البرنامج .. باسم يوسف

"يوتيوب" تُرسل باسم يوسف إلى أمريكا
اختارت إدارة موقع "يوتيوب" برنامج "البرنامج"
للإعلامي باسم يوسف كواحدا من أكثر القصص نجاحا على
مستوى العالم. وأعلن باسم يوسف أنه سيسافر للولايات
المتحدة هذا الأسبوع للمشاركة في واحدا من أكبر المهرجانات
في العالم، بناءا على هذا الاختيار.


برنامج "البرنامج" يذاع عبر شاشة قناة CBC الفضائية
في التاسعة والنصف كل جمعة.
http://maktoob.omg.yahoo.com/news/%D9%8A%D9%88%D8%AA%D9%8A%D9%88%D8%A8-%D8%AA%D9%8F%D8%B1%D8%B3%D9%84-%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%85-%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7-220800818.html

وجهت أسرة برنامج '' البرنامج'' للإعلامي باسم يوسف علي فضائية سي بي سي، الشكر والتقدير للجمهور الذي حضر تصوير حلقة الأربعاء الماضي من البرنامج و الجمهور المتابع على شاشات التلفزيون والانترنت فى جميع انحاء العالم الذى ابدى تضامنه الكامل معهم.
وأكد البيان الصادر اليوم الجمعة، علي عدم الالتفات إلي المهاترات والتهديدات والشائعات الكاذبة التي روجها بعض الأشخاص، الذين قاموا بالسباب والتهديد والترهيب و الخوض فى الاعراض في محاولة بائسة للتغطية على ضعف الحجة و كم الأكاذيب والاتهامات التي تخرج من أفواههم .
وأوضحت أسرة البرنامج، أنها لن تنحدر أو تنجرف لهذا المستوي المتدني الذي وصل اليه أحد رواد عالم تأليف القصص المختلقة، والتهديدات الفارغة، والبطولات الزائفة.
وتابع البيان ''سنترك المجال للآخرين ممن لا يجيدون إلا السباب والخوض في الاعراض لسعيهم المحموم لتنفير الجمهور منهم بإسلوبهم الذي ينم عن سوء الخلق والمقصد، فلقد أثبتنا أننا يمكن أن نكشف زيف و ضعف وقلة حيلة ممن يتاجرون بالظهور الاعلامي من أصحاب المواقف المتضاربة والبطولات الزائفة''.
وأكد البيان أن البرنامج قد اتخذ الاحتياطات الأمنية منذ بداية الموسم الثاني من أجل سلامة الجمهور الذي يشرف استضافته أثناء التصوير و لحماية التجهيزات الموجودة في المسرح خاصة في ظل الإنفلات الأمني الموجود في البلاد و ليس من أجل مقدم البرنامج، مضيفا أن أسرة البرنامج تبحث مدى جدوى اللجوء للقضاء لما صدر ضدهم من سب و قذف وتشهير وخوض في الاعراض.
http://arabic.arabia.msn.com/news/egypt-news/5025454/%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D8%B1%D9%86%D8%A7%D9%85%D8%AC-%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%85-%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81-%D9%84%D9%86-%D9%86%D9%86%D8%AC%D8%B1%D9%81-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%8A/

المذيع الساخر باسم يوسف أمام النيابة المصرية بتهمة إهانة الرئيس مرسي
آخر تحديث: السبت، 30 مارس/ آذار، 2013، 13:00 GMT

أفادت الأنباء الواردة من مصر بأن النيابة العامة أمرت بضبط وإحضار مقدم البرامج السياسية الساخرة في مصر باسم يوسف للتحقيق معه بتهمة ازدراء الدين الإسلامي وإهانة الرئيس محمد مرسي.
وأضاف مصدر بالنيابة العامة لبي بي سي أن أحد مساعدي النائب العام المصري أصدر أمر الضبط والإحضار ضد الإعلامي باسم يوسف الذي يقدم البرنامج الساخر "البرنامج" على إحدى الفضائيات المصرية.

وكان المستشار طلعت عبدالله النائب العام أمر بانتداب أحد مساعديه، المستشار محمد السيد خليفة، للتحقيق في اتهام يوسف بإهانة رئيس الجمهورية، وتسببه في حالة من الغضب الشعبي تجاهه.
واستدعى مستشار التحقيق مقدمي البلاغ الذين اتهموا يوسف بأنه أهان الرئيس بالاستهزاء والاستخفاف به، وازدرى الأديان، وأهان عدداً كبيراً من الشخصيات العامة، ومن علماء الإسلام.
وكان النائب العام قد قرر في مطلع العام الجاري فتح تحقيق قضائي مع باسم يوسف بتهمة إهانة رئيس الجمهورية محمد مرسي.
وتأتي قضية يوسف لتثير القلق بشأن حرية التعبير وبخاصة أن الدستور الجديد للبلاد يتضمن بنودا انتقدها ناشطون حقوقيون وقالوا إنها لا تضمن حرية التعبير.
واشتهر يوسف، وهو طبيب، في أعقاب الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير / شباط 2011 بتقديم برنامج ساخر على شبكة الانترنت.
ثم تعاقدت قنوات تلفزيونية خاصة مع يوسف لتقديم برنامجه السياسي، وهو على غرار برنامج ديلي شو للمذيع الأمريكي جون ستيوارت، الذي سخر فيه من عدد كبير من رموز السياسة في مصر وبينهم الرئيس مرسي حتى أن بعض زملائه في القناة الخاصة لم يسلموا من انتقاداته.
وسخر يوسف في إحدى حلقات البرنامج من استخدام مرسي المتكرر لكلمة "الحب" في خطبه، وبدأ الحلقة بأغنية عاطفية محتضنا وسادة حمراء عليها صورة الرئيس.

http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2013/03/130330_egypt_bassem_yousef_arrest.shtml

محمد سلماوى
2 ابريل 2013
«البرنامج»

لا أتخيل أن برنامجاً تليفزيونياً قد حظى بحملة دعائية أكبر وأكثر تأثيراً من تلك التى شاهدناها وشاهدها معنا العالم على أبواب دار القضاء العالى لبرنامج باسم يوسف الساخر «البرنامج»، أما أن تجىء هذه الحملة الضخمة مجانية دون أن يدفع فيها البرنامج مليماً واحداً فهذا فى ظنى غير مسبوق، على الأقل عندنا منذ بدأ التليفزيون المصرى إرساله فى الستينيات «وما أدراك ما الستينيات».

لقد رأيت حشوداً هائلة أمام مقر النائب العام جاءت تعلن تضامنها مع باسم يوسف المتهم بإهانة الرئيس من خلال ما يقدمه من فقرات تسخر من بعض ما يدعو بالفعل للسخرية.

إن السخرية فى العالم كله هى إحدى الوسائل المعروفة للنقد، وليس فى قوانين الدول الديمقراطية ما يجرمها أو يحظرها، ومازلت أذكر فى السبعينيات حملة السخرية اللاذعة التى تعرض لها الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون بعد اكتشاف فضيحة ووترجيت التى أنهت حكمه للولايات المتحدة، ولقد شاهدت بنفسى فى نيويورك برنامجاً تليفزيونياً ساخراً كان يتابع رحلة نيكسون للصين، وهى رحلة تاريخية بجميع المقاييس توقفت عندها كل الأقلام السياسية بالدراسة والتحليل، أما مذيع البرنامج فقد بدأ حديثه عنها قائلاً: هناك أخبار سعيدة وأخرى حزينة، أما السعيدة فهى أن الرئيس الأمريكى وصل منذ دقائق إلى العاصمة الصينية بكين، واستقبل رسمياً بعشرين طلقة مدفع، أما الخبر الحزين فهو أن أياً من هذه الطلقات لم يصب الهدف!

وإذا كانت تلك دعابة خفيفة فإن ما تعرض له رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير بسبب انصياعه الكامل لجورج بوش، خاصة أثناء غزو العراق، لا يمكن أن يوصف بأنه دعابة خفيفة فقد انتشر بين الرأى العام وصف بلير بأنه كلب بوش المدلل، وانتشرت الرسوم الكاريكاتورية تصور الرئيس الأمريكى وهو يسحب وراءه كلباً يحمل وجه بلير، وقام أحد المغنين بتسجيل أغنية تتحدث عن كلب من النوعية التى يسمونها Poodle باللغة الإنجليزية، وتعرف عندنا باسمها الفرنسى «كانيش»، وهو ينقاد لصاحبه أينما ذهب، وكانت هذه الأغنية المسيئة حقاً لرئيس الوزراء تذاع طوال الوقت ويطلبها المستمعون فى كل البرامج، لكننا لم نسمع قط أن بلير سعى لضبط وإحضار من قدمها أو التحقيق معه بتهمة الإساءة لرئيس وزراء بريطانيا.

إن تلك الخطوة غير الموفقة بضبط وإحضار باسم يوسف، بما قدمته لبرنامجه من دعاية هائلة، قد وضعت «البرنامج» فى مصاف أكبر برامج السخرية التليفزيونية على المستوى العالمى.

msalmawy@gmail.com
http://www.almasryalyoum.com/node/1611001

حسين عبد الرازق يكتب: باسم يوسف.. ومبضع الجراح



قليلة هي لحظات السعادة والفرح التي يشعر بها الإنسان الطبيعي في مصر الآن، فقد توالت علي البلاد الكوارث وتراكمت أسباب كثيرة للحزن والغضب واليأس والإحباط، منذ راهن أكثرية الشعب المصري علي جماعة الإخوان ومرشحها للرئاسة «د. محمد مرسي» لقيادة البلاد في أول انتخابات نيابية ورئاسية بعد الثورة، ولم يعد الندم ينفع في شيء.

ومنذ أسابيع قليلة اكتشفت – مع غيري – برنامج علي قناة «سي بي سي» الفضائية يقدمه فنان لامع ومثقف أعاد لفن السخرية تألقه وتفرده هو «باسم يوسف»، أصبحت حريصا وكل أفراد أسرتي والأصدقاء والزملاء في حزب التجمع والمعارف علي التواجد أمام التليفزيون في الموعد المحدد «الحادية عشرة مساء الجمعة في البدية ثم التاسعة والنصف مساء في الأسابيع الأخيرة» لنختلس من هذا الزمن التعيس ساعة نبتسم ونضحك ونفرح فيها دون أن ننسي الواقع الأليم أو نغفل عنه، ولكننا نزداد إصرارا وصلابة علي مقاومة هذا الواقع والتطلع بأمل – كدنا نفقده – للمستقبل.

ولكن عشاق الظلام الكارهين لشعبهم المنتمين للجماعة التي تحكمنا وتحاصرنا وتقتل الابتسامة والأمل فينا، أو المنافقين الذين يفعلون ي شئ وكل شئ للتقرب للحاكم ي حاكم، قرروا أن يتلبسوا لباس ضباط مباحث أمن الدولة، فتقدموا بأربع بلاغات تتناول الحلقات 6 بتاريخ 28 ديسمبر 2012 و12 و14 و15 تتهمه بإهانة رئيس الجمهورية وازدراء الدين الإسلامي.

والأغرب والأكثر مدعاة للغضب أن النائب العام المستشار طلعت إبراهيم أصدر يوم السبت الماضي أمرا بضبط وإحضار «باسم يوسف» للتحقيق معه في البلاغات المقدمة ضده، بعد أن أسند التحقيق في هذه البلاغات للمستشار محمد السيد خليفة الذي قال إنه استمع للحلقات موضوع الاتهامات كاملة واستمع لأقوال 28 مبلغا في البلاغات المقدمة ضد باسم يوسف، وبعد التحقيق مع باسم لمدة 4 ساعات يوم الأحد الماضي اصدر النائب العام قرارا بإخلاء سبيله بكفالة 15 ألف جنيه عن ثلاث قضيا «بلاغات» وتأجيل التحقيق في القضية الرابعة.

وبعيدا عن تفاصيل التحقيقات التي ستتابعها الصحافة وأجهزة الإعلام المصرية والعربية والعالمية، فهناك ثلاثة جوانب مهمة في هذه القضية تتناول أولا شخصية «باسم يوسف» وطبيعة الأدب والفن الساخر، وموقف النائب العام.

> سيفاجأ القراء بأن «باسم رأفت محمد يوسف» قاهري مولود في شهر مارس 1974 – ي أن عمره لم يتجاوز الـ 39 – وهو طبيب تخرج في كلية الطب عام 1998 ثم حصل علي دكتوراة في جراحة القلب وعضو بهيئة التدريس بكلية الطب جامعة القاهرة، إضافة إلي حصوله علي رخصة مزاولة المهنة بالوليات المتحدة عام 2005 وزمالة كلية الجراحين البريطانيين عام 2006.

وبدأ الطبيب جراح القلوب «باسم يوسف» عمله الإعلامي في مارس 2011 بعد ثورة 25 ينير مباشرة بحلقات برنامج «باسم يوسف شو» علي اليوتيوب، لينتقل البرنامج الذي كان يقدمه علي شبكة الإنترنت مستخدما مجرد طاولة وكرسي وكاميرا واحدة ولوحة جدارية تضم صورا التقطها الهواة في ميدان التحرير، إلي قناة «أون تي في» ثم إلي قناة «سي بي سي» في واقعة هي الأولي في الشرق الأوسط أن يتحول برنامج علي الإنترنت إلي برنامج علي شاشة التليفزيون، ولباسم أكثر من 700 ألف متابع علي صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إضافة إلي أكثر من 2 مليون معجب علي صفحته علي الـ «فيس بوك».

> القضية الثانية والتي يفترض أن تكون النيابة العامة علي معرفة بها وهي تحقق مع مثل هذا الفنان المبدع هي قضية الأدب والفن الساخر.

يقول د. ناصر علي في مقاله «فن السخرية عند أبي العلاء المعري».. «السخرية فن من فنون القول تحتاج إلي فطنة وذكاء، بحيث يستطيع صاحبها اصطياد المفارقة التي تثير الضحك، سواء كان ذلك عن طريق النكتة الشفوية أو الكاريكاتير أو القصة الساخرة، والأدب الساخر بحد ذاته يعبر عن حالة رفض للواقع من دون أن يخلق حالة مواجهة أو صدام، وأشهر النصوص الساخرة تاريخيا النص البابلي الشهير الذي يعود إلي الألف الثانية قبل الميلاد ويتضمن حوارا بين سيد وعبده.. وثمة مثل آخر وهو الحكيم اليوناني سقراط الذي سخر من قاتله وهو يتجرع السم.. وتحتاج المجتمعات إلي هذا الفن من القول خصوصا عندما تمر بظروف صعبة، هذا ما كان مع الأديب الروسي «جوجول» حين وصل الواقع الروسي إلي درجة لا تطاق، فظهر في أدبه سمة بارزة هي «الضحك من بين الدموع» فقد آمن بالإضحاك الهادف، وتولت السخرية عنده نقل الرسالة المرة في نقد الواقع نقدا يجابيا».

ويقول الشاعر العربي الكبير أدونيس في كتابه «مقدمة الشعر العربي».. «اللون الساخر لون صعب الأداء يتطلب موهبة خاصة وذكاء حادا وبديهة حاضرة».

> القضية الثالثة تتعلق بموقف النائب العام والقانون والقضاء وأحكامه في مثل هذه القضيا التي تتعلق بحرية الري.

فالنائب العام المستشار طلعت إبراهيم لم يعد نائبا عاما منذ صدور قرار محكمة استئناف القاهرة «دائرة طلبات القضاة» ببطلان قرار رئيس الجمهورية بتعيينه نائبا عاما وعزل النائب العام في ذلك الحين المستشار «عبدالمجيد محمود».

فكما يقول فقهاء القانون ورجال القضاء.. «استمرار النائب العام الحالي في ظل الحكم الصادر ببطلان تعيينه سيؤدي إلي بطلان تمثيل النيابة العامة بالقضيا المنظورة أمام المحاكم استنادا إلي بطلان النائب العام.. فوكيل النائب العام الحاضر في جلسات المحكمة يأخذ سلطته من اختصاص أصيل، وهو يمثل النائب العام، وبطلان النائب العام يؤدي إلي بطلان تمثيل النيابة في القضيا».

وقد استخدم النائب العام – غير الشرعي – مادة شاذة في قانون العقوبات هي المادة 179 التي تجيز الحبس الاحتياطي في جريمة إهانة رئيس الجمهورية، عندما أمر بالإفراج عن «باسم يوسف» بكفالة خمسة آلاف جنيه في كل قضية من القضيا الثلاث التي حقق معه بشأنها، فقد ألغي المشرع منذ العهد الملكي الحبس الاحتياطي في قضيا النشر، باعتبار أن الحبس الاحتياطي ليس عقوبة ولكنه إجراء وقائي يقصد به الحيلولة بين المتهم وبين محاولة التأثير في التحقيق أو إخفاء الأدلة أو التأثير في الشهود أو هروب المتهم إذ لم يكن له مقر إقامة وعمل دائم.. «وجرائم النشر تثبت فعلا بمجرد النشر، فلا محل للخوف من ضياع الأدلة أو التأثير في الشهود أو الخوف من الهرب، حيث إن الصحفيين والكتاب و«الفنانين» شخصيات عامة لهم محل إقامة ومحل عمل دائم معروف، ومادام المشرع قد ألغي الحبس الاحتياطي في قضيا النشر بالصحف أخذا بهذا المفهوم الصحيح للقانون، فلا يجوز أن تستثني إحدي الجرائم «جريمة إهانة رئيس الجمهورية» من ذلك، فهذا الاستثناء له دلالات خطيرة.. أولها تحويل الحبس الاحتياطي من إجراء وقائي إلي عقوبة مسبقة بمجرد توجيه النيابة الاتهام، والثاني ورود الاستثناء علي التهمة المنصوص عليها في المادة 179، يعني أن المشرع يحاول إضفاء وضع غريب علي شخص رئيس الجمهورية وإكساب تصرفاته قدسية زائفة، وهو رئيس السلطة التنفيذية وتتعرض كل أعماله وقراراته للنقد طبقا للقانون.

والجريمة المنصوص عليها في المادة 179 هي من جرائم الإهانة التي ينفرد بها القانون المصري والتي طالبت نقابة الصحفيين والمؤتمر الثالث للصحفيين بإلغائها، علي أساس أن جريمة الإهانة من الجرائم المنقولة عن القانون الفرنسي الصادر في عهد ديكتاتورية لويس نابليون والتي ألغيت تماما من التشريع الفرنسي منذ عام 1881 – ي منذ 132 عاما – وهي جرائم الإهانة والعيب والإخلال بالمقام والإفشاء والتضليل والتحريض وجرائم كراهية النظام والازدراء به أو البغض وتحسين الجرائم.

وتنحاز أحكام القضاء المصري لحرية الري، فقضت محكمة جنيات مصر في 24 ينير 1925 ببراءة د. محمد حسين هيكل من تهمة القذف في حق رئيس الوزراء وزعيم الأمة «سعد باشا زغلول» الذي اتهمه هيكل بالخيانة والعمالة للإنجليز، ونقضت محكمة النقض حكما لمحكمة الجنيات صدر بمعاقبة صحفي في تهمة إهانة مجلس النواب والشيوخ لنشره مقالا نسب فيه إلي فريق الأغلبية أنه «يعبد الحكومة ولا يحب الوطن ويضحيه لشهواته، وأنه جائع منحط ووظيفته هي التهام الوطن، وأنه محب للمال ومن السهل استرضاؤه..» ونسب إلي رئيس مجلس النواب «أنه جاهل لا يدري عمله»، ونقضت المحكمة العليا «محكمة النقض» حكم الإدانة وبرأت الصحفي.

وتوالت الأحكام في هذا الاتجاه الذي أكدته المحكمة الدستورية العليا التي قالت في حكمها في القضية رقم 37 لسنة 11 قضائية دستورية.. «إن من الخطر فرض قيود ترهق حرية التعبير بما يبعد المواطنين عن ممارستها، وأن الطريق للسلامة القومية إنما يكمن في ضمان الفرص المتكافئة للحوار المفتوح لمواجهة أشكال من المعاناة – متبينة في أبعادها – وتقرير ما يناسبها من الحلول النابعة من الإرادة العامة.. ومن ثم كان منطقيا، بل وأمرا محتوما أن ينحاز الدستور لحرية النقاش والحوار في كل أمر يتصل بالشئون العامة، ولو تضمن انتقادا حادا للقائمين بالعمل العام، إذ لا يجوز أن يفرض علي غيره صمتا ولو كان معززا بالقانون، ولأن حوار القوة إهدار لسلطان العقول والحرية والإبداع والأمل والخيال، وهو في كل حال يولد رهبة تحول بين المواطنين والتعبير عن آرائهم، بما يعزز الرغبة في قمعها، ويكرس عدوان السلطة العامة المناوئة لها، مما يهدد في النهية أمن الوطن واستقراره».

ومن أجل أمن الوطن واستقراره فليواصل باسم يوسف إمساكه بمبضع الجراح ليفجر الفرح والسعادة والأمل في قلوب كاد الظلام أن يوقف دقاتها، ويمنحنا القدرة علي المواجهة والتصدي.. والانتصار.


http://www.al-ahaly.com/%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B2%D9%82-%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%85-%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81-%D9%88%D9%85%D8%A8%D8%B6%D8%B9-%D8%A7/#.UVy1GqJTApo