بلغة سيدات كوكب الزهرة الذى ننتمى إليه نحن النساء كانت تجتهد صديقتى فى التفاهم مع زوجها سليل كوكب المريخ وهى تحاول تفكيك جزيئات شخصيته الغامضة ، منهمكة حتى النخاع فى إيجاد إجابات شافية لأسئلة ظلت تؤرقها بشأنه بين طيات كتاب (نساء من الزهرة ورجال من المريخ ) الذى نصحه بها أحدهم ، لذلك أصبحت صديقتى متأثرة بعوالم الكتاب وتتكلم لغته وهى تحادثنى عن أزمتها الجديدة مع زوجها فيما يشبه الإستسلام واصفة إياه بأنه (دخل كهفه) فى إشارة لحالة البيات الشتوى التى إنتابته فجأة بعد نقاش عاصف وجعلته يكف عن الكلام المباح ويحدق بعينيه فى الفراغ العريض وربما تطبطب به على نفسها وتواسيها بها فى إنتظار خروج طرزانها من غابته وكهفه الذى لاذ به هربا من عكننتها ونكدها مقتنعة بتفسيرات ( جون غراى) عالم النفس الشهير ومؤلف الكتاب وعراب العلاقات الزوجية الذى تطوع مشكورا تأليف دليل إستخدام ينفع الرجال والنساء العالمين المختلفين ويبدد حيرتهم كلما أخفقوا فى فهم موقف ما .
صديقتى الغارقة فى تكوين كاتلوج خاص بها من بين كل ما يقع بين يديها من وصفات خاصة بالرجال وعوالمهم المبهمة بالنسبة لنا قبلها بأيام أرسلت لى فى رسالة تعليماتها السرية طالبة منى أن أقرأ ثمانية عشر حقيقة عن الرجل وجدتها فى أحد المواقع لأنها إكتشفت من خلالها كثير من الأسرار ووجدت إجابات لعلامات إستفهام ظلت قابعة فى عقلها و(محيراها) زمنا طويلا وربما ساعدتها فى رسم خارطة طريق ملائمة للسير فى (دهاليز) وأنفاق شخصية زوجها السرية والتى ربما تعيننى أنا أيضا فى حل معضلتى الخاصة من وجهة نظرها طبعا!
لكنها سرعان ماعرجت بعدها بأيام لأبراج وحظوظ (ماجى فرح )فى إهتمام مفاجئ بالأبراج وعلاقتها بالحب والزواج ومدى ملائمة وتوافق برجها الأسد مع برج زوجها العذراء بعد وقوع الفاس فى الرأس ، صديقتى التى صرخت مثل (أرخميدس )وجدتها بعد أن إكتشفت أن العلاقة بين المرأة الأسد والرجل العذراء نادرة وإذا وجدت تكون باردة وكل واحد منهما يسير فى إتجاه معاكس ورمت عليها طبعا وزر مشاكلهما هى وزوجها ثم أوحت لى بأنه ماعلينا نحن النساء الحائرات فى جنس الرجال سوى الإستعانة بالعم قوقل لإيجاد الوصفات السحرية للتعامل مع تقلبات طقس الأزواج وأمزجتهم القابلة للعطب والتشكل كل مرة بشكل لايستقر على حال
صديقتى التى قضت الأيام الفائتة من عمرها متنقلة بين جون غراى تارة و كارينجى وتوقعات الفلكية ماجى وآخرون عادت لقواعدها محبطة وهى تكتشف أن مجهوداتها الحثيثة ضاعت أدراج الرياح ولاشئ من ترياق تلك(التوليفة ) التى جمعتها بجهد مخلص نفع مع زوجها ولم تملك سوى أن تبكى بحرقة وهى تنهنه بحنق و تقول فى يأس الراجل دا حيرنى بس لو قال لى عاوز شنو؟؟ وقبل أن أجيبها متعاطفة مسحت دموعها فجأة وغسلت وجهها وقالت لى فى إصرار غامض يشئ بأشياء أكثر غموضة عاوزة قلم كحل وشرعت فى ترتيب عينيها وحاجبيها ونظرت مليا فى المرآة وخرجت وهى تتأبط شرا أو سرا لا أدرى! هههههههههههههههه عالم والله