كن (عويراً) ترى الوجود جميلاً..

في أحد أحياء الخرطوم الوسطية(في الرقي) إيريا تسمى (حلة العوراء).. ولهم فريق لكرة القدم اسمه(فريق العورة).. وهم ليسو (بعورة).. لكنهم يتخذون العوارة مهرباً من روتين الجد.. فكانوا يتشاجرون مع الحكم بلا سبب.. ويحزنون حينما يحرزون هدفاً.. ويهللون لودخل مرماهم هدف.. ويخلعون ملابسهم بلا مناسبة.. ويجرون بأرديتهم خارج الملعب.. مع صياح وعويل غير مفهوم..المهم(يتعاوروا).. وكنا في حصة السمنار بالمدرسة نطلب من الطالبات التجرؤ على النص.. لأن الإبداع لا يتأتى إلا إذا فارق الإنسان الجد قليلاً.. فيرفعون أصواتهم عند الإلقاء الشعري.. وينططون في الأداء المسرحي.. ويقلدون دونما حياء فيما يستحق التقليد.. وألف ابن الجوزي كتاب سماه( أخبار الحمقى والمغفلين).. ولما اطلعت عليه.. خلت أن ابن الجوزي قصد من التسمبة( أخبار العوراء).. ولو سألوك عن صفات أهل أحد القبائل السودانية المعروفة.. تقول عنهم: أنهم (حمق).. وفي قلبك أنهم (عوراء).. لكن بدأ لي أننا محتاجون (للحماقة) أحياناً.. أو قل (العوارة).. تركب عربتك.. أو عجلتك.. أو رجليك.. وتمشى لوحدك أو مع من تأنس وتحاكيا الطبيعة.. وتفعلا ما هو محظور.. من حركات وأصوات وخروج عن النص.. ألبس جلد غيرك.. ساعتها تحس أنك محروم حيث أنك لم تخلق (عوير).

العواره لغة هي الطرفة واصطلاحا
العواره هى ذلك الفعل الذى يضحك الناس ويبهج القلوب

فالطرفه عواره والنكته عواره والمزاح ابو العواره زاتا

والعوير يمتلك رصيدا كبيرا من الاصحاب والمعارف والمحبين

والعوير اراءه جريئه لذلك كثيرا ماياخذ الشواكيش

العوارة هذه الكلمة لاتوجد الا في السودان
وهي تطلق على الشخص الابله وهناك فرق بين الابلة والمتبله فالاول عوارته فطرية والثاني عوارته مصطنعة
وهناك مثل سوداني قديم جدا يقول ( العوير سلا سكينوا سجمنا كان نجري )
أي ان الشخص العوير مهما حاول ان يخيف الناس لايقدر لان قواه الذهنية ضعيفة

والعوير نبات كان يزرع حول المدارس وهوان تزرع أي جزء منه فانه يقوم سواء ساق او جزور – وهناك نكتة تقول ( في راجل عوير مرتو زرعتو )

وقديما كان نقرا قصص عمك تنقو وهو في مرة يقع في مطب بسبب عوارته


وفد قال الشاعر العوير المتبله الاعوري في عوراته هذه الابيات

إبداع يا عبد اللطيف..