بدون مناسبة مررت الريموت على القناة السودانية لأشاهد مراسم إستقبال البشير لمرسى فى مطار الخرطوم ، جلوس الرئيسان فى القاعة الرئاسية الفخمة أوحى لى بخواطر تشابه وإختلاف عدة بينهما منها :
1- كلاهما من مدرسة الأخوان المسلمين .
2- كلاهما لم يكن المرشح الأول لحزبه ، فالمتداول على نطاق واسع أن القائد الإفتراضى لأنقلاب 30 يونيو هو العميد مختار محمدين ، وهناك أقاويل الأن نقلاً عن ويكليكس عن أن القائد الإفتراضى للإنقلاب هو اللواء محمد الهادى المرضى المرتبط بصورة أو بأخرى بالسى أى إيه ، أما محمد مرسى فالجميع يعرف بأن مرشح الأخوان الأول هو المهندس خيرت الشاطر وأن مرسى كان (أستبن ) إى إحتياطى بالعامية المصرية .
3- المعروف أنه قبل المفاصلة بين المؤتمر الشعبى والمؤتمر الوطنى أن المكتب الأربعينى هو الذى يدير الدولة ـ وأن الرئيس عمر البشير هو واجهة النظام ، بينما فى حالة مرسى فأن مكتب الإرشاد هو الذى يُدير شؤون الدولة ، وكما قال دكتور عبدالوهاب الأفندى فى مقال له قرأته قبل مدة فى سودانايل بأن هذه الوضعية تحتاج لأناس على درجة عالية من الولاء والطاعة للتنظيم بحيث يتلقى الرئيس أوامره من هيئة مهما كانت فهى أدنى من مقام رئيس الجمهورية.
4- الرئيسان يعانيان من أزمات سياسية وإقتصادية خانقة وإصطفاف لقوى المعارضة فى البلدين وتململ قوى الهامش (فى الحالة المصرية النوبة وسيناء ) وفى السودان حروب دارفور وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان .
5-السودان إنتهت فيه سيادة دولة القانون وحرية الصحافة والتعبير ، أما مصر مرسى فتسير على نفس الإتجاه .
6- معاناة الطبقات الفقيرة وإرتفاع معدلات البطالة وعجز ميزان المدفوعات وتدهور قيمة العملة الوطنية أبرز عناوين الإقتصاد فى البلدين .
7- التمكين عندنا والأخونة عندهم ، تغييب الكفاءة لصالح الإنتماء الحزبى .
أما الإختلافات :
1- مرسى رئيس منتخب أما البشير فرئيس جاء على ظهر دبابة .
2- إنقلب الرئيس البشير على عراب النظام حسن الترابى وإنفرد بالسلطة بحيث صار لايوجد من ينافسه على الزعامة فى حزبه ، بينما محمد مرسى لازال يتحرك مشدوداً بحبال مكتب الإرشاد والشاطر .
فهل مرسى والبشير وجهان لعملة واحدة ؟ تداولها الشعب السودانى وأنحدرت كما النيل شمالاً ؟