إنه قطب الزمان والحامل في وقته لواء أهل العيان. وهو الشيخ الإمام حجه الصوفية، علم المهتدين، زين العارفين، أستاذ الأكابر والمنفرد في زمانه بالمعارف السنية، والمفاخر، العالم بالله، والدال على الله، زمزم الأسرار، ومعدن الأنوار، والقطب الغوث الجامع تقي الدين أبوالحسن علي بن عبدالله بن عبدالجبار بن تميم بن هرمز بن حاتم بن قصي بن يوسف بن يوشع بن ورد بن بطال بن أحمد بن محمد بن عيسى بن محمد بن الحسن ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عرف بالشاذلي. منشؤوه بالمغرب الأقصى، ومبدأ ظهوره بشاذلة (بلدة على القرب من تونس وإليها نسب) حيث ولد سنة 395هـ له السياحات الكثيرة، والمنازلات الجليلة، والعلوم الغزيرة، لم يدخل في طريق الله حتى كان يعد للمناظرة، في العلوم الظاهرة، ذا علوم جمة،ذكره الشيخ صفي الدين بن أبي المنصور رضي الله عنه في كتابه، وأثنى عليه الثناء الكبير، وذكره الشيخ قطب الدين القسطلاني رضي الله عنه. في جملة من لقيه من المشايخ. وأثنى عليه، وذكره الشيخ أبوعبدالله بن النعمان. وشهد له بالقطبانية، وذكره الشيخ عبدالغفار بن نوح رضي الله عنه، في كتابه الوحيد، وأثنى عليه لم يختلف في قطبانيته ذو قلب مستنير، ولا عارف بصير، جاء في هذا الطريق بالعجب العجاب، وشرع من علم الحقيقة الأطناب، ووسع للسالكين الرحاب. حتى لقد سمعت الشيخ الإمام مفتي المسلمين تقي الدين محمد بن علي القشيري رحمه اللّه يقول: ما رأيت أعرف بالله من الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه وأخبرني الشيخ العارف مكين الدين الأسمر رضي الله عنه أنه قال: حضرت بالمنصورة في خيمة فيها الشـيخ الإمام مفتي الأنام عز الديـن بن عبدالسلام. والشيخ مجد الدين بن تقي الدين علي بن وهب القشيري المدرس، والشيخ محيي الديـن بن سـراقة. والشيخ مجد الدين الأخميمي، والشيخ أبوالحسن الشاذلي رضي الله عنهم. ورسالة القشيـري تقرأ عليهم. وهم يتكلمون والـشيخ أبو الحسن صامت إلى أن فرغ كلامهم فقالوا يا سيـدي نريد أن نسمع منك. فقال أنتم سادات الوقت وكبراؤه وقد تكلمتم. فقالوا لا بد أن نسمع منك. قال فسكت الشيخ ساعة. ثم تكلم بالأسرار العجـيبة والعلوم الجليلة فقام الشيخ عز الدين وخرج من صدر الخيمة وفارق موضعه وقال اسمعوا هذا الكلام الغريب القريب العهد من الله.