عزيزي الباشا
تجدني اتفق معك في عبارة خلف كل قيصر يموت قيصر جديد ولكن القيصر لم يمت وانما يربي في عزنا . الفريق قوش دخوله القصر مستشارا هي الخطوة الاولي في تسلم اخطر ملفات الحكم وهي السيطرة التامة وحكم البلاد حيث تشير كل الحقائق انه الرجل القوي في الانقاذ وفي يده يحتفظ بالشفرة الامنية رجل خبر كيف تدار الامور في اخطر الاجهزة وعرف كل الدهاليز والممرات ومفاصل تثبيت النظام وغير كل مفاتيح اللعب ويحتفظ بادق التفاصيل والاسرار رجل مثله لا يتم التخارج منه كما يظن البعض ,و لو ان الامور بتلك البساطة لما تم الابقاء وتكليف صديقه ودفعته ونائبه بالقيام بالمهمة.
الامريكان لا يتعاملون الا مع الانظمة والرجال الاقوياء داخل الانظمة ولهذا تم ارسال طائرة خاصة له في مايو قبل 4 اعوام وتم التوسط له لدي الانجليز لاجراء عملية جراحية له بعد مظاهرات الرفض من قبل المعارضين الامريكان. هذا الرجل باركه الامريكان لانهم يدركون انه الرجل الأقوي, دخوله القصر بوادر مرحلة تغيير في الحكم خاصة وان الايام المقبلة هي المرحلة الاهم في تاريخ النظام الذي انقلب علي الديمقراطية ويريد الان ان يستغل الديمقراطية عبر الانتخابات لاضفاء الشرعية التي تنهي اطول فترة زمنية ( خارج الشرعية ) نظام يشرعن نفسه وهذه الشرعنة تتطلب تغيير , النظام الحالي ثبت اركانه بقوة الامن وهذا لن يستمر ويصمد طويلا والانهيار في كل شيئ يتسارع بوتائر اسرع والشعب في مرحلة يأس والنظام بكل قوته وجبروته فشل في ان يحقق الحد الادني من القبول و السند الجماهيري وتحقيق النذر البسيط من الطمأنينة والجماهير عاجزة عن تغيير النظام وهذه قمة الازمة التي يجب تجاوزها من اجل الاستمرار في الحكم وبناء واعادة بناء الدولة والاقتصاد خاصة ونحن دولة محاربة ومفروض عليها الحصار الاقتصادي من جراء الاخطاء السياسية وتدهورت كل القطاعات الاقتصادية ودمرت الصناعة وخرجت الزراعة من المنافسة ومؤسسة الفساد الت تنخر في عصب الحياة العامة والخاصة واصبحنا بعيدين عن التجارة العالمية والتي اصبحت تحكمها قوانين دولية عبر منظمة التجارة التي رفضت عضوية السودان ما لم ينهي النزاع في دارفور واعتمادنا علي البترول لن يكون طويلا بعد ان بدأ الضخ يتنازل والاسعر تتهاوي ولا يوجد بديل سوي التغيير والذي تريد له الحكومة ان يكون تحت البنج المخدر حتي لا يستشعر الشعب اعتراف الحكومة بضعفها ويتكرر ثقب ديمقراطية قرباتشوف في جدار دكتاتورية البروليتارية والتي سقطت بانفجار البركان الخامد ومن ضغط التراكمات السالبة والتي اطاحت بنظام صمد اكثر من 70 عاما اي ثلاث اضعاف عمر الانقاذ ويزيد وتراكمات الشعوب اليومية هي رصيد الثورات في المستقبل .
دواعي التغيير من دخول قوش القصر ضرورة املتها العديد من الفرضيات خاصة وان نظام الانقاذ وقع علي نيفاشا بعد تعهدات من الادارة الامريكية بعدم الاطاحة به علي ان يتم احداث التغيير بازاحة كل العناصر غير المرغوب فيها وتجميل وجه النظام في المرحلة الانتخابية التي تضفي عليه الشرعية التي ظلت عقدة ملازمة طوال عمر الانقاذ وحتي الان . ومن الواضح ان الفريق قوش ليس من تلك الشخصيات المغضوب عليها داخل نظام الانقاذ والايام القادمة حبلي بالمفاجأت والسياسة لا تعرف الا القوي ولا تعرف المواقف الثابتة ولا تعترف بالزواج الكاثوليكي. يجب الاخذ في الاعتبار بان سياسة القطب الآحادية وبعد احداث 11 سبتمبر غيرت الخرطة والاستراتيجية الامريكية في التعامل مع حكومات العالم علي حسب المثل القائل عدو عاقل خير من صديق جاهل او كما قال الشاعر من نكد الدنيا علي الحر..ان يري عدو ما من صداقته بد.... وان الامريكان من مصلحتهم الابقاء علي بعض الانظمة التي تعاديهم بعد ان يخلعوا انيابها تماما كثعبان الحاوي,.. وجنا تعرفو ولا جنا ما تعرفو.. ومن مصلحة الامريكان الابقاء علي نطام الانقاذ والعمل علي (( تقييفه)) حتي لا تعم الفوضي باسقاط النظام ويحدث الفراغ الامني الذي يغري اعداء الامريكان من الاصوليين والمتشددين والذين عرفوا السودان من قبل .وبما ان الوضع القادم بالنسبة للانتخابات مازال يكتنفه الغموض بالاضافة الي ان منهج الانقاذ في الاعتماد علي السرية المطبقةلن ينجح كل المرة ولن يستمر الحال طويلا وكل الخوف من ثقب قرباتشوف والذي وسعه الانفجار الشعبي.
والله اعلم وانتم لا تعلمون