سيدي، فإذا بالحاجب يطلب منه أن يذهب وحده للسلام على سيدي ويترك بنته بعيده ولكنها تحت مرمى نظر سيدي، ويقول له الحاجب بصوت عال لا يسمح للست أن تسلم على سيدي " الست يكفيها النظر"