رحيل شينوا أشيبي صاحب الروايـة الرائعـة الأشياء تتداعى
"Things Fall apart
وفي الخميس 22/3/2013م الروائي النيجيري العالمي (82 سنة) في منزله بحرم كلية بارد أنا نديل أون هدسن في نيويورك، حيث يلقي المحاضرات (يحمل لقب بروفيسور).
وقد كتب أشيبي الرواية الكلاسيكية الشهيرة (الأشياء تتداعى) كانت الجملة الأولى في تلك الرواية التي غدت عالمية: (أوكونكوو كان معروفاً جداً عبر القرى التسع وحتى ما يتجاوزها).
وكان الروائي النيجيري قد أعلن قبل 50 سنة إن الأفارقة لهم تأريخهم الخاص ولهم أيضا احتفالاتهم وسمعتهم، إن قروناً من الزمن مضت وهم مرتبطين بالغرب قد انتهت، وهذه الانتقالة التي حدثت، كان أشيبي احد روادها، حيث واصل الكتابة لعدة عقود من الزمن مؤكداً مرات ومرات على إعادة كتابة التاريخ الإفريقي وتعديله.
وأشيبي الكاتب العالمي، ورجل الدولة ثم المنشق سياسياً، توفي عن 82 سنة بعد مرض قصير، لقد عانى الروائي من الأحداث السياسية في نيجيريا من الاستقلال إلى الديكتاتورية والى الحرب الأهلية المدمّرة ما بين نيجيريا وبيافرا في أواخر الستينات.
كان يدرك ميزة العمل في وظائف الدولة والخوف من أن يعرف بكونه عدواً للدولة.
وقد أمضى اغلب أعوام بلوغه في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه لم ينقطع قط من الدعوى إلى نشر الديمقراطية في نيجيريا إضافة إلى رفضه تسلم التكريم من قبلها.
إن مكانة شينوا أشيبي لا تنافسها إلا أسماء مثل غيبرييل غارسيا ماركيز وتوني موريسون وآخرين يعدون على أصابع اليد.
كان أشيبي نموذجاً أخلاقيا ونموذجاً أدبيا لجمهور كبير من الأفارقة، كما كان تأثيره بالغاً على كتاب يستوطنون أمريكا ومنهم هاجين، جونوت دياز وتوني موريسون، التي كان تطلق على أعماله لقب، (التعليم) وان كتاباته قد حرّرتها كما لم يفعل أي عامل سابق من قبل.
لقد بدأت حياة الكاتب الأدبية وهو في منتصف العشرينات، عندما كانت نيجيريا تحت الاحتلال البريطاني، كان يسكن آنذاك في لندن، عندما أنهى نصف روايته، (الأشياء تتداعى)، رواية قصيرة عن قبيلة إفريقية تقع في قبضة الاستعمار البريطاني.
وقد رفضت عدة دور نشر طبع الرواية ولكنها قبلت أخيرا من قبل دار هاينمان وصدرت 1958 وعدد نسخها 2000، وسرعان ما ظهرت أول مقالة قصيرة عنها في صحيفة نيويورك تايمز، ولكنها سرعان ما انتشرت لتصبح من أهم روايات القرن العشرين وانتشرت في العالم اجمع، لتكون بداية الأعمال الأدبية ما بعد مرحلة الاستعمار.
ومن الصعوبة التحدث عن مدى تأثر الرواية الإفريقية بـ(الأشياء تتداعى)، وكما قال الباحث الإفريقي-كوامي انطوني أ بدّيا- (انه مثل تأثير شكسبير على الكتاب الانكليز اوبوشكين بالنسبة للروس، إن أشيبي لم يكتب فحسب بل اكتشف أمرا جديداً).
لقد بيع من رواية (الأشياء تتداعى) أكثر من 8 مليون نسخة، عبر العالم، وترجمت إلى 50 لغة، وكان أشيبي، ناقداً لاذعاً للأدب الغربي الذي يتناول الشؤون الإفريقية وخاصة جوزيف كونراد وروايته، (قلب الظلام)، التي قرأها الملايين، ولكنها بالنسبة لأشيبي تعتبر نموذجاً لما ينتجه العقل الغربي الكبير من اختصار الحضارة الأجنبية إلى البرابرة والوحوش.